صياد غزة يتحدى العدوان مبحرا بحثا عن كيلو سمك
لم تمنع الغارات والهجمات المتواصلة منذ 5 شهور على قطاع غزة الصياد الفلسطيني جلال قرعان من التوغل في البحر بقدر ما يستطيع قاربه الصغير أملا في الرجوع بكيلو أو اثنين من السمك جيدة، رغم أن عملية إلقاء شباكه قد تكلفه حياته إذا أثار ذلك غضب البحرية الإسرائيلية.
وحولت الضربات الجوية والقصف الإسرائيلي مساحات واسعة من قطاع غزة الساحلي المكتظ بالسكان إلى أنقاض وأسفرت عن استشهاد أكثر من 32 ألف فلسطيني مع احتدام الحرب مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، حسبما نقلت رويترز.
ويواجه الصيادون، مثل قرعان الذي يعول أسرته، مخاطر كثيرة في البحر أيضا.
وقال قرعان «كل ما بنحاول نخش شوية… بيحاصرونا، إطلاق نار، بيرموا قذائف علينا، بيرموا قنابل صوت، يعني كلها مخاطرة».
ونابع قائلا «مفيش يوم بيعدي إلا لما بيجي علينا وكله خوف وكله رعب، ورغم هذا بنخش وبنعدي علشان نقدر نعيش، نقدر نأمن لقمة أطفالنا».
ويحرص قرعان على الصيد في رمضان الذي تجتمع فيه العائلات لتستمتع عادة بوجبات كبيرة بعد الصيام، لكن من الصعب الاحتفال في هذه الأيام.
وأمرت محكمة العدل الدولية الاحتلال الإسرائيلي يوم الخميس باتخاذ جميع الإجراءات الضرورية والفاعلة لضمان توفير الإمدادات الغذائية الأساسية بدون تأخير للفلسطينيين في غزة.
وقالت المحكمة إن الفلسطينيين في القطاع يواجهون ظروفا معيشية تتفاقم وإن الجوع والمجاعة ينتشران.
البحث عن افطار من البحر
وقال قرعان وهو يجهز شبكة الصيد «يعني الصيد مش هاي الكمية. جه رمضان والواحد صايم وبيخاطر في حاله علشان يجيب كيلو سمك ولا اثنين كيلو سمك إللي يقدر يتغدى فيهم أو يبيعهم يجيب احتياجات البيت».
وتؤثر أزمة الصيد على سكان آخرين في غزة.
أم زين: أولادي يشتهون السمك
بينما تشكو أم الزين حالها وهي واحدة من مئات الآلاف من سكان غزة النازحين، إن أولادها يشتهون السمك.
وأضافت وهي تعد طعام الإفطار «فلسطين أم السمك وأم الأكلات البحرية، لكن هلا (حاليا) مش متوفر (السمك) بأزمة صعوبات الحرب. وللأسف، إحنا من أيام ما قبل 7 أكتوبر ما أكلناش السمك تقريبا».
استشهاد 32623 فلسطينيا
وفي سياق متصل واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه الجوي والبري لقطاع غزة اليوم الجمعة مما أدى إلى استشهاد عشرات الفلسطينيين مع احتدام القتال حول مستشفى الشفاء في مدينة غزة.
فيما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن مسنا فلسطينيا توفى بسبب سوء التغذية ونقص الدواء في شمال قطاع غزة، إذ حذرت الأمم المتحدة من أن وقوع المجاعة أصبح وشيكا بحلول مايو المقبل.
وذكر مسؤولو صحة فلسطينيون أن غارتين إسرائيليتين على حي الشجاعية شرق مدينة غزة أسفرتا عن استشهاد 17 شخصا، في حين أسفرت غارة جوية إسرائيلية على منزل في مخيم المغازي للاجئين بوسط قطاع غزة عن مقتل ثمانية أشخاص.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 32623 فلسطينيا على الأقل استشهدوا في الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي على القطاع.