خليجيون| مفاجآت اللحظات الأخيرة تنتظر بورصة إدارة غزة

خليجيون| مفاجآت اللحظات الأخيرة تنتظر بورصة إدارة غزة
الجوع يضرب أطفال غزة ( الإنترنت)
القاهرة: نصر عبد المنعم

مع دخول حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة يومها الـ161 تتسارع في أروقة صنع القرار الأقليمي بالمنطقة ملامح مابعد الحرب وشكل السلطة في غزة ومن سيحكم وكيف تدار الصفقات السياسية من قبل أطراف خارج القطاع مع وجود محتل مترصد لن يقبل باستمرار حماس على قمة هرم السلطة الفلسطينية، وهي سيناريوهات يراها خبراء وسياسين قابلة لكل التوقعات والنهايات المفتوحة..

حجر في المياه الراكدة

وفي خطوة يراها البعض البداية للتغيرات السياسية في فلسطين بات الإعلان عن حكومة «تكنوقراط» جديدة قاب قوسين أو أدني. وبرجّح مصدر مُقرب من الرئاسة الفلسطينية أن يُصدر الرئيس محمود عباس الخميس مرسوما بتكليف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني محمد مصطفى بتشكيل الحكومة الجديدة خلفا لحكومة محمد اشتية، التي قدمت استقالتها يوم 26 فبراير الماضي.

خطوة سبقتها خطوات كما يؤكد الدكتور طارق فهمي المحلل السسياسي المصري، لافتا أن «هناك أمور كثيرة تحدث على الأرض في غزة تنبىء بترتيبات الوضع النهائي».

ولم يستبعد فهمي في اتصال لـ «خليجيون» أن تكون «هناك سيناريوهات غير معنلة للوضع النهائي منها إقامة ميناء بايدن العائم في غزة والتواجد الأميركي، » مشككا في «رغبة واشنطن في إقامة دولة فلسطينية من الأساس».

ويضيف المحلل السياسي أن « هناك أمر يدور بخصوص تقسيمات على الأرض في غزة منها الطريق الفاصل بين جنوب وشمال القطاع وأن هناك ترتيبات تحدث على الأرض بخصوص الوضع النهائي أو مابعد انتهاء الحرب»..

دعوة حماس للتخلي عن السلطة

وفيما عده محللون مؤشرا على نوايا السلطة الفلسطينية تجاه مستقبل غزة، طالب محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني حركة حماس بتسليم سلطة القطاع إلى حكومة السلطة الفلسطينية. ووفق مصدر لـ «رويترز» أجرى عباس مشاورات مع عدد من قادة الدول العربية والمنطقة، وأطلعهم على خططه بشأن الحكومة الجديدة، مشيرا إلى أن شخصيّة محمد مصطفى حظيت بقبول عربي وأبدت تلك الدول استعدادها للتعاون معه في ملف إعادة إعمار غزة.

سحب الدخان تتصاعد في غزة. (سند)

وأضاف الهباش في حوار لقناة العربية «حماس ليست جهة حكومية، هي فصيل مثلها مثل أي فصيل آخر، وعليها أن تسلم كل مقاليد الأمور في غزة للسلطة الفلسطينية وللحكومة».

في المقابل يعيد المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور أيمن الرقب التأكيد أن «حماس ربما لن تكون في السلطة لكن يصعب استبعادها بشكل نهائي من المشهد السياسي الفلسطيني لأنها فصيل كبير ومؤثر ويحكم القطاع منذ سنوات وله هيئاته وكياناته». ويلفت الرقب في اتصال مع «خليجيون» أن الحديث عن الوضع النهائي في غزة مازال بعيدا، مضيفاً أن شعبية حماس قد تكون قلت في قطاع غزة لكنها زادت في الضفة الغربية.

استنساخ تجربة المخاتير في غزة

ويؤكد المحلل السياسي الفلسطيني أن «إسرائيل تحاول تكرار تجربة المخاتير في غزة على غرار ما حدث في جنوب لبنان عن طريق إنشاء ميليشيات تابعة لها تكون حائط الصد لحماية الدولة العبرية»، مشيرا إلى أن «المخاتير هم أعمدة العائلات والوجهاء والتركيبة الفلسطينية السكانية لن تسمح ببقائها أو ظهورها».

ويرجح الرقب أن «تتحول حماس إلى فصيل سياسي تحت جنح السلطة الفلسطينية«يمكن أن تتحول إلى حزب سياسي»، لكن المحلل الفلسطيني يعترف «بتعقيدات للوضع النهائي في غزة وشكل الحكم والتدخلات الإسرائيلية في القطاع بعد الحرب والوضع يرجح (نهايات مفتوحة)».

