نصف أوروبا في القاهرة.. سر الزيارة والملف الأصعب في القمة
بعثت أوروبا بوفد رفيع المستوي من قادتها، اليوم الأحد إلى العاصمة المصرية القاهرة، ضمن زيارة تهدف إلى ترفيع العلاقات البينية إلى «شراكة استراتيجية».
وضم الوفد الأوروبي رؤساء وزراء اليونان وإيطاليا وبلجيكا التي تترأس حاليًا الاتحاد الأوروبي، بجانب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس القبرصي.
أهداف الزيارة الاستثنائية
ويتضمن جدول الأعمال محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقادة أوروبا حول المهاجرين والطاقة والمناخ والاستثمارات.، والتي عقدت في قصر الاتحادية بالقاهرة.
كما تأتي الزيارة الاستثنائية، وفق وسائل إعلام مصرية، التي يقوم بها وفد أوروبي رفيع المستوى إلى مصر، في إطار المفاوضات لتعزيز الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي، يضم الوفد رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بالإضافة إلى رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، والرئيس القبرصى نيكوس خريستودوليدس.
#عاجل| الرئاسة المصرية: القاهرة تستضيف اليوم قمة مصرية أوروبية ستشهد ترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية والشاملة#القاهرة_الإخبارية pic.twitter.com/8Ip5fgEbts
— القاهرة الإخبارية - AlQahera News (@Alqaheranewstv) March 17, 2024
حزمة مساعدات ضخمة
وقال الرئيس السيسي خلال مؤتمر صحفى مع قادة الاتحاد الأوروبي عقب توقيع الإعلان السياسى لترفيع العلاقات لمستوى الشراكة الاستراتيجية: «وقعنا على حزمة مساعدات بقيمة 7.4 مليار يورو».
في المقابل صرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أنه تم الاتفاق على عقد اجتماع لتلك القمة كل عامين و«لدينا خطط استثمارية واستراتيجية، ونطور برنامج الربط الكهربائى بين مصر واليونان، والقاهرة لديها المقومات لكى تصبح محور الطاقة فى المنطقة».
كما أعلنت دير لاين تقديم حزمة دعم مالي لمصر في مجالات التجارة والاستثمار بقيمة 7.4 مليار يورو تتوزع على مدى السنوات المقبلة.
وقالت فون دير لاين في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورؤساء حكومات قبرص واليونان وإيطاليا والنمسا إنه «سيتم رفع مستوى العلاقة بين الاتحاد الأوروبي ومصر إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة».
عاجل | الرئاسة المصرية: السيسي يؤكد لرئيسة المفوضية الأوروبية أن #مصر ترفض التهجير القسري للفلسطينيين إلى أراضيها ولن تسمح به#مصر pic.twitter.com/4haoCDSG2c
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) March 17, 2024
وأضافت أن التكتل الأوروبي وافق على مجموعة من الحزم تشمل التجارة والاستثمار والتعليم والثقافة والشباب.
من ناحيته قال الرئيس المصري إن اجتماع اليوم يعكس عمق العلاقات المصرية مع الاتحاد الأوروبي، وإيطاليا، واليونان، وبلجيكا، وقبرص، والنمسا، على مختلف الأصعدة سياسيا، واقتصاديا، وتجاريا، وثقافيا.
وأضاف السيسي «يتزامن هذا اللقاء مع محطة شديدة الأهمية في العلاقات المصرية الأوروبية، حيث سنشهد اليوم التوقيع على الإعلان السياسي بين مصر والاتحاد الأوروبي لترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الشاملة والاستراتيجية».
شراكة استراتيجية
ويهدف رفع علاقة الاتحاد الأوروبي مع مصر إلى شراكة استراتيجية وشاملة، إلى تعزيز التعاون في مجالات تشمل الطاقة المتجددة والتجارة والأمن مع تقديم المنح والقروض وغيرها من التمويل على مدى السنوات المقبلة لدعم الاقتصاد المصري.
تفاصيل التمويل الأوروبي للقاهرة
وتشمل حزمة التمويل التي يقدمها الاتحاد الأوروبي إلى مصر 5 مليارات يورو في شكل مساعدات مالية كلية و1.8 مليار يورو استثمارات و600 مليون يورو منح. ومن المقرر أن تتسلم مصر هذا العام مليار يورو من المساعدات المالية الكلية، على أن تخضع المليارات الأربعة المتبقية لموافقة البرلمان الأوروبي، وفقا لتقارير إعلامية.
