عشرات الجثث تطفو على شواطئ ليبيا في ظروف غامضة
عثرت قوات الأمن الليبية على مقبرة جماعية تضم جثث 65 مهاجرا على الأقل في جنوب غرب البلاد هذا الأسبوع، في وقت تعرب فيه المنظمة الدولية للهجرة عن صدمتها وقلقها، مشيرة إلى أن ظروف وفاة المهاجرين لم تُعرف بعد، حسب وكالة أنباء فرانس برس.
وأضافت: «لكن يُعتقد أنهم لقوا حتفهم أثناء عملية تهريبهم عبر الصحراء».
بعد أكثر من عقد على الاضطرابات منذ إطاحة معمر القذافي ومقتله عام 2011، تحوّلت ليبيا إلى أرض خصبة لمهربي البشر الذين لطالما اتُّهموا بارتكاب انتهاكات بحق المهاجرين.
مطالب بانتشال رفات المهاجرين
وأعربت المنظمة الأممية عن تقديرها لإطلاق السلطات الليبية تحقيقا في وفاة المهاجرين، ودعتها إلى ضمان انتشال رفات المهاجرين المتوفين والتعرف عليه ونقله في شكل يحفظ كرامة الضحايا وإبلاغ عائلاتهم ومساعدتها.
وأفاد متحدث باسم منظمة الهجرة في بيان بأن «كل تقرير عن مهاجر مفقود أو خسارة روح تعني عائلة في حالة حزن تبحث عن أجوبة بشأن أحبائها أو تأكيد لمأساة الفقدان».
وتابع أن «ثمن التحرّك غير الكافي واضح في ازدياد الوفيات والظروف المقلقة التي يجد المهاجرون أنفسهم فيها».
وذكرت المنظمة بأن حالات الوفاة هذه تظهر «الحاجة الملحة الى التعامل مع تحديات الهجرة غير المنظمة بما في ذلك عبر استجابة منسّقة لتهريب المهاجرين والإتجار بالبشر».
وأضافت «في غياب طرق منظّمة تمنح فرصا للهجرة القانونية، سيتواصل وقوع هذا النوع من المآسي على هذا الطريق».
3129 حالة وفاة
وأعلن مشروع (المهاجرين المفقودين) التابع لمنظمة الهجرة بأن 3129 حالة وفاة وفقدان سُجّلت عام 2023 على طريق المتوسط إلى أوروبا، ليصبح طريق الهجرة الأكثر تسببا بسقوط وفيات في العالم.
ودعت المنظمة الدولية للهجرة السلطات في البلدان الواقعة على هذا الخط إلى تعزيز التعاون الإقليمي لضمان سلامة المهاجرين وحمايتهم، بغض النظر عن وضعهم وفي مختلف مراحل رحلاتهم.
استمرار إغلاق المعبر الحدودي الليبي مع تونس
وفي سياق آخر، أعلن وزير الداخلية الليبي في حكومة الوحدة الوطنية أنّ إغلاق المعبر الحدودي الرئيسي بين ليبيا وتونس الذي اتُخذ قرار بشأنه الثلاثاء، سيستمر ما دام الأمر يتطلّب وضع حدّ لـ«عمليات التهريب» التي تمرّ عبره بالتواطؤ مع مجموعات مسلّحة.
وقال عماد الطرابلسي في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة «نسعى لتأمين حدود الدولة لمكافحة الجريمة والتهريب». وأكد أنّ السلطات لن تتراجع «في مواجهة تجار المخدّرات ومهرّبيها». وأُغلق معبر رأس جدير الحدودي الواقع في شمال غرب ليبيا على بعد حوالى 170 كيلومتراً غرب طرابلس.
تهريب الأمفيتامين
وأشار الوزير إلى أنّه يعتبر إحدى أكبر نقاط التهريب والجريمة في العالم، مؤكدًا نّ المعبر الحدودي أصبح خلال السنوات الأخيرة مركزاً لتهريب البنزين بشكل خاص باتجاه تونس، ولتهريب المخدرات مثل (الأمفيتامين) في الاتجاه المعاكس.
وأوضح أن قوة حفظ النظام التابعة لوزارته والتي أُرسلت الإثنين الى رأس جدير لتوقيف المهرّبين وتأمين سلامة المسافرين، تتعرض لاستهداف مجموعات «خارجة عن القانون»، لافتا الى أنّها اضطرّت إلى الانسحاب «للمحافظة على الأرواح والممتلكات».
وقال الطرابلسي إنّ «التعدّي على رجال الشرطة أمر غير مبرّر، فوزارة الداخلية هي جهة الاختصاص والمخوّلة تأمين» الحدود.واضاف «لن نترك حدودنا و منافذنا بدون أمن، ولن نقف مكتوفي اليدين حيال الفوضى والتهريب والعبث بمقدرات الوطن».