خليجيون | هل يحمي إعلان الجزائر إمدادت الغاز العالمية من توابع «كوب 28»؟
تباينت آراء محللين نفطيين بشأن مستقبل إمدادت الغاز في العالم تزامنا مع رفض الإعلان الختامي لقمة منتدى الدول المصدّرة للغاز في العاصمة الجزائرية أمس السبت العقوبات الاقتصادية أحادية الجانب وتعليق الاستثمارات في مجال الطاقة بسبب «التغيرات المناخية»، في إشارة إلى اتفاق المشاركين في مؤتمر «كوب 28» بالإمارات العربية المتحدة في ديسمبر الماضي على ضرورة تحول العالم عن استخدام مصادر الوقود الأحفوري، ومن بينها الغاز.
واجتمع في الجزائر قادة ومسئولو دول يمتلكون نحو 70% من احتياطيات الغاز في العالم، لبحث مستقبل وتحديات القطاع العالمي في ضوء تحديات تطالب بتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وفي ظل توترات تشهدها الأسواق العالمية.
إعلان الجزائر وإمدادات الغاز
ورفض الإعلان الصادر عن منتدى الدول المصدرة للغاز الجزائر «أي استخدام للتغير المناخي كمبرر لإنفاذ إجراءات تعيق الاستثمارات في مشاريع الغاز الطبيعي، ولاستحداث أي وسائل للتمييز الاعتباطي أو أية قيود مقنعة تخالف بشكل مباشر قواعد التجارة الدولية»، علاوة على إدانة «القيود الاقتصادية الأحادية الجانب المتخذة دون الموافقة المسبقة لمجلس الأمن التي تؤثر سلبا على تطوير الغاز الطبيعي وتجارته وتشكل تهديدا لأمن الإمدادات بالغاز الطبيعي».
ويقول الخبير النفطي المصري الدكتور محمود طاهر إن «قمة منتدى الغاز تعزز مكانة المنتدى العالمي في وقت يشهد الطلب على الغاز نموا كبيرا وبحث ايجاد طرق وآليات لتنظيم العمل أكثر بين عمليات الإنتاج والاستهلاك»، وفيما يرى طاهر في تصريح إلى «خليجيون» ما صدر عن البيان الخنامي «مؤشرا على قوة المنتدى المتعاظمة لمنتجي الغاز»، فإنه يلفت إلى أن «تقليل الاعتماد على الوقود الاحفوري ومن بينه الغاز بجانب النفط والفحم تبقى بعيدة التحقق على الأقل في السنوات العشر المقبلة».
ويضمّ المنتدى 12 عضواً دائماً (الجزائر، بوليفيا، مصر، غينيا الاستوائية، إيران، ليبيا، نيجيريا، قطر، روسيا، ترينيداد وتوباغو، الإمارات، فنزويلا)، إضافة الى أعضاء مراقبين. ويأتي انعقاد بعد أشهر قليلة من اتفاق ممثلي نحو 200 دولة مشاركة في محادثات الأمم المتحدة للمناخ (كوب28)، يوم الأربعاء، على ضرورة تحول العالم عن استخدام الوقود الأحفوري، فيما عدها محللون «خطوة مهمة» نحو تغيير كيفية تزويد العالم بالطاقة.
وبدت وجهة نظر الدولة المضيفة منتدى الطاقة والغاز مختلفة مع مخرجات «كوب 28»، إذ قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في كلمته إن الجزائر التي «تدرك مع كافة الشركاء أن الغاز الطبيعي يعد مصدر طاقة وفير وميسور التكلفة وصديقاً للبيئة وداعماً لتكامل مصادر الطاقة المتجددة، لطالما أيّدت فكرة توسيع دور الغاز الطبيعي في التنمية المستدامة واستخدامه كمصدر نظيف مع الطاقات الجديدة والمتجددة».
أزمات الوقود الأحفوري
ويلفت خبير الطاقة المصري الدكتور جمال الأسيوطي في تصريح إلى «خليجيون» إلى ما عده «توجها عالميا لمكافحة زيادة الاعتماد على النفط والغاز والفحم وهناك إجراءات اعتمدها بيان كوب 28 لمحاصرة عمليات التنقيب ومن بينها إجبار الشركات العالمية على الحد من عمليات التنقيب.
وفي حين يشير تقرير صادر عن المنتدى بشأن «توقعات الغاز العالمية 2050» نُشر الخميس، الى أن الغاز «سيبقى ضروريا في العقود المقبلة». وهي نقطة يتوافق معها الأسيوطي، مشيرا إلى أن «العبرة بحاجة الأسواق ومدي قدرة الوقود البديل علة توفير احتياجات الأسواق ومدى الاستثمارات المتاحة في توفير الوقود البديل والطاقة النظيفة».
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية تباطؤ نمو الطلب على الغاز الطبيعي عالميًا بين عامي 2022 و2026، مضيفةً أن وفرة إمدادات الغاز المسال من المشروعات الجديدة ستخفف ضغوط السوق بعد عام 2025.
اقرأ المزيد:
حماس تكشف حقيقة تقاضي مصر آلاف الدولارات مقابل عبور الفلسطينيين
دبلوماسية المنافذ.. موريتانيا تمنح الجزائر قُبلة «التجارة للغرب» الأفريقي