أصوات صهيونية تحذر.. أرانب الحريديم تسن أسنانها للفتك بإسرائيل
هدد كبير حاخامات الكيان المحتل (إسرائيل) يتسحاق يوسف بمغادرة البلاد حال إقرار قانون إرغام الحريديم المتدينين على الانخراط في صفوف الجيش الصهيوني، لتعاود قضية اليهود الأرثوذكس المتشددين وصراعهم ضد التجنيد الإجباري إلى صدارة المشهد.
والإثنين، تظاهر مئات رافعين العلم الكيان المحتل أمام المحكمة العليا في القدس، وذلك بالتزامن مع انطلاق جلسات استماع في المحكمة بشأن المبررات الملزمة لهم بالخدمة في الجيش.
مخاوف صهيونية من تنامي نفوذ الحريديم
ويتخوف صهاينة كثر من تنامي نفوذ الحريديم، بسبب نموهم سكانيا حيث يتزايدون بنسب مرعبة قياسا إلى عدد اليهود الآخرين بالكيان المحتل، حتى أنهم يشبهونهم بالأرانب لكثرة ولاداتهم، ما يدفع البعض لرسم سيناريوهات مخيفة - بالنسبة للصهاينة - من سيطرة هذه الفئة «المتدينة» على مقاليد الحكم في الدولة الصهيونية المقامة على أرض فلسطين العربية.
ويشكل اليهود المتشددون 13 في المائة منتعداد الكيان المحتل، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 19% بحلول عام 2035، بسبب ارتفاع معدلات المواليد بينهم.
ومع اعتقال الشرطة الإسرائيلية للعديد من المتظاهرين، قالت حركة «من أجل جودة الحكم في إسرائيل»، التي تقدمت بطعن في المحكمة العليا ضد الإعفاءات إن «الحرب الطويلة في غزة تلفت انتباهنا إلى الحاجة الماسة لتوسيع نطاق التجنيد ليشمل جميع أطياف المجتمع الإسرائيلي».
قانون التجنيد في إسرائيل
والتجنيد مفروض على اليهود عند بلوغهم 18 عاماً، بحيث يخدم الرجال لعامين و8 أشهر والنساء لعامين، ومنذ إعلان ولتهم المزعومة في 1948، واجه الكيان الصهيوني مسألة تجنيد المتشددين، وعاملهم أول رئيس وزراء ديفيد بن غوريون معاملة خاصة، كونهم كانوا ضامنين لاستمرار دراسة تعاليم الديانة اليهودية.
وفي عام 2018 أبطلت المحكمة العليا قانوناً يعفي الرجال المتشددين من الخدمة في الجيش، إعمالاً لمبدأ المساواة.
معلومات عن الحريديم
وتعيش غالبية الحريديم في فلسطين والولايات المتحدة، كما يعيش البعض منهم في الدول الأوروبية ويتنقلون بينها. وينتمون في معتقداتهم إلى التوراة والأصول الفكرية اليهودية القديمة ويرفضون الصهيونية.
ويعيشون حياة مكرسة للإيمان حيث يجتمعون في المعابد ثلاث مرات في اليوم للصلاة، ويتعلمون في المعاهد الدينية الكبرى.
ويرفضون التجنيد الإجباري، ويطالبون بالحق في الدراسة بالمعاهد اللاهوتية بدلاً من الخدمة بالزي العسكري طوال السنوات الثلاث.
وعادة ما يرتدون أزياء يهود شرقي أوروبا، وهي معطف أسود طويل وقبعة، إضافةً إلى الطاليت وهو شال خاص بصلاة اليهود غالباً ما يكون أبيض اللون، ويُطلق الرجال الحرديم ذقونهم حتى تصل إلى صدورهم، ويُرسلون شعورهم وتتدلى من خلف آذانهم خصلات شعر مجدولة، أما نساء الحريديم فيرتدين لباساً يشبه البرقع.
نسبة الولادات الحريدية مشكلة تُهدّد وجود إسرائيل
وفي تصريحات سابقة، قال روغل آلفر في صحيفة «هآرتس» إن نسبة الولادات الحريدية مشكلة تُهدّد وجود إسرائيل، مؤكدا أنّ «إسرائيل الليبرالية والعلمانية، الطامحة إلى ازدهارٍ اقتصادي كبير وإلى نظامٍ ديمقراطي، لن تصمد مع نسبة الولادات الحريدية في العقود المقبلة».
ويضيف بأن «لجمهور الحريدي يستخدم الولادات سلاحٍاً في حربه على الجمهور العلماني للسيطرة على إسرائيل، لذلك يخشى الجمهور العلماني التمدد الحريدي الحثيث».
وبلغ عدد اليهود المتدينين في الكيان المحتل مليوناً و250 ألفاً، وتسكن في القدس المحتلة النسبة الكبرى منهم بواقع 36%، فيما تبلغ نسبة الحريديم 13.6% من سكان كيان الاحتلال، ويتضاعف عددهم كل 10 أعوام، ومن المرجّح أن تكون نسبتهم عام 2028 أكثر من الخمس، وفي عام 2059 ستتخطى نسبتهم 34.6% حسب بيانات دائرة الإحصاء المركزية لعامي 2018-2019.
كذلك يبلغ متوسط عدد المواليد في الأسرة الحريدية 10 أطفال فما فوق. ويتزوج 85% من الرجال الحريديم من المجتمع نفسه.
ضد العلمانية والصهيونية
وبشكل عام، عبر القادة الحريديون، منذ تأسيس الحركة الصهيونية في تسعينيات القرن العشرين عن اعتراضاتهم على توجهها العلماني، فيما كانت الغالبية العظمى من الحريديين تعارض الصهيونية قبل تأسيس دولة الكيان المحتل.
اقرأ أيضا:
بوادر انقلاب عسكري ضد نتنياهو تؤجج الوضع في إسرائيل