خليجيون| اجتياح لبنان مغامرة أم انتحار إسرائيلي؟.. خبير يوضح
رغم تأكيد المتحدث باسم وزارة خارجية الاحتلال الاسرائيلي حسن كعبية الأخير أن إسرائيل لا ترغب في خوض حرب مع لبنان، إلا أن محللون رأو عكس ذلك، مؤكدين أن هناك تحركات إسرائيلية مريبة ضد الجنوب اللبناني مع تأخر الحسم في غزة.
وزعم كعبية لوكالة أنباء العالم العربي(AWP) أنه منذ أن بدأ حزب الله في شن اعتداءاته، أعلنّا وصرحنا أكثر من مرة، أننا لا نريد أن نوسع دائرة الحرب من غزة إلى لبنان.
كما زعم «مطلبنا الوحيد هو تطبيق قرار الأمم المتحدة 1701، ومستعدون لاستئناف الاجتماعات الثلاثية في الناقورة وليس لدينا مشكلة مع أي حل يتعلق بالسلام».
وحول موقف إسرائيل من المقترح الفرنسي لتسوية الخلافات الحدودية مع لبنان قال كعبية «الحدود البرية متفق عليها دوليا بين إسرائيل ولبنان، لا يوجد هناك أي مداهمات من قبل إسرائيل أو من قبل لبنان على الحدود، لكن للأسف الشديد هناك حزب الله داخل لبنان، الذي يمتلك أسلحة كثيرة وأيضا مقاتلين كثر وهو الذي يعطي تعليمات للدولة اللبنانية».
وردا على سؤال حول ما إذا كان القضاء على حزب الله يعتبر شرطا لسلام دائم مع لبنان قال المتحدث «نحن في إسرائيل، لا نريد القضاء على أي جهة، إلا إذا كانت جهة إرهابية، نحن نحافظ على أمن مواطنينا وعلى أمن الدولة الإسرائيلية، لكن إذا كانت هناك جهات إرهابية، نعم يمكن، بل يجب القضاء عليها، وليست إسرائيل فقط من يسعى لذلك، لكن كل الدول، أيضا هناك دول عربية يجب القضاء على الإرهاب فيها بشكل تام، لأن الارهاب يأتي فقط بالخراب».
لبنان مغامرة أم انتحار إسرائيلي
في المقابل يرى زهير ماجد المحلل السياسي اللبناني أن إسرائيل تحشد بالفعل على الحدود اللبنانية وهناك أكثر من 100 ألف جندي إسرائيلي
وذكر ماجد في اتصال لـ «خليجيون» بتهديد وزير الحرب في حكومة الاحتلال بأنه لو توقفت الحرب في غزة سوف تستمر في جنوب لبنان، لافتا أن إسرائيل تسعى لإنشاء حزام ناري مع الجنوب اللبناني.
وحذر المحلل اللبناني أن أي مغامرة إسرائيلية لاجتياح لبنان تعني «زوال الدولة العبرية».
في المقابل يرى نبيه عواضة، المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، أن «الأولويّة بالنسبة للإسرائيلي خلق ساحة بديلة مع انسداد الأفق لتحقيق الأهداف الإسرائيلية في غزة واستحالة الإقدام على عملية عسكرية كبيرة نحو رفح بسبب التباين مع أميركا ووجود وسطاء من قطر ومصر والخشية في شهر رمضان أن تؤدي لفتح معركة كبيرة».
وقال لـ (AWP)«لجأ الجيش الإسرائيلي إلى اعتبار لبنان ساحة رئيسة، فالعمل العسكري في غزة أصبح محصورا بضربات محددة، في حين أنّ التعامل مع لبنان ارتفع في الميدان والموقف السياسي والمناورات العسكرية».
وأشار عواضة إلى أن «التصعيد في لبنان وغزة مرتبط بتكثيف الجهود الدبلوماسية لانتزاع مطالب معيّنة من المقاومة ليحقق الإسرائيلي نتائج سياسية.. .كلّ الزيارات التي يقوم بها آموس هوكشتاين، المبعوث الرئاسي الأميركي، والبعثات الأوروبية إلى لبنان تأتي في سياق تحقيق الهدف الإسرائيلي بإزالة التهديد (حزب الله)».
ويخشى عواضة أن يتحول هذا الموضوع إلى هجوم يكون أكبر من معركة وأقلّ من حرب «لأنّ الجيش الإسرائيلي يعرف أنّ الحرب مع لبنان ستكون مكلّفة على الصعيد الداخلي لديه، نظرا لترسانة الصواريخ التي يملُكها حزب الله والقادرة على منعه من تحقيق أهدافه».
وقال «نحن في أسابيع حاسمة فيما يتعلّق بلبنان، وكل الخيارات قائمة. يجب أن يكون هناك حذر، فالمواقف الإسرائيلية والمناورات العسكريّة تُنذر بتصعيد من قبلهم».
المناورات والعمليّات العسكرية
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن استهدافه في بعلبك «مخازن مسيّرات متطورة لحزب الله»، وقال إنّ الضربات أضرّت بقدرات الحزب الجويّة، فيما أفادت الوكالة الوطنيّة للإعلام بمقتل شاب جرّاء الغارة التي استهدفت مبنى في بلدة أنصار البقاعية في جوار دارة صديق له، مشيرة إلى أن المبنى يوجد فيه مركز لوزارة الصناعة.
وأعلن حزب الله بعدها قصفه «مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع (في الجولان على بعد نحو 15 كيلومترا على الحدود اللبنانية الإسرائيلية) والقاعدة الصاروخيّة والمدفعيّة في يوآف ومرابض المدفعيّة المنتشرة في محيطها بأكثر من 100 صاروخ كاتيوشا».
محاكاة الهجوم على لبنان
وقال عواضة «حزب الله يتعامل مع الموضوع بدقّة متناهية، بما لا يحوّل الأمور إلى المواجهة الكاملة ويوجّه تحذيرات للإسرائيلي بنوعيّة الأسلحة المستخدمة والمدى الجغرافي».
وأضاف «القصف الذي حصل بمئة صاروخ نحو الجولان قبل أيام، وهي المنطقة التي أجريت فيها المناورة التي تحاكي الهجوم على لبنان، هو رسالة بأننا يمكن أن نجهض خطواتكم في مهدها».
المبادرة الفرنسية
سبق وسلم لبنان يوم الجمعة رده الرسمي على المبادرة الفرنسية المتعلقة بوضع تصور للاستقرار في جنوب لبنان، مؤكدا عدم رغبته في الحرب.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب سلّم الرد إلى السفير الفرنسي هيرفي ماغرو.
وأضافت أن وزارة الخارجية جددت تأكيد الموقف اللبناني الذي لا يرغب بالحرب، ويطالب بالتطبيق الكامل والشامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701"، الذي أنهى حربا بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006.
وقالت وسائل إعلام لبنانية إن لبنان أبدى في رده على الورقة الفرنسية «استعداده لمعاودة الاجتماعات الثلاثية في الناقورة» مع إسرائيل وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).
وكانت فرنسا قد قدمت اقتراحا مكتوبا إلى لبنان يهدف إلى إنهاء الأعمال القتالية بين حزب الله وإسرائيل والتوصل لتسوية بشأن الحدود المتنازع عليها.
اختفاء مريب لنتنياهو يؤجل سفر رئيس الموساد إلى الدوحة.. أين ذهب؟