مظاهرات دعم غزة ( الإنترنت)

لكنه يستدرك قائلا إن «حماس أمامها عقبة الاعتراف بالكيان المحتل في حال الانضمام إلى السلطة الفلسطينية وهو أمر لا يمكن إجبار حماس عليه حتى لو قبلت أن تكون بدون مخالب عسكرية أو قوات على الأرض».

القيادي الفلسطيني ناصر القدوة قفز على الوضع بعد الحرب الحالية، مشددا على ضرورة إجراء «تغيير على مستوى القيادة الفلسطينية بعد حرب غزة»، معتبرا أن حركة حماس ستخرج «ضعيفة» من الحرب، وداعيا إلى «طلاق ودّي» مع الرئيس محمود عباس.

عودة دحلان

ويقول القدوة (70 عاما)، ابن شقيقة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ووزير الخارجية الفلسطيني السابق، لوكالة «فرانس برس» إن المحادثات الجارية للتوصل الى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة والتي تشارك فيها دول خليجية ومصر وقوى غربية تسعى إلى وقف القتال وتأمين إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس.

ويجري القدوة الى جانب حليفه محمد دحلان، الرئيس السابق لجهاز الأمن الوقائي في قطاع غزة، نقاشات مع قوى غربية وعربية للبحث في مستقبل القيادة الفلسطينية.

ويتحدّر دحلان من مخيم خان يونس للاجئين في جنوب قطاع غزة، وهو شخصية مثيرة للجدل بين الفلسطينيين. يقيم في الإمارات منذ سنوات، ومقرّب من الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان الذي قامت بلاده بتطبيع علاقاتها مع الدولة العبرية في العام 2020.

لكن في المقابل يؤكد المحلل السياسي الفلسطيني أن «دحلان أكد لدوائر فلسطينية أنه لا ينوي العودة الآن في ظل ضبابية المشهد وأن كل همه أن يوفر الطعام للفلسطينيين في قطاع غزة».

ويٌذكر الرقب ب«الحل السياسي الأفضل للخروج من حالة الانقسام الفلسطيني بمقترح إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس وتحدث عنه أيضا محمد دحلان بتشكيل حكومة تكنوقراط مؤقتة لها مهام محددة مثل ترتيب الوضع الفلسطيني وإعادة إعمار غزة يعقبها انتخابات نزيهة وغير ذلك مضيعة للوقت».

ويقول «الرئيس الفلسطيني محمود عباس غير مقتنع بذلك الاقتراح ويشترط أن أي حكومة قادمة إن تعترف بالبرنامج السياسي للسلطة الفلسطينية»، وهو مايراه الرقب «إفساد لأي حلول لأن الاعتراف ببرنامج السلطة هو اعتراف بالكيان المحتل وهو مالن ترضاها حركة حماس أو الجهاد الإسلامي».

أطفال فلسطينيون ينتظرون وجبة طعام في غزة. (أ ف ب)
أطفال فلسطينيون ينتظرون وجبة طعام في غزة. (أ ف ب)

ضربة أبو مازن للتوافق الوطني

ويقول المحلل الفلسطينيي إن «إصرار أبو مازن على تكليف محمد مصطفى بالحكومة الجديدة يعني أنه وضع خلف ظهره فكرة الائتلاف والفصائل».

ويعرج المحلل الفلسطينيي إلى «ظهور قوى ناعمة في شمال قطاع غزة يديرها رئيس الاستخبارات الفلسطينيية ماجد فرج ويراها فقاعة بلا قيمة وتأثير لأنه مازالت هناك قوة على الأرض للمقاومة واللجان الشعبية ستمنع تنامي اي جسم خارج نطاق التوافق الوطني، مؤكدا أن الحرب ستستمر والمقاومة لم ترفع الراية البيضاء بعد». ويؤكد الخبير الفلسطيني أن حماس ستبقي في الحكم بشكل أو بآخر وبموافقة الاحتلال بعد التخلي عن قوتها العسكرية بعد فشل الاحتلال الإسرائيلي في التخلص منها.

بينما ترى الدكتورة تمارا حداد المحللة الفلسطينية أن الاحتلال لايريد اي سلطة في قطاع غزة وأنه يصر على برنامج التهجير والقتل والإبادة. وتضيف حداد لـ «خليجيون» أن ا«لحرب الحالية يراها الاحتلال فرصة للتخلص من سكان غزة»، لافتة أنه «لا أحد يستطيع استشفاف ما سيحدث في الوضع النهائي في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين».

خليجيون| كيف غير الذكاء الاصطناعي مشهد الدراما الرمضانية العربية؟

انحناء مفاجيء في البحر الأحمر.. أميركا تلجأ لإيران سرا لاحتواء الحوثيين

أهم الأخبار