الرئاسة المصرية : السيسي يشدد على أن القاهرة ترفض التهجير القسري للفلسطينيين إلى أراضيها ولن تسمح به ويؤكد لرئيسة المفوضية الأوروبية على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة pic.twitter.com/OTCxGKiSVs
— موجز الأخبار 🇸🇦 (@KSA24) March 17, 2024
وقال السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق إن اجتماع اليوم يكتسب أهمية خاصة في ظل حالة عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأفريقيا الساحل والصحراء والقرن الأفريقي.
وأضاف هريدي في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) أنه في ظل حالة عدم الاستقرار بالمنطقة يعتبر استقرار مصر أمرا بالغ الأهمية للاتحاد الأوروبي، لذا تأتي هذه الزيارة للتأكيد على ذلك وكذلك أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه مصر لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق أن هناك تطابقا في المواقف بين مصر والاتحاد الأوروبي حول أسباب وسبل حل هذه الأزمات.
وأشار هريدي إلى أن استمرار حالة عدم الاستقرار في المنطقة يشكل تهديدا جديا لدول الاتحاد الأوروبي، ومصالحها في المنطقة.
ومضى قائلا «ينظر الاتحاد الأوروبي إلى مصر بحكم موقعها الاستراتيجي وثقلها السياسي والاقتصادي والعسكري على أنها عنصر يمكن أن يساهم في تحقيق الأمن ما يحقق مصلحة كافة الأطراف».
وقال هريدي إن هناك شراكة استراتيجية قائمة بالفعل بين مصر والاتحاد الأوروبي، وما تبحثه القمة هو تعزيز وتوسيع هذه الشراكة لتصبح شراكة استراتيجية شاملة.
وقال «هناك مصالح واهتمامات مشتركة بين الجانبين، وعبور مصر لأزمتها الاقتصادي أحد الأهداف الرئيسية للاتحاد الأوروبي».
وبحثت القمة تطوير العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء في مختلف المجالات، وعلى رأسها العلاقات السياسية، ومكافحة الإرهاب، والتعاون الاقتصادي، وملفات الطاقة والصناعة والتكنولوجيا والتعليم والهجرة، وناقشت أيضا الأوضاع الإقليمية وخاصة الحرب في قطاع غزة، وكيفية استعادة الأمن والاستقرار في الإقليم، وتجنب تداعيات التوترات الجارية على السِلم الدولي، وفقا لما لبيان المتحدث باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي.
التبادل التجاري بين مصر والاتحاد الأوروبي
يعد الاتحاد الأوروبي أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر، إذ بلغت صادرات مصر لدول الاتحاد نحو 11.8 مليار دولار عام 2023 بينما بلغت الواردات نحو 19.4 مليار دولار في نفس العام، وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.
🔴 الرئاسة المصرية: القاهرة تستضيف قمة مصرية أوروبية لبحث ترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية والشاملة
لتفاصيل أكثر | https://t.co/YZMjuR0D5l
📺 لآخر التطورات تابعونا على رابط البث المباشر
👇https://t.co/swtdFfkmO9 #العربية pic.twitter.com/IvDI2kr7NT— العربية (@AlArabiya) March 17, 2024
ساهمت اتفاقية التجارة الحرة التي تم توقيعها بين مصر والاتحاد الأوروبي ودخلت حيز النفاذ عام 2010 في زيادة كبيرة التجارة الثنائية بين الجانبين.
وبلغ حجم استثمارات الاتحاد الأوروبي في مصر نحو 38 مليار يورو، وتستحوذ دول الاتحاد على حوالي 30 بالمئة من حجم الاستثمارات الأجنبية في السوق المصري.
الهجرة غير الشرعية كلمة السر
فيما ترى مصادر سياسية أن «عدم استقرار مصر التي يتجاوز سكانها 100 مليون شخص يشكل تهديدا كبير للاتحاد الأوروبي ويسبب موجات من الهجرة غير الشرعية لدول الاتحاد».، مؤكدة أن ملف الهجرة غير الشرعية هو الملف الأخطر في العلاقة بين مصر وأوروبا في ظل التوترات السياسية والصراعات العسكرية في الدول المحيطة بمصر والخشية من موجات هجرة غير شرعية منها للقارة الأوروبية.