اختراق إسرائيلي لاسطنبول.. أسباب انتشار سرطان الموساد في تركيا
ارتفعت وتيرة اعتقالات الشرطة التركية لأشخاص تتهمهم بالتخابر مع جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد)، فيما أرجعه مراقبون إلى مخطط الاحتلال لتتبع أفراد وشركات داعمة لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) في الخارج، مستبعدين في الوقت نفسه احتمالية قطع العلاقات بين الطرفين.
وأعلنت الشرطة التركية، الثلاثاء، اعتقال 7 أشخاص من بينهم محقق خاص، للاشتباه ببيعهم معلومات لجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد)، وفقا لوكالة الأناضول للأنباء.
تركيا مخترقة من الموساد
ويرى الباحث في الشأن التركي وسكرتير تحرير صحيفة «زمان» التركية محمد أبو سبحة، أن «الواقعة الأخيرة دليل على أن تركيا مخترقة من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي، لاسيما وأن هناك تقارير تتهم إسرائيل بالسعي نحو مراقبة ومتابعة قيادات حركة المقاومة الفلسطينية حماس المقيمين في اسطنبول انتقاما لمعركة طوفان الأقصى».
ويرجح أبو سبحة في تصريح إلى «خليجيون» أن إسرائيل تعكف حاليا إلى نشر عملاء وجواسيس لها في كل بلاد الشرق الأوسط، التي تشهد غليان ضد العدوان على غزة.
ويرجع الباحث في الشأن التركي تزايد وقائع إعلان السلطات التركية عن ضبط متورطين في التخابر مع الموساد، إلى حالة التطبيع القوية بين تل أبيب وأسطنبول والتي فتحت باب السياحة بين البلدين وسهولة التنقل بينهما، ما خلص نوع من التيسيرات في حركة التواصل بين الأجهزة الإسرائيلية ومواطنين أتراك.
العناصر المتورطة في التخابر مع الموساد
ووفق تحريات جهاز المخابرات التركي فإن العناصر المتورطة في التخابر مع الموساد فإن مهامهم تتلخص في تتبع نشاط ورصد بعض الشركات والأفراد من الشرق الأوسط وجمع معلومات عنهم، سواء من حركة حماس أو تقدم دعم لهم.
ويرى أن بعد جمع المعلومات عن أفراد تساعد حماس، يتم إرسالها إلى وزارة الخزانة الأميركية لإتخاذ قرار عقابي ضدهم.
وعن تأثر العلاقة بين تركيا وإسرائيل رغم هذا التوتر، استبعد أبوسبحة اتخاذ تركيا قرارًا من شأنه قطع العلاقات مع إسرائيل لحرص أردوغان على استمرار العلاقات السياسية بين البلدين لضمان استمرار التبادل التجاري، فضلا عن تخوفاتها من تاثر ملف غاز شرق المتوسط.
المحقق الخاص متورط مع الموساد
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن مصادر أمنية قولها إن «المحقق الخاص، وهو موظف حكومي سابق، يشتبه في جمعه معلومات عن شركات وأفراد من منطقة الشرق الأوسط في تركيا، وزرع أجهزة تعقب والانخراط في عمليات مراقبة».
وأفادت المصادر بأن الاعتقالات كانت في إطار عملية نفذها جهاز الاستخبارات الوطني وشرطة مكافحة الإرهاب في إسطنبول.
وذكرت المصادر أن المحقق التركي تلقى تدريبا من الموساد في العاصمة الصربية بلغراد وتلقى مدفوعات بعملة مشفرة لم تظهر في السجلات الرسمية.
الواقعة الأخيرة ليست الأولى هذا العام فف من يناير الماضي، كشفت تقارير إعلامية تركية اعتقال 33 شخًصا لاتهام بالتخابر مع الموساد.
إذ كانت كانت وكالة الأناضول التركية قد أفادت باعتقال هؤلاء الأشخاص واتهتمت السلطات الأمنية التركية بـ«السعي نحو رصد ومراقبة ومهاجمة وخطف مواطنين أجانب يعيشون في تركيا في إطار عمليات تجسس دولية».
خطاب أردوغان ضد الاحتلال الإسرائيلي
ومنذ بدء العدوان على غزة، ارتفعت حدة خطاب أردوغان ضد الاحتلال الإسرائيلي إذ وصف إسرائيل بالمنظمة الإرهابية التي ترتكب عمليات إبادة جماعية مع المطالبة بمحاسبتها دولياً، وفي مطلع نوفمبر 2023، استدعت أنقرة سفيرها لدى تل أبيب، لكن أردوغان أكد أن بلاده لن تقطع علاقاتها نهائياً بإسرائيل.
وكان الرئيس التركي أعلن رفضه التواصل مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وألغى خططه لزيارة تل أبيب، في تحول لمسار العلاقات بين الطرفين اللذان التقيا في نيويورك في سبتمبر 2023.
وفي ديمسبر 2023 هاجم إردوغان، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن العدوان على غزة، ليرد عليه الأخير سريعا، في مشهد وصفه المتابعبين بالتراشق الحاد.
إردوغان ونتانياهو
إذ قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في خطبة له «لا فرق بين ما يفعله بنيامين نتانياهو في قطاع غزة وما فعله الزعيم النازي أدولف هتلر إبان الحرب العالمية الثانية، مصعدا انتقاداته لحملة القصف الإسرائيلية على القطاع ردا على هجوم حركة حماس على جنوب»
ووجه إردوغان تساؤلا إلى نتنياهو «كيف تختلف عن هتلر؟»، مضيفا «هل أن ما تقوم به أقل مما قام به هتلر؟ لا».
اقرا المزيد
«خليجيون» تفتش وراء ألاعيب «إعلام الموساد».. من نكسة 67 إلى حرب غزة