بدو سيناء يحافظون على عاداتهم المتوارثة في رمضان
تختلف مظاهر الاحتفال بشهر رمضان في شبه جزيرة سيناء عن تلك المعروفة في بقية محافظات مصر، حيث يحافظ البدو هناك على عادات وتقاليد توارثوها على مدار السنين، ومنها تجهيز الدواوين، أو المجالس، التي تقام فيها موائد الإفطار الجماعي.
يحرص بدو سيناء على استطلاع هلال شهر رمضان من أعلى القمم الجبلية والمناطق المرتفعة التي تزخر بها سيناء، وهي عادة يحافظون عليها على الرغم من التزامهم بالرؤية التي تعلن عنها الدولة. وفور ثبوت رؤية هلال رمضان، يبدأ الأهالي في تعليق الزينات، ورفع الرايات البيضاء على المنازل والدواوين والمساجد تعبيرا عن الفرحة بقدوم شهر الصوم، وفق وكالة أنباء العالم العربي.
دواوين بدو سيناء في رمضان
تبدأ الدواوين مع أول أيام رمضان في استقبال أفراد القبيلة والضيوف على موائد إفطار جماعي في طقس يتوارثه أهل شبه جزيرة سيناء منذ عشرات السنين.
ويقول الباحث في التراث السيناوي حسن إبراهيم إن حرص بدو سيناء على إعداد موائد الإفطار الجماعي هو أحد أنواع التكافل الاجتماعي بين أفراد القبيلة.
وأبلغ وكالة أنباء العالم العربي «خلال الإفطار الجماعي يصطحب الآباء أطفالهم حتى يعتادوا على هذه المظاهر، بينما يتناول النساء والفتيات إفطارهن في المنازل». ويضيف «الضيوف يحظون باهتمام خاص في إفطار أهالي سيناء وتترك لهم موائد مستقلة، ولجذب الضيوف يشعلون النيران لتكون دليلا للسائرين بأن المكان به مائدة للإفطار».
وفي شهر رمضان، يجمد بدو سيناء كافة الخصومات والنزاعات، وتتوقف جلسات القضاء العرفي التي تعقد لحل الخلافات، وفقا لخبير التراث السيناوي حسن راشد.
والقضاء العرفي هو جلسات يعقدها مشايخ القبائل لإنهاء الخلافات، ويلجؤون إليها بدلا من المحاكم العادية التابعة للنظام القضائي في مصر. ويقول راشد لوكالة أنباء العالم العربي «لا يسمح لشخص برفع دعوى في مجلس القضاء العرفي طيلة شهر رمضان، إلا إذا كانت حادثة قتل، فيتم فيها ما يسمى برمي الوجوه، الذي يعني حظر تعرض أي طرف للآخر مراعاة لحرمة الشهر الفضيل، ثم تؤجل الجلسة إلى بعد عيد الفطر». ويوضح راشد أنه لا يسمح لأفراد القبيلة بالتخلف عن موائد الإفطار في الدواوين إلا في حالات استثنائية.
المنسف وجبة أساسبة
ويقول خبير التراث السيناوي إن البدو في شبه الجزيرة لا يفضلون تناول الأسماك في رمضان. ويضيف «للمنسف هو الطبق الأشهر لأهالي سيناء على موائد رمضان، وهو عبارة عن لحوم الماعز أو البقر أو الجمل، ويقدم على المائدة مع الأرز والخبز». وبعد الانتهاء من صلاة العشاء والتراويح، تبدأ حفلات غنائية يتم ترديد الأغاني البدوية، وفقا لراشد.
ويؤكد يحيى أبو نصيرة، وهو من أهالي سيناء، أنه رغم انتشار مظاهر الحياة الاجتماعية الحديثة داخل بيوت بدو سيناء، لكنهم يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم المتوارثة منذ مئات السنين. ويقول أبو نصيرة «الخيمة والمقعد البدوي يتمتعان بخصوصية شديدة طيلة رمضان بين أهالي سيناء».