«خليجيون»| هل تقبل سلطنة عمان استضافة قيادات حماس؟
وسط صمت رسمي عماني، تفاعلت أوساط شعبية في سلطنة عمان مع أنباء عن أن القيادة السياسية لحركة «حماس» تبحث احتمال نقل مقرها خارج قطر، ربما تكون سلطنة عمان هي إحدى الوجهات المرشحة لاستقبال قيادة الحركة الفلسطينية، فيما يشكك محللون في سيناريوهات الاستضافة العمانية.
وفي وقت سابق السبت، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، اليوم السبت، أن القيادة السياسية لحركة «حماس» تبحث احتمال نقل مقرها إلى خارج قطر، وذلك مع تزايد ضغوط أعضاء الكونغرس الأميركي على الدوحة بشأن الوساطة التي تقوم بها بين إسرائيل والحركة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عرب قولهم إن الحركة تواصلت في الأيام الأخيرة مع دولتين اثنتين على الأقل في المنطقة، إحداهما سلطنة عمان، بشأن ما إذا كانتا منفتحتين على فكرة انتقال قادتها السياسيين إلى عواصمهما.
سلطنة عمان: حماس هي «حركة مقاومة» وليست منظمة إرهابية
ولم تعلق السلطات العمانية على هذه التسريبات حتى اللحظة، لكن وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي سبق أن قال في تصريح سابق لصحفيين أوروبيين إن حماس هي «حركة مقاومة» وليست منظمة إرهابية. حسب موقع Infobae الإخباري.
وعلاوة على التأييد الرسمي المعلن للمقاومة الفلسطينية، تبدي فعاليات رسمية وشعبية عمانية تأييدا كبير لحركة حماس، وفي 17 أبريل تلقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأخ المجاهد إسماعيل هنية اتصالاً هاتفياً من مفتي سلطنة الشيخ العلاّمة أحمد بن حمد الخليلي، حيث قدم التعازي باستشهاد ثلة من أبنائه وأحفاده بقصف صهيوني غادر مع أول أيام عيد الفطر.
ولم تكد تمر ساعات على نشر التسريب الغربي، حتى تفاعل مغردون عمانيون على نحو إيجابي، وطرح حساب «عمانيون ضد التطبيع» عبر منصة «إكس» استطلاعا لرأي متابعيه عن استضافة مسقط قادة حماس، وبدت عينات الاستطلاع في مجملها مؤيدة لهذه الخطوة.
هل تؤيد إستقبال سلطنة عُمان لقادة حماس ؟ pic.twitter.com/Gq3E60bxDk
— عُمانيون ضد التطبيع (@OmaPalestine) April 20, 2024
بدوره، قال المغرد عماني يسمي نفسه مصطفى الشاعر «كل فلسطين مرحب بها في سلطنة عُمان، فكل فلسطيني هو أخ لنا في الإنسانية والدين والعروبة فمرحبا بالأشقاء كلهم في بلدهم الثاني عُمان».
كل فلسطين مرحب بها في سلطنة عُمان، فكل فلسطيني هو أخ لنا في الإنسانية والدين والعروبة فمرحبا بالأشقاء كلهم في بلدهم الثاني عُمان …
🇴🇲🇵🇸🇴🇲🇵🇸#سلطنة_عُمان_ترحب_بقيادات_حماس pic.twitter.com/MYjKOwn5p6
— مصطفى الشاعر 🇴🇲🇵🇸 (@Mustafa_549) April 20, 2024
لكن ربما تختلف الحسابات السياسية للحكومة العمانية في استضافة قادة المقاومة الفلسطينية في بلد يفضل لعب دور الوسيط في مناطق النزاعات والتوتر في المنطقة، وفق محللين.
العريمي: هل قادة حماس مستعدون للاستجابة لشروط؟
وإذ يقول الأكاديمي والمحلل السياسي العماني الدكتور محمد العريمي إن «سلطنة عمان تقف دائما مع الحق العربي وترحب بمن يكون بين أهلها وشعبها، ولاحظنا دائما مواقف مع أسرة القذافي وقبله على سالم البيض»، إلا أنه أشار إلى أن «هذه الاستضافات مشروطة بعدم العمل في الشأن السياسي»، وتساءل العريمي «هل بعض قادة حماس مستعدون للاستجابة لهذه الشروط؟».
محلل سياسي: هناك تواصل بين كبار المسؤولين في سلطنة عمان وقيادات حماس وهو ما أظهره اتصال النعماني وهنية
وعقب اغتيال أبناء وأحفاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بالخارج، تداولت مواقع مقربة من حركة حماس أنباء عن اتصال تعزية تلقاه هنية من من وزير المكتب السلطاني (الاستخبارات) في سلطنة عمان الفريق أول سلطان بن محمد النعماني.
ويقول العريمي في تصريحات إلى «خليجيون»: «هناك تواصل بين كبار المسؤولين في سلطنة عمان وقيادات حماس وهو ما أظهره هذا الاتصال»، لكنه يستدرك بالقول «إذا صح ما يتم تداوله بشأن مغادرة حماس للدوحة، فإن أنسب مكان هو طهران أو الجزائر، وهناك عاصمة ثالثة وهي تونس».
يأتي هذا التطور اللافت بعد أقل من أسبوع من إعلان رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن حكومته تراجع دورها كوسيط رئيسي بين إسرائيل وحماس بعد انتقادات من المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين، الذين حثوها على ممارسة المزيد من الضغط على الجماعة الفلسطينية المسلحة للتوصل إلى اتفاق.
وتجمدت مفاوضات الهدنة في القطاع فيما تتواصل المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في القطاع، إذ استشهد ما لا يقل عن 34049 فلسطينيا وإصابة 76901 منذ السابع من أكتوبر، وفق وزارة الصحة في القطاع، التي أشارت إلى استشهاد 37 فلسطينيا وإصابة 68 آخرين أصيبوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
اقرأ المزيد:
3 ملفات ساخنة على مائدة البرلمان العربي.. غزة أبرزها