شح الدواء يهدد حياة المصريين.. وخبير: الأزمة ستستمر لشهرين
تفاجأت السيدة رشا من رفض صرف دواء الأنيميا الذي وصفه الطبيب المعالج لابنتها البالغة من العمر 3 سنوات داخل إحدى المستشفيات في الجيزة، حيث رفض طبيب الصيدلية صرف الدواء بحجة أنها لا تحتاجه.
وفي حديث إلى «خليجيون» تساءلت رشا كيف لطبيب الصيدلية يمنع صرف دواء كتبه الطبيب المعالج في نفس المستشفى، إذ رأى أن نسبة الأنيميا لا تحتاج إلى الدواء منصبًا نفسه طبيب هو الآخر دون أن يكون مؤهلاً لذلك، لافتة إلى أن دوره يقتصر على صرف الأدوية فقط.
تلك الواقعة تأتي في ظل ما تشهده مصر في الأونة الأخيرة أزمة في نقص واختفاء فئات عديدة من الأدوية لاسيما التي تعالج الأمراض المزمنة والأورام، فيما توقع مراقبون استمرار الأزمة لمدة شهرين إضافيين نظرًا للفترة اللازمة لتصنيع الدواء بعد قرار الإفراج الجمركي عن شحنات مدخلات تصنيع الأدوية المستوردة.
صرف دواء واحد لكل مريض
وإتخذت وزارة الصحة المصرية قرارًا بصرف دواء واحد فقط للمترددين علي عيادات الوحدات الصحية.
وقالت الوزارة في بيان لها أمس الأربعاء: «يقتصر صرف العلاج للمترددين على العيادات الخارجية الصباحية بالمنشآت الصحية التابعة لوحدات الإدارة المحلية على صنف واحد مجاني من قائمة الأدوية الأساسية لعلاج الحالة، على أن تتولى الإدارة المختصة بالشئون الصيدلية بوزارة الصحة إصدار قائمة بتلك الأدوية يتم تحديثها بصفة دورية بما يراعى المستجدات ومعدلات إتاحة الأصناف».
غياب دواء حمى البحر
وفي صعيد مصر فشلت محاولات مصطفى عبد الجواد في العثور على دواء الكولشيسين لطفله، وهو دواء يستخدم لعلاج الالتهابات ولتسكين الألم، ويشيع استخدامه للتخفيف من أعراض مرض النقرس وحمى البحر.
ويقول عبد الجواد لـ«خليجيون»: «إنني أبحث عن ذلك الدواء منذ ما يقرب من أسبوع ولم أجده رغم محاولات عديدة من بعض الأشخاص في توفيره إلا إنه اختفى تماما من الأسواق».
شح العملة الأجنبية و استنزاف المواد الخام الطبية
ويقول مدير مركز الحق في الدواء محمود فؤاد: «هناك مشكلة تفاقمت منذ عام تتمثل في نقص الدواء جراء شح العملة الأجنبية ومع استنزاف المواد الخام الطبية أصبح نحو 85% من الأدوية المحلية غير موجودة».
ويضيف فؤاد في تصريح إلى «خليجيون»: «الأزمة وصلت إلى الصيدليات الخاصة تعاني من نقص الأدوية واختفاء أخرى لدرجة غياب علاج الأنفلونزا والكحة وأمراض ارتفاع الحرارة».
ويشير إلى أن الحكومة أفرجت عن مواد خام مقدرة بـ 1.2 مليار دولار، متوقعًا استمرار أزمة نقص الدواء لمدة شهرين أو ثلاثة لحين الانتهاء من دورة تصنيع الدواء العلمية.
تحذير من كارثة
وحذر مدير مركز الحق في الدواء من نتائج كارثية جراء نقص الأدوية، مشددًا على ضرورة إيجاد حل لمنع تكرار تلك الأزمة في حال تعرض البلاد لعجز في توفير الدولار.
ولفت فؤاد إلى أن مصر تستورد 95% من المواد الخام التي تدخل في تصنيع الأدوية.
وأصدر وزير الصحة المصري هذا الأسبوع قرارا لتخصيص (٢٥٪ فقط ) علاج مجاني للمستشفيات والمراكز الطبيه (بالمحليات) ووفق القانون الاداره المحليه ١٥٩.و ٧٥٪ للعلاج بالأجر في المستشفيات المذكوره دون الادويه وفق نفقه الدوله والتأمين الصحي القديم.
الحكومة المصرية: سنقدم أي حوافز لتصنيع المواد الخام في قطاع الدواء
وكان رئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، قد سبق وأبدى استعداد حكومته لتقديم أي حوافز لتصنيع المواد الخام في قطاع الدواء.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي عقده مدبولي، في نوفمبر 2023 لبحث سبل تعميق صناعة الأدوية وزيادة التصدير.
فيما صرح السفير نادر سعد، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، بأن «الاجتماع استعرض رؤية غرفة صناعة الأدوية باتحاد الصناعات المصرية للتحديات التي تواجه القطاع الدوائي في مصر، ومقترحات سبل حلها، والمتضمنة مقترحات تعميق صناعة الدواء محليًا مثل صناعة الخامات، والمستحضرات الحيوية، وأدوية السرطان والهرمونات وألبان الأطفال، وغيرها من الصناعات، بما يقلل من الفاتورة الاستيرادية».
وذكر المتحدث الرسمي أن «الاجتماع ناقش أيضًا عددا من الحوافز والمقترحات المتعلقة بالإعفاءات الضريبية والجمركية للآلات والمعدات والأجهزة المشتراة بغرض الإنتاج أو الاستخدام، وسبل توطين صناعة المواد الخام الفعالة في صناعة الدواء، في ظل تنامي سوق المواد الخام الفعالة العالمية، مع الأخذ في الاعتبار نماذج دولية نجحت في توطين تلك الصناعة».
اقرأ المزيد
جرس إنذار لـ«مريض السمنة».. احترس من التوقف عن هذا الدواء
رئيس الوزراء المصري: مستعدون لتقديم أي حوافز لتصنيع المواد الخام في قطاع الدواء
