العالم يستيقظ.. الأمم المتحدة تتحدث عن «إبادة جماعية» في غزة
بعد مرور أكثر من نصف عام على العدوان الإسرائيلي على غزة، خرج اول تصريح لمسؤولة أممية رفيعة عن إبادة جماعية في غزة، فيما عدت برلين - التي اتخذت موقفاً مبكرا ممالئا للعدوان، أن الوضع هناك مثل الجحيم بالنسبة للمدنيين الذين يجدون صعوبة في تلبية احتياجاتهم اليومية.
وقالت فرانشيسكا ألبانيز المقررة الخاصة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة يوم الثلاثاء إنها تعتقد أن الحرب الإسرائيلية في غزة منذ السابع من أكتوبر ترقى إلى حد الإبادة الجماعية، ودعت الدول إلى فرض عقوبات وحظر أسلحة على الفور.
I will present my report to the @UN_HRC at 14:30 CET. It will be broadcast here: https://t.co/enDDB3gRbc
— Francesca Albanese, UN Special Rapporteur oPt (@FranceskAlbs) March 26, 2024
ورفضت إسرائيل، التي لم تحضر الجلسة، النتائج التي توصلت إليها المقررة الخاصة. وأضافت ألبانيز أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، وهي تعرض تقريرها المعنون (تشريح إبادة جماعية) «من واجبي رسميا الإبلاغ عن أسوأ ما يمكن للبشرية أن تفعله وأن أقدم النتائج التي توصلت إليها».
وقالت «أجد أسبابا منطقية للاعتقاد بأن الحد الأدنى الذي يشير إلى ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين كمجموعة في غزة قد استُوفي»، مشيرة إلى مقتل ما يزيد على 30 ألفا من الفلسطينيين، وفق وكالة رويترز.
ودعت «الدول الأعضاء إلى الوفاء بالتزاماتها التي تبدأ بفرض حظر على الأسلحة وعقوبات على إسرائيل، وبالتالي ضمان عدم تكرار ذلك في المستقبل».
والإبادة الجماعية، وفقا لتعريف اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948 التي صدرت في أعقاب القتل الجماعي لليهود في المحرقة النازية، هي “الأفعال المرتكبة على قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية”.
وزعمت البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في جنيف إن حرب إسرائيل على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وليست على المدنيين الفلسطينيين.
وعبرت دول خليجية مثل قطر وأخرى أفريقية مثل الجزائر وموريتانيا عن دعمها للنتائج التي توصلت إليها ألبانيز وقلقها إزاء الوضع الإنساني. وكان مقعد الولايات المتحدة حليفة إسرائيل فارغا. واتهمت واشنطن المجلس في السابق بالتحيز الدائم ضد إسرائيل.
وألبانيز واحدة من عشرات الخبراء المستقلين في مجال حقوق الإنسان المفوضين من الأمم المتحدة لتقديم التقارير وتقديم المشورة بشأن موضوعات وأزمات محددة، وآراؤها لا تعكس الرأي الرسمي للهيئة العالمية.
ألمانيا تتحدث عن «جحيم غزة»
وفي سياق مشابه، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك يوم الثلاثاء إنه ينبغي تمكين المنظمات الدولية من إيصال المساعدات إلى غزة دون عوائق، مضيفة أن الوضع هناك مثل الجحيم بالنسبة للمدنيين الذين يجدون صعوبة في تلبية احتياجاتهم اليومية.
وقالت بيربوك خلال زيارة إلى الشرق الأوسط التقت خلالها بمسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين «الوضع الإنساني في غزة جحيم».
وأضافت في أثناء زيارتها لتل أبيب «يجب أن تكون المنظمات الدولية قادرة على تقديم المساعدات الحيوية دون عوائق»، مضيفة أن ألمانيا زادت تمويلها لبرنامج الأغذية العالمي بمبلغ إضافي قدره 10 ملايين يورو (10.8 مليون دولار).
أوستن: «ضرورة أخلاقية واستراتيجية»
من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن يوم الثلاثاء إن حماية المدنيين الفلسطينيين من الأذى ضرورة أخلاقية واستراتيجية، واصفا الوضع في غزة بأنه “كارثة إنسانية”.
وأضاف في بداية اجتماعه مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت في مقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) «في غزة اليوم، عدد الضحايا المدنيين مرتفع للغاية وحجم المساعدات الإنسانية منخفض للغاية». وأردف «غزة تعاني كارثة إنسانية».
يأتي الاجتماع فيما تراجعت العلاقات بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أدنى مستوى لها خلال الحرب.
كما يأتي بعد أن ألغى نتنياهو يوم الاثنين زيارة منفصلة إلى واشنطن لاثنين من كبار مساعديه اللذين كان من المقرر أن يستمعا إلى أفكار أميرمية بشأن بدائل تتعلق بالعمليات.
وانهارت علاقات نتنياهو ببايدن بسبب قرار واشنطن عدم استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن الدولي يسعى إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
مأساة الأونروا
إلى ذلك، قال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين(الأونروا) لليوم الثلاثاء إن الوكالة لديها أموال كافية لتشغيل عملياتها حتى نهاية مايو بعد أن أوقف عدد من المانحين تمويلهم بسبب مزاعم إسرائيلية بأن بعض الموظفين شاركوا في عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر.
وأضاف لرويترز في جنيف «ما يمكنني قوله اليوم هو أنه يمكننا تشغيل عملياتنا حتى نهاية مايو…بينما قبل شهر لم يكن لدي سوى رؤية لأسبوع أو أسبوعين تاليين». وتابع «لكن هذا يظهر أيضا مدى سوء الوضع المالي للمنظمة».
وتواجه الأونروا، التي تقدم المساعدات والخدمات للاجئين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية المحتلة وفي جميع أنحاء المنطقة، أزمة منذ أن اتهمت إسرائيل 12 من موظفيها البالغ عددهم 13 ألفا بالمشاركة في طوفان الأقصى.
ودفعت الاتهامات العديد من الدول، ومنها الولايات المتحدة، إلى وقف التمويل. واستأنفت دول عدة، منها كندا وأستراليا وفنلندا والسويد، تمويل الوكالة منذ ذلك الحين. وقال لازاريني عن المانحين «آمل أن يعود المزيد منهم».
وأبلغت إسرائيل الأمم المتحدة بأنها لن توافق بعد الآن على إرسال قوافل الغذاء التابعة للأونروا إلى شمال غزة، إذ من المرجح أن تحدث المجاعة بحلول شهر مايو، وفقا لتقرير مدعوم من الأمم المتحدة نُشر الأسبوع الماضي. وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية يوم الاثنين إن إسرائيل ستتوقف عن العمل مع الأونروا تماما في غزة.
ووصف لازاريني قرار إسرائيل بعدم السماح بوصول قوافل الغذاء التابعة للأونروا إلى شمال غزة بأنه يهدف إلى «منع الأشخاص المعرضين لخطر الموت» من البقاء على قيد الحياة.
وقال لازاريني «الخطة البديلة هي العودة إلى الخطة الأولى. ومن المهم للغاية أن تتمكن القوافل من الوصول إلى الشمال…سنبحث بالتأكيد عن شراكات، ومن يمكنه القيام بذلك نيابة عنا. نركز على الأشخاص المعرضين لخطر الموت الآن في شمال غزة».
اقرأ المزيد
بوادر خلاف داخل فيالق الجيش السوداني حول القيادة