مصر.. أحكام مشددة ضد عصابة تهريب الشباب لأوروبا
أصدرت محكمة مصرية، اليوم السبت، أحكامًا مشددة ضد أفراد تشكيل عصابي تخصص في تهريب الشباب إلى أوروبا عبر الأراضي الليبية، وإلزامهم برد الأموال المحصلة من الشباب.
وصدر حكم محكمة الجنايات الاستئنافية لجرائم الإرهاب وجرائم الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، بمعاقبة عصابة لتهريب الشباب المهاجرين للخارج، بالسجن المشدد 10 سنوات، وغرامة مليوني جنيه، ومصادرة المضبوطات، وإلزامهم برد 17 مليونا و200 ألف جنيه، قيمة الأموال التي حصلوا عليها من المواطنين.
والعصابة مكونة من 9 أشخاص يتزعمهم محاسب بشركة مقاولات كبرى، تخصصت في تهريب المهاجرين من الشباب والأطفال راغبي السفر إلى أوروبا عبر ليبيا.
كيفية تهريب الشباب لأوروبا
وتشير التفاصيل إلى أن أفراد التشكيل انتشروا في محافظات المنصورة والإسكندرية والغربية والجيزة والمنوفية، واستخدموا عددًا من الشباب والأطفال تحت سن 18 سنة، بزعم تسفيرهم إلى إيطاليا عبر ليبيا، وجرى تحصيل مبالغ مالية من كل شخص قاربت 200 ألف جنيه.
وجمّعت العصابة الشباب الراغبين في الهجرة في أحد المخازن التابعة لهم بمحافظة الإسكندرية، ونقلهم إلى ليبيا بطريقة غير شرعية عبر البحر، وهناك استقبلهم أحد أفراد العصابة، وحجزهم في أحد الأماكن الصحراوية.
وعندما وصل الشباب إلى ليبيا، ساومت العصابة أسرهم مرة أخرى على دفع مبالغ إضافية، تقدر بـ50 ألف جنيه مقابل إتمام تسفيرهم أو 20 ألفا مقابل السماح بعودتهم إلى مصر مرة أخرى.
انتشار العصابة في عدة محافظات
وتقدم أهالي المواطنين بعدة بلاغات في المحافظات، وجرى ربط البلاغات ببعضها وتبين أن وراء ارتكابها أفراد التشكيل، وأسفرت تحريات الأمن الوطني والأمن العام، عن صحة المعلومات الواردة، وتحديد أماكن أفراد التشكيل، وفي حملة أمنية كبرى جرى ضبطهم في محافظتي مطروح والإسكندرية.
وضبطت أجهزة الأمن مجموعة من الشباب كانوا على وشك تسفيرهم إلى ليبيا، وتمكنت أيضًا من إعادة بعض الشباب الذين جرى تسفيرهم إلى ليبيا عن طريق منفذ السلوم.
وضبط مع المتهمين مبالغ مالية قدرت بقرابة 4 ملايين جنيه، و230 ألف دولار، وعملات أجنبية أخرى متنوعة، بجانب ضبط عدة سيارات، و4 طبنجات، ومجموعة من أجهزة الهواتف المحظورة، وأجهزة حاسب آلي، وعدد من خطوط الهواتف الخاصة بدول خارجية حتى لا تكون خاضعة للمراقبة.
العصابة تمكنت من تسفير حوالي 11 شخصًا إلى ليبيا، وكانت تستعد لتسفير 16 شخصًا آخرين
وكشفت أوراق القضية أن العصابة تمكنت من تسفير حوالي 11 شخصًا إلى ليبيا، وكانت تستعد لتسفير 16 شخصًا آخرين، جرى ضبطهم في مطروح وفي الإسكندرية.
وجاء أيضًا في التحقيقات الخاصة بالقضية أن شابين من راغبي السفر الذين وصلوا إلى ليبيا، دفعت لهما أسرتهما المبالغ الإضافية المطلوبة رغبة في إرسالهما إلى أوروبا، إلا أن الشابين عند رؤيتهما للمركب الذي سيقلهما لإيطاليا اكتشفا أنه مركب صيد صغير ومتهالك، ورفضا استقلاله خوفا على حياتهما، وفرا هاربين من أفراد العصابة قبل أن يلجآ للشرطة الليبية ويعدوا لمصر عبر منفذ السلوم.