ما سيناريوهات رد فعل مصر على اجتياح رفح؟
توقع مراقبون عواقب وخيمة ورد مصري مناسب حال تعرض الأمن القومي المصري لتهديد وخطر أمني إذ نفذ الاحتلال الإسرائيلي ما توعد به من اجتياح مدينة رفح الفلسطينية التي تقع على الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وبين شبه جزيرة سيناء المصرية.
تحذير من الرد المصري
ويحذر الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية من كارثة قد تقع حال تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي اجتياح رفح، مشيرا إلى أن عواقبها ستكون غير متوقعة بالمرة وقد تتسع فيها رقعة الحرب مع أطراف أخرى لم يسمها.
ويقول ربيع في تصريح إلى «خليجيون» إنه «مع حدوث أي اجتياح إسرائيلي لمدينة رفح الفلسطينية من قبل القوات الإسرائيلية يحمل مع مخاطر تعريض الأمن القومي المصري والحدود المصرية لخطر حقيقي مثل تعرض الأراضي المصرية إلى قذيفة أو صاروخ قد يسقط بالخطأ من الجانب الإسرائيلي وحينها من المتوقع أن يكون هناك رد
ودعا الباحث السياسي مصر إلى تقديم الدعم العسكري للمقاومة الفلسطينية وإمدادهم بالغذاء وكل المعونات بغض عن أي ضغوط، قائلا: «علينا أن نساعد المقاومة بكل قوة غصبًا عن الاحتلال الإسرائيلي لاسيما وأن المقاومة هي درع حماية لنا من ذلك الاحتلال».
رسالة تحذيرية
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد أطلق اليوم الجمعة، رسالة تحذير جديدة بشأن نية قوات الاحتلال الإسرائيلي اجتياح مدينة رفح الفلسطينية، المتاخمة للحدود المصرية، في ضوء مخطط لدفع أهالي قطاع غزة للنزوح إلى سيناء.
وقال السيسي، خلال تفقده أكاديمية الشرطة، إن مصر «تحاول بكل جهد مخلص وأمين وقف نزيف الدم في قطاع غزة، وتسعى لإدخال أكبر حجم من المساعدات».
لكنه في الوقت نفسه، أعاد التحذير من «اجتياح رفح الفلسطينية»، مشيرًا إلى أن مصر تحاول إيجاد «فرصة حقيقية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة باعتراف دولي».
وأشار إلى تجاوز أعداد الشهداء الفلسطينيين في غزة 30 ألفًا، أغلبهم من النساء والأطفال، إضافة إلى إصابة أكثر من 70 ألفًا، فضلاً عن تدمير أكثر من 60% بالقطاع، تتضمن مبانٍ ومنشآت حكومية وخدمية، فضلاً عن تدمير البنية التحتية.
- الرئيس #السيسي من أكاديمية الشرطة:
نحذر من اي عملية برية لاجتياح "رفح" الفلسطينية.. ويجب علي العالم الإعتراف بالدوله "الفلسطينية" حتي يستطيع الاسرائيلين ان يعيشوا في أمان.. ✌️🇪🇬🇵🇸 pic.twitter.com/3iNRmjvGh5
— EslAm OthmAn🦅🇪🇬 (@Esll7970Gladii) March 15، 2024
السيسي يحذر من استخدام الغذاء سلاحًا في غزة
وأضاف: «نحاول أن نوقف هذا النزيف.. نزيف البشر ونزيف المنشآت أيضًا، ونسعى لإدخال أكبر قدر من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة»، محذرًا من خطورة عرقلة دخول المساعدات إلى غزة واستخدام الغذاء سلاحًا في مواجهة المدنيين الأبرياء في القطاع.
وأشار السيسي إلى أن كل المساعدات التي تقدم إلى قطاع غزة «أقل من المطلوب، ولا بد من وقف إطلاق النار وزيادة حجم دخول المساعدات»، مضيفًا أن «عملية الإعمار تحتاج إلى مبالغ مالية ضخمة وسنوات طويلة».
وسبق أن كررت مصر تحذيرها لسلطات الاحتلال بأنّ اجتياح محتمل لرفح الفلسطينية سيحمل عواقب وخيمة، تمتد آثارها على المستوى الإقليمي، وذلك ردًا على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بأن تنفيذ عملية عسكرية برية في رفح «أمر بالغ الأهمية لتحقيق هدف إسرائيل».
ويعتزم جيش الاحتلال الإسرائيلي توجيه جزء كبير من 1.4 مليون فلسطيني نازح يعيشون في بلدة رفح بأقصى جنوب قطاع غزة نحو «جزر إنسانية» في وسط القطاع، قبل هجومه المرتقب على المنطقة.
وكانت حكومة الاحتلال الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو قد أقرت خطة اجتياح مدينة رفح الفلسطينية المتاخمة للحدود المصرية، وسط جهود عربية ودولية، لإتمام هدنة ثانية بقطاع غزة، وتحذيرات مصرية من تنفيذ الاجتياح.
خطة حماس لتبادل المحتجزين
وفي وقت سابق الجمعة، كشفت وكالة «رويترز» تفاصيل «تصور» قدمته حركة حماس للوسطاء في المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، والذي رفضه نتانياهو، معتبرًا أنه يستند إلى «مطالب غير واقعية».
وقالت إنه «يتضمن مرحلة أولى تشمل الإفراج عن النساء والأطفال وكبار السن والمرضى من الإسرائيليين، مقابل الإفراج عن عدد يتراوح بين 700 إلى ألف سجين فلسطيني». وأشارت الوكالة إلى أن من بين الفلسطينيين الذين طالبت حماس بالإفراج عنهم، «100 من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية». كما تشمل الصفقة الإفراج عن «المجندات النساء».
أما المرحلة الثانية، فيتم خلالها «الإفراج عن جميع المعتقلين من الجانبين»، وفق رويترز. وأضافت حماس أن التصور يشمل أيضًا «رؤيتها فيما يتعلق بملف تبادل الأسرى»، لكنها لم تخض في تفاصيل.
اقرأ أيضًا:
مصر تحذر من كارثة مرتقبة نتيجة لأي عملية عسكرية في رفح