سيناريو جديد للضربة الإيرانية.. طهران تتراجع وواشنطن تكشف مفاجأة
شهدت الساعات الأخيرة سجالا بين إيران والولايات المتحدة حول العلم المسبق للضربة لدى تل أبيب وواشنطن واتهمت الأخيرة السلطات الإيرانية بتعمد نشر الادعاءات لتبرير فشل الهجوم في المقابل تغيرت الرواية الإيرانية للأحداث عما ذكره من قبل وزير الخارجية.
ونفى المتحدث باسم الخارجية الإيراني ناصر كنعاني، وجود اتفاق مسبق بشأن الهجوم الذي نفدته إيران ضد إسرائيل، في إشارة إلى إخطار واشنطن وتل أبيب بالموعد المحدد للضربة الإيرانية.
"الرد جاء متأخرا".. تعليق النازحين في #رفح على الهجوم الإيراني#سوشال_سكاي #إيران#إسرائيل#غزة pic.twitter.com/0D26Y74EOc
— سكاي نيوز عربية (@skynewsarabia) April 15, 2024
ونقلت وكالة رويتيرز للأنباء عن كنعاني قوله::«لم يكن هناك تفاهم مسبق بشأن رد إيران على إسرائيل».
وتأتي تصريحات كنعاني لتنفي ما أفاد به وزير الخارجية الإيراني، عندما تحدث عن إخطار طهران الدول المجاورة والولايات المتحدة حليفة إسرائيل قبل 72 ساعة من تنفيذ الضربات وهي خطوة تمكنهم إلى حد كبير من إحباط الهجوم.
كما ذكر مصدر إيراني مطلع أن طهران أبلغت الولايات المتحدة عبر قنوات دبلوماسية شملت قطر وتركيا وسويسرا باليوم المقرر لتنفيذ الهجوم وأكدت أنه سيتم بطريقة تؤدي إلى تجنب استدعاء الرد.
وول ستريت جورنال: #إسرائيل قد ترد اليوم على الهجوم الإيراني.. والرئيس الأميركي حاول ثني #نتنياهو عن الرد المتسرع: لن نشارك معكم
#إيران
#أميركا
#الحدث pic.twitter.com/T6Nv3SJalD— ا لـحـدث (@AlHadath) April 15, 2024
الرواية الأميركية
وأمام التضارب الإيراني في التصريحات كان مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قد نفى تصريح وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان وقال إن واشنطن أجرت اتصالات مع إيران من خلال وسطاء سويسريين لكنها لم تتلق إخطارا قبل 72 ساعة.
وأضاف المسؤول: «هذا غير صحيح على الإطلاق. لم يقدموا أي إخطار، ولم يعطوا أي مؤشر بأن هذه ستكون الأهداف فقوموا بإخلائها».
تغطية عن فشل الهجوم
وقال المسؤول الأميركي إن طهران لم تبعث رسالة إلى الولايات المتحدة إلا بعد بدء تنفيذ الهجوم وكان هدفها أن يكون «شديد التدمير» وتكهن بأن إيران تقول إنها قدمت إخطارا من أجل التغطية على الإحراج الناجم عن فشل الهجوم.
وأضاف قائلا: «تلقينا رسالة من الإيرانيين في وقت كان فيه الهجوم لا يزال جاريا، وذلك عبر السويسريين. كان هذا يشير في الأساس إلى أنهم انتهوا بعد تنفيذه، لكنه الهجوم كان لا يزال مستمرا. كانت رسالتهم إلينا».
وشنت إيران ليل السبت / الأحد، أول عملية عسكرية مباشرة من نوعها ضد إسرائيل، باستخدام أكثر من 300 مسيرة وصاروخ، وذلك ردا على الضربة التي نفذتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي واستهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق، وأدت إلى قتل قيادات بالحرس الثوري الإيراني.
وبينما تصدت الدفاعات الإسرائيلية لـ 99% من المسيرات والصواريخ الإيرانية، اعتبر رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري أن الهجوم حقق أهدافه بالكامل.
السيناريوهات المتوقعة للرد الإسرائيلي
وقال مسؤولون إسرائيليون إن حكومة الحرب الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، والمؤلفة من خمسة أعضاء، أقرت الرد في اجتماع الأحد، على الرغم من انقسامها بشأن توقيت أي رد من هذا القبيل ونطاقه.
في انتظار تحديد الطريقة والتوقيت
ولم يتم بعد الحسم في شكل وموعد الهجوم المضاد الإسرائيلي، حيث قال عضو مجلس الوزراء الحربي بيني غانتس إن إسرائيل «ما تزال تدرس ردها وستحدد الثمن الذي ستدفعه إيران بالطريقة والتوقيت المناسبين لنا».
كشفت صحيفة «التلغراف» البريطانية أن تحركات نتنياهو ستتوقف على «مدى الضرر»، الذي خلفه هجوم طهران.
كان الجيش الإسرائيلي كشف أنه لم تلحق أضرار تذكر جراء الضربة الإيرانية، التي استمرت قرابة 5 ساعات.
وفق خبراء عسكريون قد يتم تنفيذ رد مماثل تشن فيه إسرائيل غارات جوية على أهداف في إيران.
وقد تستهدف تل أبيب القواعد الجوية الإيرانية أو القواعد البحرية أو المواقع النووية أو مخازن الصواريخ. وقد تستهدف أيضا المطارات.
ومن الخيارات الواضحة، وفق «التلغراف»، شن ضربات على مقر الحرس الثوري أو قواعده حول إيران، بينما يقول بعض المحللين إن هذه الجولة من الأعمال العدائية قد تستمر بضعة أيام أو أسابيع.
في مرحلة ما، قد يوقف الجانبان الهجمات، مع شعور كل منهما بأنه قد أوضح موقفه، لكن إذا تصاعدت الأمور، فسيكون هناك احتمال لاندلاع حرب واسعة النطاق بين الدولتين، وهو السيناريو الكابوس الذي من شأنه أن يفرض تكاليف باهظة على الأرواح البشرية على الجانبين، وربما يجر الولايات المتحدة ــ وربما بريطانيا ــ إلى المعركة.