التوربينات الجزائرية تغزو أوروبا بصفقات عملاقة
تترقب الجزائر انتعاشه قوية في صناعة توربينات الغاز خلال الأشهر المقبلة، إذ تتطلع إلى مزيد من الصفقات العملاقة إلى أوروبا خلال العام الجاري (2024)، بعد الانتهاء من إنجاز الشحنة الرابعة، حسب ما توصلت إليه منصة الطاقة المتخصصة
وتجهز الجزائر أحدث صفقات توربينات الغاز في البلاد جزءًا من جهود الدولة المتواصلة لتطوير هذه الصناعة، وتعزيز دورها في أسواق الغاز العالمية، إذ إن الدولة الواقعة في شمال أفريقيا أنتجت القطع بالكامل داخل وحدة الصيانة والتصنيع التابعة للشركة الجزائرية للصناعات الكهربائية والغازية، حسب موقع الطاقة.
وأعطت الشحنة الرابعة من توربينات الغاز في الجزائر، التي انطلقت إلى أوروبا، ضوءًا أخضر لشركة سونلغاز لتوسعة الأسواق العالمية التي تتعامل معها، ولا سيما أن الصفقة تُعَد إنجازًا كبيرًا للبلاد، التي تسعى لتعزيز دورها عالميًا.
وتلك الصفقات هي الأولى من نوعها في قارة أفريقيا، وتعزز مكانة الجزائر بصفتها موردًا لقطع غيار التوربينات، في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما أنها تأتي في أعقاب أرقام قياسية لصادرات هذا النوع من الصناعات المهمة على مستوى العالم.
وكانت شركة سونلغاز الحكومية قد أعلنت تحقيق رقم قياسي من قيمة صادرات توربينات الغاز في الجزائر، والتي بلغت أكثر من 219 مليون يورو (237 مليون دولار أميركي)، في فبرايرالماضي 2024، وفق الأرقام التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
توربينات الغاز الجزائرية
وقادت توربينات الغاز الجزائرية صادرات المعدات المتطورة المصنعة محليًا، ولا سيما أن الدولة الواقعة في شمال أفريقيا كانت قد نجحت قبل 20 شهرًا في إبرام كثير من الصفقات الخاصة بالتوربينات التي صنعتها محليًا بالتعاون شركة جنرال إلكتريك.
توربينات الغاز الجزائرية
و اجتازت شركة سونلغاز رقمًا قياسيًا في التصدير، خلال 2023 و الذي تضمّن صادرات الكهرباء، ومعدات مصنعة محليًا، وفي مقدمتها توربينات الغاز في الجزائر، بجانب تصدير خدمات التكوين المهني في مجالي الكهرباء والغاز.
ووفقا الأرقام التي أوردها بيان للشركة، اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، فإن هناك اتجاهًا حقيقيًا لجعل هذا النوع من الصادرات محركًا رئيسًا للنمو الاقتصادي، ولا سيما مع مساهمته الاقتصادية الكبيرة، من حيث تنويع مصادر العملة الصعبة، ورفع نسبة المكون الوطني، وتخفيض فاتورة الاستيراد.
وكان عام 2021 قد شهد تزايد تصنيع وتصدير توربينات الغاز في الجزائر، بقدرة 500 ميغاواط، إذ اتجهت هذه الصادرات إلى عدد من دول الشرق الأوسط، بالإضافة إلى فتح الباب أمام التفاوض لتصدير المزيد منها إلى دول أخرى، خاصة في أوروبا.
وفي العام نفسه، دخلت البلاد سوق التوربينات، مع تمكنها من تصدير شحنات عدة إلى دول شرق أوسطية، ومناطق أخرى من العام، إذ تعد هذه التوربينات حلولًا مهمة تقدمها الشركة الجزائرية، ولا سيما مع تزايد الطلب على الكهرباء المولّدة من الغاز الطبيعي.
وازداد الطلب في أوروبا وبعض دول أفريقيا على الغاز الجزائري، بصفته حلًا للحصول على كهرباء أكثر نظافة، وأقل تكلفة مقارنة بالمشتقات النفطية، الأمر الذي يجعله عنصرًا مهمًا من عناصر تحول الطاقة في المستقبل.
نمو سوق التوربينات في العالم
وتزامن انتعاش صناعة توربينات الغاز في الجزائر، مع النمو العملاق الذي تشهده سوق التوربينات الغازية خلال السنوات الأخيرة، ولا سيما مع تطلع بعض الدول إلى استغلالها لخفض الانبعاثات الكربونية من توليد الكهرباء.
وكانت تقرير حديث قد توقع تنمو سوق التوربينات الغازية بواقع 3.357 مليار دولار، خلال المدة بين عامي 2022 و2027، بمعدل نمو مركّب سنويًا بنسبة 3.05%، بحسب ما نشره موقع شركة «تكنافيو» (Technavio) للأبحاث التقنية.
وتعتمد فكرة عمل توربينات الغاز تعتمد على تسخين خليط من الهواء والوقود لتبلغ درجات حرارة عالية جدًا، الأمر الذي يؤدي إلى دورات عنفات التوربينات، وهو ما يؤدي بدوره إلى توليد التيار الكهربائي.