القلق على المظهر الخارجي يضعف الثقة بالنفس
في دراسة متزامنة مع جائحة كورونا خلال عامها الثالث، اجرا فريق بحثي بريطاني دراسة، كشفت النتائج إحصائيات حول الثقة بالنفس والمعتقدات الذاتية:
• 85% من النساء لا يعتقدن أنهن جذابات، وأكثر من نصف النساء لا يعتقدن أنهن محبوبات من قبل الآخرين.
• فيما يعتقد نصف الرجال فقط أنهم أذكياء، وما يقرب من 60% من الرجال غير واثقين من قدرتهم على القيام بأعمالهم.
• الغالبية العظمى من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و54 عامًا، صرحوا بأنهم لا يشعرون بالثقة في مظهرهم.
الفريق البحثي "سينسوسوايد" Censuswide الذي يأمل في مساعدة الناس على الشعور بالسعادة والمزيد من الثقة، وجد أن كل المؤشرات في هذه الدراسة، تدل على تدني مستوى الثقة بالنفس، لدى أغلب البالغين الذين شملهم المسح، بسبب انطباعهم السلبي عن مظهرهم الخارجي وشكوكهم الذاتية حول تأدية مهامهم، مما يعني أنهم عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق.
ما هو مفهوم الثقة بالنفس؟
يُعرِّف رائد علم النفس الإيجابي، مارتن سيليغمان، بأن الثقة بالنفس هي ثقة الفرد في قدراته وأحكامه الخاصة، أو الاعتقاد بأنه يمكنه مواجهة التحديات والمطالب اليومية بنجاح. وكلما ارتفع مستوى الثقة بالنفس عند الأفراد، زاد شعورهم بقيمتهم الذاتية. إلى جانب تحررهم من الخوف والقلق الاجتماعي وحصولهم على المزيد من الطاقة والتحفيز على العمل.
من جهة أخرى حددت ايمي مورين الخبيرة في العلاج النفسي والصحة العقلية، خصائص الأشخاص الواثقين من أنفسهم وهي:
• الفرح بنجاحات الآخرين
• تفتح الذهن
• التفكير بإيجابية
• الاستعداد لتحمل المخاطر
• قدرتهم على الضحك على أنفسهم
• الحسم في اتخاذ القرارات
• التعلم والنمو المستمر
• الاعتراف بالأخطاء
• تحمل المسؤولية
في المقابل يتسم الأشخاص غير الواثقين بـ:
• اصدار الأحكام والغيرة من الآخرين
• ضيق الأفق
• التشاؤم في أغلب الأوقات
• الخوف من التغيير
• إخفاء العيوب
•التهرب من المواجهة وحسم الأمور
• التصرف وكأنهم يعرفون كل شيء
• اختلاق الأعذار دائما
• إلقاء اللوم على الآخرين
تقول ايمي مورين "إنه لحسن الحظ، هناك أشياء كثيرة يمكن القيام بها لتعزيز الثقة بالنفس"، ولأجل ذلك يمكن اتباع العديد من الاستراتيجيات، من أهمها:
التوقف عن المقارنة
أوضحت دراسة نفسية، بأن الأشخاص الذين قارنوا أنفسهم بالآخرين في محيطهم أو حتى في مواقع التواصل الاجتماعي شعروا بالحسد.وكلما زاد حسدهم، شعروا بالسوء تجاه أنفسهم. لذا ينصح بعدم مقارنة الشخص لغيره من الأشخاص، والابتعاد عن الحياة المشحونة بالمنافسة، إذ أنه ليس هناك أي وجود للحياة المثالية الخالية من المشكلات.
تقديم الاهتمام الكافي للجسم
ترتبط ممارسة الرعاية الذاتية لجسم الإنسان بمستويات أعلى من الثقة بالنفس، من خلال المحافظة على النظام الغذائي وممارسة أي نشاط البدني باستمرار، لتحسين صورة الجسم.
كما يشدد العلماء على أهمية الحصول على قسط كافي من النوم حيث تم ربط النوم الجيد بسمات شخصية إيجابية، بما في ذلك التفاؤل واحترام الذات.
الحديث الذاتي الايجابي
من مخاطر التحدث السلبي مع النفس أنه يحد من قدرات الانسان ويقلل من ثقته من خلال إقناع العقل الباطن على سبيل المثال، بأن شيئًا ما "صعب للغاية" وأنه "لا يجب حتى المحاولة".
وقد ربط الباحثون بين ممارسة الحديث الذاتي الإيجابي وزيادة الثقة بالنفس، بتوجيه الشخص لنفسه كلمات التشجيع والتحفيز مثل "أنا أستطيع فعل ذلك"، وتكون هذه الكلمات مجدية أكثر، مع تخيل صورة مناسبة للشخص، يفتخر بها في داخله.
مواجهة المخاوف وتحديد الأهداف
أفضل طريقة لبناء الثقة بالنفس هي مواجهة المخاوف وجهاً لوجه. وهذا يحتاج الى التدرب على مواجهة بعض المخاوف التي تنبع من قلة الثقة بالنفس كالشعور بالخوف من الإحراج أو تجنب الفشل.
وقد يكون من المفيد جدا البدء بالأهداف الصغيرة، التي من شأنها أن تحقق الأهداف الكبيرة، والاستمتاع بعمل أشياء ممتعة يسهُل القيام بها.