حماس تعلن آخر تفاصيل هدنة غزة والحوار الفلسطيني
قال قياديّ في حركة حماس الفلسطينية ايوم الثلاثاء إن الفصائل المسلّحة ما زالت تُجري مشاورات واتصالات من أجل التوصل إلى اتفاق يلبي ما وصفها بتطلعات الشعب الفلسطيني، لكنه اتّهم الجانب الإسرائيلي بالتعنت أمام مطالب الفصائل.
وفي حديث لوكالة أنباء العالم العربي قال وليد الكيلاني، المسؤول الإعلامي لحركة حماس، إن مطالب الحركة «هي مطالب إنسانيّة بحتة، مثل عودة النازحين والإيواء وإدخال مساعدات بشكل كافٍ وعودة النازحين إلى الشمال، بينما العدو الصهيوني مطالبه مطالب كيدية ومطالب لا إنسانية ومطالب انتقامية».
وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة على غزة ردا على الهجوم أتبعتها بعمليات عسكرية برية في 27 الأول/أكتوبر، أسفرت حتى الآن عن ايتشهاد 31184 شخصاً غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
وأضاف القيادي في حماس «المقاومة وقيادة الحركة تذهب إلى القاهرة للتوصل إلى اتفاق، ولكن من يؤخّر ويعرقل هو العدوّ الصهيونيّ، وهو متعنّت ويُراوِغ ويريد كسب وقت أكبر لتحقيق أهدافه.. .المقاومة ما زالت تُجري المشاورات والاتصالات للتوصّل إلى اتفاق يُرضي شعبنا الفلسطيني ويكون بمستوى تطلّعاته وبمستوى التضحيات التي قدّمها خلال معركة طوفان الأقصى».
واعتبر الكيلاني أن الجانب الإسرائيلي يريد كسب الوقت عبر «هدنة مؤقّتة ليأخذ استراحة المحارب، وبعد ذلك يستأنف القتال، وهو يريد من كل عمليات التفاوض هذه فقط ملف الأسرى، بينما الملفات الأخرى لا يريدها».
في المقابل، ذكر أنّه «لا اتفاق دون التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل بقطاع غزة، وكذلك انسحاب العدو الصهيوني من كل مناطق قطاع غزة، وإدخال المساعدات والمؤن والإيواء إلى محافظتي الشمال ومدينة غزة، ورابعا التفاوض الحقيقي على الأسرى دون أي عقبات، بالإضافة إلى عودة النازحين«، في إشارة إلى شروط الحركة في الورقة التي سلمتها للوسطاء في القاهرة.
وقف إطلاق النار في غزة أولا
وقال الكيلاني «الأصل أن يتم وقف إطلاق النار حتى يتم بحث باقي الملفات من ضمنها ملف الأسرى. من هنا نقول إن من يعرقل ومن يراوغ هو العدوّ الصهيوني».
وبينما كال المسؤول الإعلامي لحركة حماس الاتهامات لإسرائيل بالتسبب في عرقة التفاوض، فقد أشار إلى أن «الجانب الإسرائيلي غاب عن موضوع المفاوضات في اللقاء الأخير في القاهرة، وهذا ما حال دون التوصل إلى اتفاق». أضاف «الوسطاء.. .يأتون بما يقدّمه المحتلّ، ويأخذون بما تردّ عليه المقاومة، وهم مشكورون على هذا الدور الكبير، أكان المصريون أو القطريون.. .المشكلة في الجانب الإسرائيلي، هو لم يحضر إلى القاهرة، ولم يستجب لشروط المقاومة، ولم يتجاوب مع الوسطاء».
لكنه عبّر عن اعتقاده بأنه أن «ستأتي الساعة التي يخضع فيها (الجانب الإسرائيلي) لشروط المقاومة»، مشيرا إلى صفقة تبادل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2011 مقابل أكثر من ألف أسير فلسطيني بعد احتجاز الجندي الإسرائيلي على مدى أكثر نحو خمس سنوات.
وقال «حينما كان لدى المقاومة جندي أسير، وهو شاليط، في بداية المفاوضات، قالوا لديكم جنديّ فنخرج مكانه أسير فلسطيني، ولكن بعدما صلّبت المقاومة موقفها ولم ترضخ لشروط العدو الصهيوني، استطاعت أن تخرج 1027 أسيرا فلسطينيا بعد فترة من الزمن».
