3 ملفات «خطيرة» في حقيبة رئيس الوزراء العراقي إلى واشنطن
قبل مغادرته إلى واشنطن السبت، قال رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني إنه سيبحث مع الرئيس الأميركي جو بايدن أهمية التهدئة في قطاع غزة ووقف الحرب، وسبل منع توسع الصراع في المنطقة.. غير أن هناك ثلاثة ملفات مهمة بل وخطيرة تحويها حقيبة السوداني، ومن أبرزها قضية المصارف العراقية، وكذلك التعاون الاقتصادي بين البلدين، فضلا عن «القوات الأميركية في العراق».
وقال السوداني إن «الهدف من الزيارة إلى واشنطن هو الانتقال بالعلاقة بين البلدين لمرحلة جديدة وتفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي»، لافتاً الى أن «اتفاقية الإطار الاستراتيجي تتماشى مع البرنامج الحكومي وما يتضمنه من إصلاحات اقتصادية».
وأشار الى أن «الزيارة ستشهد عقد الاجتماع الأول للجنة التنسيقية المشتركة المعنية بتنفيذ اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي لم تعقد أي اجتماع منذ إقرار الاتفاقية»، مبيناً أن «اجتماع اللجنة التنسيقية سيتناول ملفات التجارة والطاقة والاستثمار والتعليم والنقل والثقافة ومكافحة الفساد واسترداد الأموال»، وفق وكالة الأنباء العراقية (واع).
القوات الأميركية في العراق
يذكر أنه بعد غزو قوات دولية تقودها الولايات المتحدة للعراق عام 2003 وإطاحتها برئيسه آنذاك صدام حسين، انسحبت تلك القوات من البلاد في عام 2011، لكن في عام 2014، وبعد سيطرة ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) على مدينة الموصل وإعلانه الخلافة الإسلامية في المناطق التي تمكن من بسط نفوذه عليها في العراق وسوريا، طلبت الحكومة العراقية رسميا من الولايات المتحدة والأمم المتحدة مساعدتها في هزيمة التنظيم وحماية أراضي العراق وشعبه، ما أفضى إلى عودة قوات تحالف بزعامة أمريكية إلى البلاد، وبدء ما يعرف بعملية العزم الصلب الرامية إلى مساعدة القوات العراقية على دحر قوات التنظيم واستعادة الأراضي التي سيطر عليها.
فيما تعالت أصوات داخل العراق تطالب منذ سنوات بانسحاب تلك القوات في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر الماضي الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، وما أعقب ذلك من حرب مدمرة تشنها إسرائيل في قطاع غزة، فيما تعرضت قوات التحالف إلى عشرات الهجمات منذ ذلك الحين، وردت القوات الأمريكية بتنفيذ غارات ضد جماعات عراقية مسلحة.
وقبل أكثر من شهرين، قال السوداني في حوار مع وكالة «رويترز»: «لنتفق على إطار زمني (للانسحاب) يكون سريعا حتى لا نطيل أمد الوجود وتبقى الهجمات مستمرة»، مشيرا إلى أن الطريقة الوحيدة لتفادي حدوث تصعيد إقليمي هو وقف الحرب في غزة.
زيارة اقتصادية بامتياز
يرى مستشار رئيس الوزراء لشؤون الاستثمار محمد النجار، لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن «زيارة رئيس الوزراء الى الولايات المتحدة اقتصادية واستثمارية بامتياز الهدف منها توطيد العلاقات العراقية الامريكية بما يتعلق بالقضايا الاقتصادية والزراعية والصناعية عن طريق التعاون المشترك في مجال الاستثمار»، لافتاً الى أن «الطاقة هي الجذب الرئيسي لدى الولايات المتحدة إضافة الى اهتمامها بالمنظومات الزراعية والصناعة الهيدروجينية وغيرها».
وأضاف النجار أن «الزيارة سوف تفتح أكثر من ملف استثماري في مجال الصناعة والزراعة الذكية ومجالات التكنولوجيا أيضاً».
وتابع: «كانت هناك عراقيل بيروقراطية لدخول الشركات في القانون العراقي، وهناك البعض منها تحل بتدخل مباشر، والقسم الآخر تحتاج الى قوانين، والحكومة الآن بصدد دراسة جملة من التغيرات التي تقضي على عوائق دخول الاستثمار في العراق وهذه تشمل عدداً من القوانين»، مبيناً أن «هناك أكثر من 6 قوانين الآن تتم دراسة الأجزاء المعرقلة فيها، وستطرح على مجلس النواب».
الاستثمار في العراق
قال رئيس لجنة الاستثمار والتنمية النيابية حسن الخفاجي، لوكالة الأنباء العراقية (واع): «قبل فترة جاءت الى العراق أكثر من 50 شركة أمريكية رصينة من ضمنها (بوينغ) لصناعة الطيران وجنرال الكتريك وغيرها من الشركات الكبيرة التي تريد الدخول في المجال الصناعي، وتم التداول مع رئيس الوزراء، وكان إيجابيا وفاتحاً الأبواب للاستثمار أمام الشركات الرصينة».
وأوضح: «كان لقاء اللجنة مع أصحاب الشركات وهيئة رئاسة المجلس حاضرة، وتم التباحث عن الاستثمار في العراق»، مشيراً الى أن «ذهاب رئيس الوزراء لفتح ملفات جديدة أهمها الاستثمار في ملفات الطاقة والمعادن وكثير من الملفات الصناعية».
وتابع الخفاجي: «كانت الشركات تعاني من البيروقراطية والفيزا واللجنة رفعت هذه المعوقات الى رئيس الوزراء ووزير الداخلية وأبديا تسهيلات في الفيزا، ورئيس الوزراء أبدى استعداده لمتابعة ملف الاستثمار مع الجهات التنفيذية والإجراءات جيدة».
ملف المصارف العراقية والعقوبات الأميركية
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي عبد الرحمن المشهداني، لوكالة الأنباء العراقية (واع): «التقينا مجموعة من الخبراء برئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وتناقشنا حول ملف زيارته الى الولايات المتحدة، وأكد فتح ملف المصارف مع الجانب الأميركي»، لافتاً الى أن «رئيس الوزراء أكد أن لديه أولوية حول المصرف الذي يجهز البطاقة التموينية وهو واحد من الأولويات».
اقرأ أيضا:
الحكومة العراقية تعلن عن خطة لإصلاح القطاع المصرفي.. شركة أجنبية تقيم الأوضاع
اعتقال المهدي المنتظر في العراق
المركزي العراقي يعلن بيع مليار دولار في خمسة أيام
وأشار الى أن «رئيس الوزراء أوضح بأنه سوف يصطحب معه وفداً من رجال الأعمال على مستوى عال للقاء رجال أعمال أمريكيين لعرض فرص استثمارية عراقية وكيفية استثمارها».