«امتى نرجع؟» نازح لبناني يشتاق للعوده إلى بيته في رمضان
تشعر العائلات التي فرت من العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان بمرارة البعد عن بلداتها وخاصة في شهر رمضان الذي عادة ما ينعم فيه أفرادها بلذة الإفطار سويا، لكنهم مشتتون هذا العام بسبب الصراع.
وقال عماد عبد الله (64 عاما) وهو يفطر بمفرده في مدرسة تؤوي النازحين بمدينة صور «بحالة الحرب اختلف رمضان، صار صعب كتير، ما بتقدر تعيش نفس الحالة إللي بتعشها ببلدك أثناء السلم»، وفق وكالة رويترز.
وأضاف «بحال السلم كنا كل العيلة مجتمعة ببيت واحد وفي حالة يسر، ميسرة الأمور، رمضان هادا إللي إحنا فيه بحالة الحرب عم نعاني من بعض شغلات إللي هيا الواحد مثلا بعيد عن عيلته».
ونزح أكثر من 90 ألف شخص من جنوب لبنان منذ أكتوبر عندما اندلعت الأعمال القتالية بين جماعة حزب الله اللبنانية وإسرائيل نتيجة العدوان المستمر على غزةمنذ ذلك الحين.
وقال عبد الله إن زوجته وبناته الثلاث غادروا منزلهم في بلدة بنت جبيل الحدودية في بداية الحرب، لكنه ظل هناك لمدة شهرين ونصف، ولم يغادر إلا عندما خلت البلدة تقريبا من السكان ولم يعد من الممكن العثور على طعام.
نازح لبناني في سكن جماعي
وذكر أن عائلته انتقلت ثلاث مرات قبل أن تستأجر بيتا في بيروت. بينما يتقاسم عبد الله غرفة مع خمسة أشخاص آخرين بمأوى جماعي في صور على بعد 25 كيلومترا من مسقط رأسه.
ويعد هذا الصراع أسوأ الأعمال القتالية بين حزب الله وإسرائيل منذ الحرب التي دارت بينهما في عام 2006 المعروفة في لبنان باسم «حرب تموز».
وتزود السلطات المحلية سكان المأوى بوجبة الإفطار يوميا. وقال عبد الله، وهو يفطر على وجبة جاهزة من الدجاج والبطاطس، إنه يفتقد مأكولات الإفطار الأساسية من العصائر الطازجة والسلطات اللبنانية.
وأفضل هدية ينتظرونها في عيد الفطر هي العودة إلى مسقط رأسهم وإنهاء حالة عدم اليقين المجهدة الناجمة عن النزوح. وقال «حرب تموز كانت فترة محددة، 33 يوم يمكن، استوعبناها بأقل ضرر جسدي ونفسي».
وأضاف «بينما هلا مفيش أفق. مش عارفين لامتى تستمر الحرب وشو ممكن بعد يصير». وتابع قائلا «هذا السؤال عم يتردد كتير: امتى نرجع؟ وامتى عم تخلص الحرب؟».