أضاف «لذلك نقول لا خيار لدى المقاومة والشعب الفلسطيني سوى الصمود.. .نحن أرضنا محتلّة، ونحن نقاتل، وكلّ الشرائع وكل القوانين الدوليّة كفلت حقّ المقاومة.. .المشكلة ليست وليدة السابع من أكتوبر، إنّما المشكلة عمرها أكثر من 75 عاما، وسبب هذه المشكلة هو الاحتلال الذي يحتلّ أرض فلسطين»..
وتابع «جرّبنا المفاوضات على مدار 30 عاما من اتفاقية أوسلو، لم تجلب أي أمن أو استقرار، ونرى الاعتداءات المتكرّرة في الضفة الغربية، حيث لا توجد لا قواعد ولا صواريخ ولا أسلحة للمقاومة كما يدّعون، ولكن الاعتداءات من قبل المستوطنين والمتطرفين مستمرة حتى هذه اللحظة، وهم يتوعدون الفلسطينيين»..
جيش الاحتلال يعلن مقتل جندي إبان هجوم حماس
في هذه الأثناء، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء أن جنديا كان يعتقد أنه محتجز رهينة في غزة، قُتل إبان هجوم السابع من أكتوبر الماضي ونقلت جثته حينها إلى القطاع.
وقال الجيش في بيان إن الرقيب إيتاي هين (19 عاما) الذي يحمل الجنسية الأميركية كذلك «سقط في 7 أكتوبر ثم اختطف» جثمانه إلى قطاع غزة مقاتلون فلسطينيون. وهو في عداد نحو 250 إسرائيليا وأجنبيا اقتيدوا رهائن إبان الهجوم.
وأطلق سراح أكثر من 100 محتجز خلال هدنة لأسبوع اعلنت في نوفمبر. ومقابل ذلك أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن نحو 240 أسيرا فلسطينيا. وقتل جنود إسرائيليون ثلاثة مجتجزين من طريق الخطأ في غزة في يسمبر فيما أنقذ ثلاثة آخرون خلال عمليات عسكرية نفذت هناك. ولا يزال 130 شخصا محتجزين وفق إسرائيل التي تُرجّح مقتل 32 منهم في القطاع.
ويبلغ إجمالي عدد الجنود الاسرائيليين القتلى منذ 7 أكتوبر 590 جنديًا، قتل منهم 249 منذ بدء الهجوم البري على غزة في 27أكتوبر.
إلى ذلك، أبحرت من ميناء لارنكا في قبرص صباح اليوم الثلاثاء أول سفينة تحمل مساعدات عبر الممر البحري بين الجزيرة المتوسطية وقطاع غزة الذي دمره العدوان الإسرائيلي، في إطار مساعي تكثيف إيصال المعونة للسكان المحاصرين والمهددين بالمجاعة.
وخلال الليلة الثانية من رمضان، استشهد عشرات الأشخاص في قصف مدفعي وغارات إسرائيلية استهدفت مختلف أنحاء القطاع وفق وزارة الصحة التابعة للحركة الفلسطينية. ومساء الاثنين، حظيت بعض العائلات النازحة في مدينة رفح بأقصى جنوب القطاع، بأطباق من الأرز مع قليل من اللحم على موعد الإفطار في أول يوم من رمضان.
ولكن في مدينة غزة بشمال القطاع، قالت وزارة الصحة إن أكثر من ألفي عامل في المجال الصحي لم يتمكنوا من إيجاد ما يفطرون عليه.
وقالت أم محمد مطر وهي تعد الخبز في رفح «رمضان ليس له طعم، إنه بطعم الدم وطعم العذاب الذي نحن فيه والفرقة والهم والقهر». وفي صباح اليوم الثامن والخمسين بعد المئة للحرب، قالت وزارة الصحة إن «72 شخصًا على الأقل استشهدوا وأن كثيرين ما زالوا تحت الأنقاض».
اقرأ المزيد:
خليجيون| إثيوبيا تنبش مجددًا على ميناء خارج أراضيها
الكويت تعلن موقفها رسميا من اجتماع القاهرة لتسوية الأزمة في ليبيا