تفاصيل هروب عمر البشير.. السودانيون يبحثون عن «الرئيس السجين»
عادت قضية اختفاء الرئي السوداني السابق عمر البشير للواجهة من جديد، وسط أسئلة كثيرة يثيرها السودانيون لمعرفة لغز الاختفاء وتفاصيل الهروب من السجن.
وفي الخامس من أبريل المقبل ستكون السودان قد قطعت عامًا كاملاً من الحرب الأهلية التي اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع، وخلفت آلاف القتلى والمصابين والنازحين والجوعى.
الجنائية الدولية تبحث عن عمر البشير
وعقب اندلاع الاشتباكات أبريل الماضي، ترددت أنباء عن هروب عمر البشير مع معاونيه من المستشفى العسكري في مدينة أم درمان، دون أن يعلم أحد مكانهم الآن، فضلاً عن قادة نظامه الهاربين من السجن والمتهمين بجرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور لدى المحكمة الجنائية الدولية.
والأسبوع الماضي زار وفد من المحكمة الجنائية الدولية السودان، والتقى وزيرة العدل المفوضة هويدا عوض الكريم، دون التوصل إلى أي معلومات عن مكان البشير والآخرين، وهو ما لفت انتباه الأطراف السياسية السودانية، ويتساءلون: أين البشير؟
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مصادر وصفتها بالمطلعة قولها إن البشير جرى تهريبه من مستشفى «السلاح الطبي» في أم درمان، إلى مكان آمن في شمال السودان.
اجتماع في بربر ترأسه عمر البشير
ويقول المصدر إن عملية تهريب البشير مع وزير دفاعه عبد الرحيم محمد حسين، نفذت دون مشاركة كبيرة من الجيش، الذي اقتصرت مهمته على توفير تأمين محدود للعملية. كما رجح المصدر أن يكون الرجلان قد نقلا مباشرة إلى مدينة بربر في شمال البلاد، حيث تردد أن قادة الإسلاميين عقدوا اجتماعًا كبيرًا سريًا في المدينة، ترأسه البشير.
اقرأ أيضًا:
نقل الرئيس السوداني السابق عمر البشير إلى المستشفى
السودان.. قيادات نظام البشير يعلنون مغادرة سجن كوبر لتأمين الحماية لأنفسهم
السودان.. هيئة الاتهام تنفي نقل البشير إلى العناية المركزة
ويقول مصدر القريب من «الحركة الإسلامية» للصحيفة إن الحالة الصحية والبدنية للرئيس السابق عمر البشير ورفيقه عبد الرحيم محمد حسين، تدهورت بشكل كبير خلال أشهر الاحتجاز.
عمر البشير ورفاقه في المهندسين
لكن موقع قناة «الحرة» نقل عن عضو هيئة الدفاع عن الرئيس السابق محمد الحسن الأمين، قوله إن «البشير نُقل من المستشفى مع نائبه بكري حسن صالح، ووزير دفاعه عبد الرحيم محمد حسين، ووزير الشباب والرياضة الأسبق، يوسف عبد الفتاح، واللواء في الجيش السوداني الطيب الخنجر».
وقال الأمين إن «الموقع يقع في منطقة المهندسين بأم درمان، وأنه يخضع لحراسة بواسطة قوة من الاستخبارات العسكرية ومن قوات منطقة المهندسين العسكرية».
واستبعد عضو هيئة الدفاع تسليم البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية، «لأن القرار ليس بيد البرهان (قائد الجيش)، وإنما بيد الجيش الذي لن يسمح بتسليم البشير، لأنه يحمل رتبة المشير».
«الدعم السريع»: عمر البشير في «نهر النيل»
على خلاف من المعلومات السابقة، قال مستشار قائد قوات الدعم السريع، الباشا طبيق، إن «المعلومات التي بحوزة (الدعم السريع) تشير إلى أن البشير نُقل إلى مسقط رأسه، في ولاية نهر النيل في شمال السودان، وليس إلى منطقة المهندسين»، واصفًا عملية نقله وعدد من معاونيه من مستشفى علياء بأم درمان بأنها «عملية تهريب مدروسة ومخطط لها».
ويعتقد طبيق أن «البشير والمجموعة التي معه ليست بعيدة عن المعارك الجارية بين الجيش وقوات الدعم السريع، وهم الخلية أو العقل المدبر الذي ينتج الخطط للجيش حاليًا».
في الأثناء، تحدثت مصادر صحفية عن عملية تهريب البشير، من خلال خطة جرى إعدادها على مدار شهور ونفذتها «قوات خاصة محترفة تابعة للجناح العسكري لتنظيم الإسلاميين»، منذ أسابيع.
عملية إنزال جوي معقدة
المعلومات تشير إلى تنفيذ عملية إنزال جوي معقدة قبل التهريب، بإيصال مستلزمات طبية وغذائية عاجلة للمحتجزين، إثر تدهورت حالتهما الصحية والمعيشية.
وعلى الرغم من تباين المواقف، لا تزال المعلومات متضاربة حول مكان تواجد الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، الذي يواجه أحكامًا بالسجن بتهم الفساد وغسيل الأموال وتنفيذ انقلاب عام 1989، في ظل استمرار الاشتباكات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وعقب اندلاع الاشتباكات في أبريل الماضي، أظهرت مقاطع فيديو فرارًا جماعيًا لسجناء في عدد من السجون، أبرزها سجن كوبر في العاصمة الخرطوم الذي كان يضم البشير. وقتها أصدر الجيش توضيحا بأن الرئيس المعزول محتجز في مستشفى عسكري تحت حراسة ومسؤولية الشرطة القضائية.
اقرأ أيضًا:
«مغامرة الإطعام».. كرم السودانيين ينتصر على رصاص الحرب
خليجيون| أفق الحلول في السودان «المنسي»
مخاوف من وصول السودان لنقطة «اللاعودة».. مفاوضات الفرصة الأخيرة