هجوم دموي شرق سوريا.. إيران تتهم وأميركا تتبرأ
تضاربت الأنباء بشأن الجهة التي نفذت قصفا جويا استهدف شرق سوريا أدى إلى مقتل سبعة جنود، أحدهم عضو في الحرس الثوري الإيراني، ومدني واحد، إذ قالت وسائل إعلام رسمية سورية وإيرانية يوم الثلاثاء إن قوات أميركية نفذت الهجوم وهو ما نفته وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون).
وقالت وسائل الإعلام السورية أن ما لا يقل عن 19 جنديا و13 مدنيا أصيبوا في الضربات التي استهدفت مناطق سكنية ومواقع عسكرية في محافظة دير الزور، وأضافت أن أضرارا كبيرة لحقت بالممتلكات العامة والخاصة.
وأعلنت السفارة الإيرانية لدى سوريا في منشور على منصة «إكس» مقتل أحد عناصر الحرس الثوري الإيراني، فيما حملت وكالة «إرنا» الإيرانية الرسمية الكيان الصهيوني مسؤولية الهجوم الذي قضى فيه «بهروز وحيدي في دير الزور». وتقول إيران إن ضباطها يقومون بدور استشاري في سوريا بناء على دعوة من دمشق لمساعدة الرئيس بشار الأسد في الحرب السورية.
وقالت مصادر لرويترز في فبراي إن الحرس الثوري قلص انتشار كبار ضباطه في سوريا بعد عدد من الضربات الإسرائيلية القاتلة، وسيعتمد بشكل أكبر على الفصائل الشيعية المتحالفة معه للحفاظ على نفوذه هناك.
أميركا تنفي قصف شرق سوريا
لكن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) نفت يوم الثلاثاء تنفيذ ضربات جوية في سوريا يوم الاثنين، ردا على تقارير إعلامية رسمية سورية وإيرانية أفادت بأن قوات أميركية قصفت شرق سوريا فجرا. وقالت المتحدثة باسم البنتاجون سابرينا سينغ للصحفيين في واشنطن «لم نشن ضربات جوية على سوريا الليلة الماضية».
وقال الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في منشور على "إكس"، «"نشعر بالحزن الشديد إزاء الخسارة المأسوية لأحد العاملين لدينا في غارة جوية في سوريا هذا الصباح هو المهندس عماد شهاب (.. .) الذي كان منسّق خدمات المياه والصرف الصحي في دير الزور».
My colleagues and I are heartbroken at the tragic loss of another one of our own in an airstrike in #Syria this morning, engineer Emad Shehab. We extend our deepest condolences to his family.
Emad served as the @WHO water and sanitation focal point in Deir-ez-Zor. His untimely… pic.twitter.com/vG1A2IRsid
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) March 26, 2024
وحمّلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» نقلًا عن مصدر عسكري «قوات الاحتلال الأميركي» مسؤولية الهجوم، قائلة إنه أسفر عن «مقتل سبعة عسكريين ومدني واحد» وإصابة آخرين «ووقوع خسائر مادية كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة».
وقال حمّود الجبور (51 عامًا) الذي يبعد منزله في دير الزور أقل من 100 متر من أحد المواقع التي قُصفت، لوكالة فرانس برس «سمعنا أصواتا قوية جدًا استيقظنا على اثرها، بعد ذلك بدأنا نسمع أصوات سيارات الإسعاف وخرج الناس إلى الشوارع». وأُصيب في الضربات 34 شخصًا على الأقل بينهم عشرة مدنيين، بحسب المرصد السوري.
وشنّ الاحتلال الإسرائيلي خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت بشكل رئيسي أهدافاً إيرانيّة وأخرى لحزب الله اللبناني الموالي لإيران، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، وأيضاً مواقع للجيش السوري. وتكثفت هذه الضربات بعد اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر. ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، لكنها تكرر أنها ستتصدى لما تصفه بمساع تبذلها طهران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
كما استهدفت الولايات المتحدة فصائل متحالفة مع إيران في شرق سوريا. ومطلع فبراير، استشهد ما لا يقلّ عن 29 مقاتلًا بينهم ستة عناصر في حزب الله في غارات أميركية في دير الزور والميادين، بحسب المرصد.
وشنّت واشنطن هذه الغارات بعد مقتل ثلاثة عسكريين أميركيين في هجوم بطائرة مسيّرة على قاعدة في الأردن في 28 يناير. وكانت كتائب حزب الله في العراق قد أعلنت أواخر يناير «تعليق» العمليات العسكرية والأمنية ضد الولايات المتحدة في البلاد بغية عدم «إحراج» الحكومة العراقية. ومنذ نهاية فبراير، أوقفت المجموعات المتحالفة مع إيران هجماتها على مواقع أميركية في سوريا، بحسب المرصد.
اقرأ المزيد:
أمير الكويت يوجه بتبني سياسات شاملة لدعم «ذوي الهمم» ودمجهم في المجتمع
ما مصير الوساطة القطرية بعد قرار وقف إطلاق النار في غزة؟ (فيديو)