«خليجيون»| ظاهرة الدويري.. لماذا غابت عن الشاشة؟
أثار غياب اللواء الأردني فايز الدويري محلل الحرب في غزة على قناة الجزيرة، حالة من الجدل وسط تشكيك في الأسباب الحقيقية التي أبعدته عن الشاشة، إذ يرى مراقبون أن هناك ضغوطًا أميركية منعت قناة الجزيرة من استضافته مجددًا بينما يعتقد آخرون أن الدويري بات «ورقة محروقة».
وكان اللواء الأردني أعلن لمتابعيه تعرضه لألم عارض يستوجب التوقف عن الظهور إعلاميا.
أعزائي المتابعين
تقبل الله طاعاتكم ، الحمد لله على كل حال
ألمّ بي عارض صحي منعني من التواصل معكم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، كما منعني من الظهور عبر شاشة الجزيرة العزيزة، أتمنى ان لا تطول فترة الانقطاع عنكم.— Fayez Al-Dwairi I اللواء فايز الدويري (@FayezAldwairi) March 15, 2024
لكنه ظهر مجددًا مؤكدًا شفاءه من الإصابة، دون الإعلان عن عودته للتحليل العسكري أم لا.
اللواء فايز الدويري عاد إليكم من جديد. pic.twitter.com/4mvqKoiFtZ
— #سعوديون_مع_الاقصى (@Saudis2018) March 19, 2024
ضغوط أميركية وراء غياب الدويري
يرى المحلل السياسي الفلسطيني رأفت النبهان غياب اللواء فايز الدويري عن الظهور خلال الأسابيع الماضية يرجع إلى «الضغوط الأمريكية» مارسها وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن مؤخرًا على الجانب القطري، لإسكات اللواء الدويري، أو الضغط عليه للتخفيف من نبرته القوية الداعمة للمقاومة، والمناهضة للاحتلال الإسرائيلي، الذي يشن حرب إبادة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة للشهر السادس على التوالي.
ويقول النبهان في تصريح إلى «خليجيون» إن «الدويري الذي واكب معركة طوفان الأقصى بتحليلاته العسكرية المميزة والموضوعية، أضحى أيقونة عربية بفعل تقديراته العسكرية الدقيقة وتحليلاته لمجريات العدوان الإسرائيلي على غزة».
ويشير المحلل السياسي الفلسطيني إلى أن اللواء الدويري باعتباره لواءً سابقًا في الجيش الأردني، وغيره من المحللين العسكريين العرب، بدأوا بالانتشار عبر الكثير من شاشات القنوات الإخبارية، بفعل اهتمام الشعوب العربية والإسلامية الكبير بالعدوان على غزة، وتعاطفها مع الشعب الفلسطيني، واهتمامها بمجريات الحرب بغزة وأحداثها ومآلاتها، وهو ما دفع القائمين على هذه القنوات لتخصيص مساحات واسعة للتحليل العسكري في محاولة لتلبية رغبات الجماهير.
بلال: الدويري لا يعتمد عليه كمحلل
وعن أداء اللواء الأردني فايز الدويري، قال قائد حرب الخليج الثانية اللواء المصري محمد علي بلال «إن الدويري ليس بالمحلل العسكري الذي يعتمد عليه في مناقشة تفاصيل الحروب والمعارك، خاصة أن هناك قواعد سياسية وعسكرية لابد من مراعاتها في تحليل المعارك بالبحث في تفاصيل أي اشتباك منذ الإعداد له من حيث التمركز ثم حالته، فضلاً عن مستقبل ما بعد أي عملية من الجانبين ورد فعل كل منهما».
ويقول بلال في تصريح إلى «خليجيون» إن قناة «الجزيرة» القطرية طلبت منه تحليل عمليات الحرب في غزة على شاشتها منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر، لكنه رفض ذلك العرض.
وأرجع بلال رفضه عرض الجزيرة إلى تمسكه بالتحليل العسكري «المحايد» دون تقديم نظرات تفاؤلية أو تشاؤمية زيادة عن حدها، وهو الأمر الذي يؤثر على مصداقية التحليل أمام المتابعين، حسب تعبيره.
ولفت قائد القوات المصرية بحرب الخليج الثانية إلى أن قراره بالامتناع عن التحليل في قناة الجزيرة بسبب توقعه حدوث خلاف في الرؤى مع إدارة القناة القطرية والذي قد يمس السياسية والأمن المصري، وهو الأمر الذي لن يقبل به- على حد قوله-.
ورقة محروقة
وعن تناقل وسائل إعلام مختلفة تحليلات فايز الدويري، علق أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة صفوت العالم قائلا: «للأسف وسائل الإعلام تلجأ لبعض الأشخاص دون متابعة السيرة الذاتية للمحلل أو التأكد من أهليته التي يستحق على أساساها الظهور بهذا الشكل المفتعل».
واعتبر العالم في تصريح إلى «خليجيون» غياب الدويري عن التحليل منذ أسابيع بمثابة «ورقة محترقة»، باعتباره «في الأصل رجلاً عسكريًا لا يملك تاريخ معركة واحدة أو مهام بارزة في الأردن أو غيرها ليكون مؤهلا ليصبح محللا عسكريا استراتيجيا».
وعن سبب استعانة قناة الجزيرة القطرية بالدويري ليكون محللا رئيسًا، يرجع أستاذ الإعلام السبب في ذلك إلى أن الجزيرة أحيانا تستغل حالة ثقة العديد من متابعي شخصية ما لإظهاره على الشاشة، دون الوقوف على خبرات ذلك الشخص أو إمكانيته، ما يؤول في نهاية الأمر إلى فقدان المصداقية.
وحتى الساعة لم تعلن قناة الجزيرة القطرية موعد عودة اللواء فايز الدويري أو توقف استضافته مجددًا، كما أنها لم تقدم بديلا له لتحليل الحرب في غزة.
والدويري ذاع صيته عقب نشر كتائب القسام مقطعا في 25 ديسمبر 2023، يقول فيه أحد مقاتليها صارخًا «حلل يا دويري»، وكان المقطع قد أظهر نجاح مقاتلي القسام في استهداف منزل بحجر الديك، يختبئ فيه 10 جنود إسرائيليين، وكانت تلك المنطقة الواقعة على حدود شمال غزة مؤمنة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ الأيام الأولى للغزو البري.