عامية «الحشاشين» في دوامة الجدل.. المخرج خالد يوسف يعلق
تصاعت حدة الجدل حول استخدام اللغة العامية المصرية في الدراما التاريخية، خصوصا في مسلسل «الحشاشين» بطولة الفنان كريم عبد العزيز، والذي تعرضه شاشات عربية في رمضان 2024.
وتدور أحداث المسلسل، حول طائفة«الحشاشين» ومؤسسها حسن الصباح، والتي تعد أول جماعة في التاريخ بدأت عمليات الاغتيال السياسي، للتخلص من خصومها والمعارضين لأفكارها. ويشارك في بطولة المسلسل فتحي عبد الوهاب، وأحمد عيد، ونيقولا معوض، وميرنا نور الدين، والعمل تأليف عبد الرحيم كمال، وإخراج بيتر ميمي.
ومع انتقادات بعض النشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي للغة هذا العمل الفني، أكد المخرج بيتر ميمي أن «المسلسل من وحي التاريخ، وهذا مُشار إليه على التتر، فهو ليس وثيقة تاريخية، لكنه دراما تاريخية»، متابعاً "حاولنا عمل خيال تصويرى لفترة من الفترات، فى شكل درامي.. لكن فيما يخص الديكور والملابس اعتمدنا على مراجع كتيرة ونادرة، لصناعة عالم جديد لم يُشبه لأي عالم آخر في الأفلام والمسلسلات العالمية».
وأوضح في منشور عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن المسلسل سيُجيب على كل تساؤلات الجمهور، مع تتابع الحلقات وصولاً إلى الحلقة الأخيرة، «سعدت أن المسلسل جعل البعض يقرأ ويسأل ويطلع ويناقش».
ولا يُعد «الحشاشين» أول عمل تاريخي يعتمد على اللهجة العامية، بل سبقه مسلسل «علي الزيبق» 1985 و«الزيني بركات» العام 1995 و«رسالة الإمام» بطولة الفنان خالد النبوي، والذي عُرض العام الماضي، وتناول قصة الإمام الشافعي.
خالد يوسف: اللغة من أدوات المخرج
ويرى المخرج خالد يوسف أن «اللغة المستخدمة في العمل الفني هي أحد أدوات المخرج، وله أن يستخدم اللغة أو اللهجة التي يراها مناسبة للعمل من وجهة نظره» وقال يوسف، في تدوينة نشرها عبر حسابه على «فيس بوك»، قائلا: «إلى الذين يلومون صناع مسلسل الحشاشين على لهجته العامية هقول حاجة قد تكون مفاجأة للكثير منكم.. لم يحدث في أي عصر أن تحدث الناس باللغة العربية الفصحى، وكان سكان شبه الجزيرة العربية يشتركون في لهجة عامية خاصة بهم».
وتابع: «كان لكل بطن من بطون العرب بعض المصطلحات الخاصة بهم مثل الحادث الآن من اختلاف بين لهجة الصعيد ولهجة أهل الدلتا أو الاختلاف الحادث بين لهجات البلاد العربية وحتى القرن العشرين كان الأعم والأغلب من الناس يعتقدون أن في عصر النبوة والعصور التي تلته كان الناس يتحدثون العربية حتى عثر على ديوان شعري شعر عامي لابن قزمان القرطبي (إصابة الأغراض في ذكر الأعراض) يرجع تاريخه للقرن الثاني عشر في الأندلس واكتشفوا أن الأندلسيين كانوا لا يتحدثون العربية الفصحى ولهم لهجتهم العامية الخاصة بهم».
واستند المخرج خالد يوسف إلى بحث لم يسمه للدكتور جلال أمين، وقال «انتهى بحث جلال أمين إلى أن حال الأمم العربية مثل حالها اليوم في كل زمان كل بلد يستخدم عاميته الخاصة، وما إن يهرع إلى الورقة والقلم يكتب الفصحى، وبالتالي العامية التي كان يتحدثون بها في عصر حسن الصباح لا يعرفها أحد ولو صنع مخرج أمريكاني فيلم عن عصره سيجعل شخوص فيلمه تتحدث الإنجليزية، ولو صنعها مخرج فرنسي لجعلهم يتحدثون الفرنسية، لأن باختصار اللغة المستخدمة أحد أدوات المخرج وله أن يستخدم اللغة أو اللهجة التي يراها مناسبة لعمله».
أما الناقد الفني المصري عصام زكريا، فقد رأى أهمية «أن تراعى المسلسلات الدقة اللغوية، كما تراعى دقة الأحداث والزمان والمكان والملابس والإكسسوارات، إلى آخره»، لكنه قال «هذه الدقة لا تكمن فى كتابة الحوار باللغة الفصحى (إلا فى حالة التأكد أن هذه الشخصيات فى تلك الفترة كانوا يتحدثونها)»، وفق مقال بجريدة الوطن.