العراق عن «النووي»: لن نكرر سيناريو صدام
أكد مسؤول عراقي أن المشروع النووي الذي تعد بغداد خارطة طريق لإنشائه هو مشروع سلمي، قائلا إن العراق يختلف الآن عما كان عليه قبل الإطاحة بصدام حسين في 2003.
وقال المتحدث باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية حيدر العبودي يوم الثلاثاء لوكالة أنباء العالم العربي «حينما نقول مشروع برنامج نووي لأغراض سلمية فهذا يعطي رسالة تطمين مبكرة إلى المنطقة وإلى كل العالم، لأن العراق الآن بحكومته وبنظامه السياسي لا يتبنى هوية السلوكيات السابقة قبل 2003 التي كانت محل جدل ومحل صراعات دولية، إذا صح التعبير، لأن العراق اليوم يختلف عن العراق قبل 2003».
وأضاف«العراق اليوم يمد يده إلي كل دول العالم وكل مؤسساته وكل منظماته، وفي نفس الوقت يمتلك الحق القانوني لاستثمار هذه الطاقة (الطاقة النووية) بصورتها السلمية المثلى، على غرار ما تم إنشاؤه في دول المنطقة، في الإمارات والسعودية ومصر، والعراق لا يختلف عن هذه البلدان».
غروسي: طي صفحة الماضي في العراق
كان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي قال أمس الاثنين إن طي صفحة الماضي من أولويات العمل مع العراق، مشيرا إلى أن الوكالة تدعم إنشاء برنامج نووي سلمي هناك، مشيرا أن لدى الوكالة بالفعل فريق يعمل في بغداد من أجل إنجاح هذا الهدف.
وأعلن غروسي في مؤتمر صحفي ببغداد أنه سيتم تشكيل وفد عراقي من مختلف التخصصات لزيارة مقر الوكالة في فيينا «لوضع خارطة طريق لدعم هذا البرنامج السلمي»، مؤكدا حرص الوكالة على تنفيذ هذا البرنامج بشكل صحيح يحاكي المعايير الدولية.
من جانبه، عبر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال لقائه مع غروسي يوم الاثنين عن رغبة بلاده في مزاولة نشاطها السلمي في مجال الطاقة النووية، وتطلعها إلى مساعدة وكالة الطاقة الذرية في وضع البرامج والمشاريع ذات العلاقة بالتطوير في مجال التطبيقات النووية للأغراض السلمية.
التعاون بين العراق و«الذرية»
وفي حواره مع وكالة أنباء العالم العربي، اعتبر العبودي أن التعاون بين العراق ووكالة الطاقة الذرية «تم ترجمته بالإعلان عن دعم واضح من الوكالة الدولية باتجاه منح العراق مساحة لإنشاء برنامج نووي لأغراض سلمية». وأوضح أن المقصود بالأغراض السلمية تلك «المتعلقة بالأبحاث العلمية للجامعات وبالجانب التعليمي وكذلك بالتوظيف، وهذه المساحة اللازمة للمقتضيات التنموية».
وقال «هذا الملف كان على طاولة اجتماع عالي المستوى، حيث بدأ غروسي زيارته لبغداد بلقاء رسمي مع رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وبعد ذلك التقى مع رئيس هيئة الطاقة الذرية العراقية نعيم العبودي، وتم تقديم إيجاز صحفي عن أهم مساحات التعاون وأهم مجالاته، وأبرزها هو إنشاء مفاعل نووي صفري لأغراض تخدم بيئة الجامعات العراقية».
وحول الأهداف الرئيسية للمشروع، قال العبودي إنه جرى التنسيق مع وكالة الطاقة الذرية «ووضع مسارات للتعاون على الجانب العلمي والبحثي مع المؤسسات الأكاديمية العراقية، وكذلك وفقا لمتطلبات المسار الطبي والعلاجي مع وزارة الصحة، وأيضا فيما يخص إنتاج الطاقة والذي سيكون مع وزارة الكهرباء العراقية».
وأردف بالقول «هذه المجالات وهذه المؤسسات الوطنية بدون شك ستتكامل أدوارها في الوصول إلى عتبة صياغة هذا المشروع بشكل نهائي وفتح مجالات التنفيذ، بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وفيما يتعلق بالجدول الزمني المحدد لتنفيذ هذا المشروع، قال العبودي «هناك فريق عراقي مختص متعدد التمثيل ومتعدد التخصصات سيزور فيينا (مقر وكالة الطاقة الذرية) لصياغة خارطة طريق واضحة ومحددة الأبعاد ومحددة التوقيتات».
اقرأ المزيد:
قرار «الاتحادية» بشأن رواتب موظفي كردستان يشعل الخلافات بالعراق.. والرئيس يصدر بيانا