السعودية في طريقها إلى خصخصة أندية محلية
تعتزم المملكة العربية السعودية خصخصة مجموعة جديدة من أندية كرة القدم المحلية في إطار سعيها لتعزيز مشاركة المستثمرين.
وقال نائب وزير الرياضة بدر القاضي: «نتوقع انطلاق موجة جديدة من خصخصة الأندية قريباً. وهذا يمنحنا الفرصة لتشجيع الاستثمار المستدام في الرياضة، كما يمنحنا عائداً لإعادة الاستثمار».
ورجح القاضي في كلمة له على هامش مؤتمر «بلومبرغ باور بلايرز جدة»: «استمرار موجة انتقالات اللاعبين التي بدأت العام الماضي، وانضم على إثرها نخبة من نجوم كرة القدم العالمية إلى الأندية السعودية المحلية، بمن فيهم البرازيلي نيمار والمهاجم الفرنسي كريم بنزيمة. لكن مع ذلك، من غير الواضح بعد ما إذا كانت الصفقات الجديدة ستتم على نفس المستوى»، حسب صحيفة الشرق.
وأنفقت المملكة وصندوق الاستثمارات العامة السيادي مبالغ طائلة على الرياضة خلال السنوات الأخيرة كجزء من حملة البلاد لتنويع الاقتصاد وتشجيع السياحة وتحسين جودة الحياة.
من جانبها، قالت أماندا ستافيلي، الرئيسة التنفيذية لشركة "بي سي بي كابيتال بارتنرز" (PCP Capital Partners)، المالك المشارك مع صندوق الاستثمارات العامة لنادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، إنها ترى "فرصة واعدة" للاستحواذ على حصة في نادٍ سعودي.
مولت المملكة معظم استثماراتها ومبادراتها الخاصة ذاتياً حتى الآن، ولكنها تسعى لتشجيع مشاركة القطاع الخاص، ليس فقط على صعيد الرياضة وإنما من أجل جذب مزيد من السياح كذلك، وتلبية هدفها الخاص ببناء عشرات المشروعات الضخمة التي ستدعم جهود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ضمن أجندة التحول في رؤية 2030.
وفي غضون أعوام قليلة، انطلقت الاستثمارات الخليجية من صناديق الثروة السيادية إلى الملاعب الرياضية، وهو ما يراه مراقبون بابًا اقتصاديًا واسعًا للخليج من شأنه إنعاش تلك الصناديق، بعيدًا عن مصدر الدخل الرئيسي المتمثل في النفط.
وفي فبراير 2023، توقع تقرير صادر عن مجموعة «ميتسوبيشي يو أف جي» المصرفية اليابانية أن يبلغ صافي ثروات الصناديق السيادية في المنطقة إلى 5.6 تريليونات دولار بحلول 2026، مقارنة بنحو 3.8 تريليونات دولار حاليًا، أي بزيادة 1.8 تريليون دولار، بدعم من أسعار النفط التي يتوقع أن تبلغ في المتوسط 94 دولارًا للبرميل خلال السنوات الأربعة المقبلة.
العرب يتنافسون في الملاعب الأوروبية
ويقول مايكل مادويل، رئيس معهد الصناديق السيادية، إن «صناديق الثروة السيادية الخليجية رفعت من نسبة الأموال المقدمة في الاستثمار الرياضي»، لافتا إلى أن «الاستثمار لم يقتصر على كرة القدم فقط، بل انضم إلى رياضات آخرى والتي منها رياضة الجولف بالولايات المتحدة الأميركية لما تملكه من شعبية كبيرة هناك».
ويضيف مادويل في لقاء سابق مع قناة الشرق بلومبرج، أن «هناك منافسة كبيرة من قبل رجال الأعمال حول الاستثمار الرياضي، ما أسفر عن ارتفاع قيمة أسهم المؤسسات الرياضية لزيادة الطلب عليها». ويشير إلى أن «الرياضة مثلها مثل الأنشطة الاقتصادية الأخرة، وبالتالي هناك طرق كثيرة للاستفادة من الفرق الرياضية والتي تستقطب الصناديق السيادية الخليجية، عبر شراء لاعبين وبيعهم أو مقايضيتهم»، حسب تعبيره.
وبالنسبة للمخاطر، فإن «الأمر يختلف من رياضة إلى أخرى، وهناك رغبة من تنظيم بطولات عالمية كالتجربة القطرية في استضافة كأس العالم، لما تسبب منها إليها من جذب للسياحة»، بحسب مايكل مادويل.
الإمارات أول المبادرين
وكانت الإمارات أول البلدان الخليجية التي بادرت في الاستثمار في المجال الرياضة، عبر مجموعة «أبوظبي المتحدة للتنمية والاستثمار» المملوكة للشيخ منصور بن زايد آل نهيان، الذي استحوذ على نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، مقابل ما قدر وقتها بحوالي 350 مليون دولار أميركي، وذلك في عام 2008
ومنذ استحواذها على ملكية مانشستر سيتي، أنفقت مجموعة أبوظبي المتحدة أكثر من 2 مليار دولار أميركي على صفقات ضم لاعبين واستقطاب مدربين للنادي كان أبرزهم وآخرهم المدرب الحالي الإسباني بيب جوارديولا، وفقا لمجلة «دير شبيجل» الألمانية.
صندوق الاستثمارات العامة السعودي
وفي أكتوبر 2021 استحوذ صندوق الثروة السيادي السعودي الذي يترأسه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود في أكتوبر 2021 على 80% من أسهم نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي في صفقة قُدرت بحوالي 300 مليون جنيه استرليني.
«خليجيون» خاص| هل تنعش الاستثمارات الرياضية صناديق الثروة السيادية الخليجية؟