اعتداءات جنسية «صادمة» في قطاع المال البريطاني
لا تزال الاعتداءات الجنسية ضد النساء منتشرة على نطاق واسع في القطاع المالي البريطاني النافذ، وفق تقرير برلماني بريطاني تحدث عن وقائع «صادمة» تشمل حالات «تمييز» و«تحرش» و«اعتداءات جنسية تصل إلى الاغتصاب».
أما حالات التمييز في التوظيف والأجور فلا تزال على حالها تقريباً، وفق لجنة الخزانة البريطانية في تقريرها عن «التحيز الجنسي في المدينة»، الصادر بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وفق وكالة فرانس برس.
وكان الدافع وراء التحقيق في هذا التقرير بشكل خاص هو اتهامات بالاعتداء الجنسي كشفت عنها الصحافة البريطانية العام الماضي وطاولت مدير صندوق الاستثمار «كريسبين أودي و سي بي اي»، منظمة أصحاب العمل البريطانية الرئيسية.
وجاء في التقرير «لقد أزعجتنا الشهادات التي تلقيناها حول انتشار التحرش الجنسي في قطاع الخدمات المالية»، وهي مشكلة مجتمعية تبدو "واضحة بشكل خاص في هذا القطاع».
لا تسامح مع الاعتداءات الجنسية في بريطانيا
وبحسب التقرير، من الواضح أن «اتخاذ إجراءات عاجلة أمر ضروري»، بالإضافة إلى تغيير ثقافي نحو «عدم التسامح مطلقاً» مع مثل هذه الانتهاكات.
ووفق هذا التقرير، فإن النساء اللواتي تحدثن عن تعرضهن لسوء معاملة في القطاع، «في كثير من الحالات، قلن إنهن أُجبرن على تغيير مناصبهن أو ترك الشركة" التي يعملن فيها.
وأسف التقرير أيضاً للتقدم الضئيل وغير الكافي على الإطلاق في عدد النساء في المناصب الإدارية، وخصوصاً في مناصب مديري الصناديق أو في شركات المحافظ الاستثمارية، حيث لا تتجاوز نسبة النساء بينهن 12%.
وأكد التقرير أن إنجاب الأطفال «لا يزال يعتبره الكثيرون أحد العوائق الرئيسية أمام تقدم المرأة في المهن المالية»، لا سيما في ظل التكلفة الباهظة وصعوبة الحصول على رعاية الأطفال، ما يشجع النساء على تعليق حياتهنّ المهنية.
لم تكن الاعتداءات الجنسية حكرا على قطاع المال، فقد أخفقت أجهزة الشرطة في تحقيق العدالة لمرضى الصحة العقلية في مستشفياتٍ في المملكة المتحدة، وسط مزاعم عن تعرضهم لعنفٍ جنسي، بحيث أظهرت إحصاءات جديدة أن عدداً قليلاً من الشكاوى المرفوعة قد انتهى بتوجيه اتهاماتٍ جنائية.
وتبين الأرقام التي كشفت عنها «اندبندنت» أن أكثر من 1، 374 بلاغاً عن حالات اغتصاب واعتداءٍ جنسي في مستشفيات الطب النفسي، جرى تقديمها للشرطة في العامين الأخيرين، ومع ذلك، لم يُوجه سوى 26 اتهاماً فيها، أي أقل من 2%.
ويتعلق الجزء الأكبر من هذه التقارير باعتداءاتٍ مزعومة على مرضى - جميعهم يعانون من اضطرابات عقلية - تشمل جرائم تتفاوت ما بين الاغتصاب والاعتداء الجنسي واستراق النظر خلسة إليهم.