200 يوم على المذبحة.. ماذا تبقى في غزة؟

200 يوم على المذبحة.. ماذا تبقى في غزة؟
فلسطيني يبكي أحد أقاربه من ضحايا العدوان على غزة.
القاهرة: «خليجيون»

ييتأهب جبش الاحتلال الإسرائيلي لاجتاح غزة التي نزح إليها نحو مليوني فلسطيني من مناطق الإبادة في وسط وشمال قطاع غزة فيما دخلت الحرب على القطاع يومها الـ 200 على التوالي.

ماذا بعد اليوم الـ200؟

زعمت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية في أحدث تقاريرها عن الحرب التي تجاوزت 6 أشهر، أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة أدت إلى إضعاف حماس، حيث تدهورت معظم كتائب حماس وتشتتت في القطاع وقُتل الآلاف من أعضائها.

لكن على النقيض من ذلك لم تحقق دولة الاحتلال الإسرائيلية أهدافها الأساسية للحرب، المتمثلة في إطلاق سراح رهائنها المحتجزين في قطاع غزة، وتدمير القدرات السياسية والعسكرية لحماس بالكامل.

ويرى المحلل السياسي الإسرائيلي شلومو غانور، في حديث لموقع «سكاي نيوز عربية»، أنه بعد 200 يوم من الحرب، لم تتحقق بعد الأهداف التي حددتها الحكومة الإسرائيلية للمعارك بالكامل.

وأوضح غانور أن هذه الأهداف تتضمن: تدمير قدرات حماس، واستعادة المختطفين، وألا يشكل قطاع غزة قاعدة عدوان ضد إسرائيل مرة أخرى.

وأضاف أن «هذه الحرب فُرضت على إسرائيل في 7 أكتوبر بصورة مفاجأة من قِبل حماس، بعد احتلالها قرى غلاف غزة وقيام القوات الإسرائيلية بصد واستعادة هذه المناطق، ومن ثم إجراء العملية البرية التي أدت إلى السيطرة على 85% من قطاع غزة، وتدمير أجزاء هائلة من قدرات حماس القتالية والسياسية»، لكن في المقابل «تكبدت إسرائيل الخسائر البشرية والمادية والمعنوية».

وبشأن طبيعة عمليات إسرائيل العسكرية خلال الفترة المقبلة، أشار المحلل السياسي الإسرائيلي إلى أن «الخطط العملياتية الحربية أُقرت وتم اعتمادها من قبل المستوى السياسي، وتجري أعمال إقامة المناطق الآمنة لإخلاء السكان العزل لإبعادهم عن محيط دائرة القتال المتوقع، لكن الأمر يتوقف الآن على تهيئة المناخ الدولي السياسي، ولا سيما الموافقة الأميركية لاستكمال الوصول إلى رفح وأنفاقها لعله يرغم قادة حماس على مواجهة مصيرهم أو مقايضة حياتهم مقابل المخطوفين الإسرائيليين الذين يشكلون دروع بشرية وبوليصة تأمين لبقائهم».

واعتبر أنه «إذا تم هذا المخطط، فقد يحقق حسب الوعود قدرا كبيرا من أهداف الحرب بالنسبة لإسرائيل».

https://twitter.com/Abu_Salah9/status/1782720067454509512

مكاسب حماس

في المقابل، وعلى الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدتها حماس، لا يزال جزء كبير من القيادة العليا لحماس داخل شبكة واسعة من الأنفاق ومراكز العمليات تحت الأرض بقطاع غزة، في حين ذكر مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون أن هذه الأنفاق ستسمح لحماس بالبقاء وإعادة بناء قدراتها بمجرد توقف القتال.

ومن رام الله، قال رئيس مركز القدس للدراسات، الدكتور أحمد رفيق عوض إنَّ حماس تكبدت خسائر جمّة «عسكرياً وسياسياً» خلال الـ 200 يوم الماضية منذ شن هجمات السابع من أكتوبر على إسرائيل.

وأضاف عوض أنه «على المستوى السياسي باتت حماس عنصرا يرغب كثيرون في استبعاده من المشهد الإقليمي، كما باتت مُلاحقة من قِبل إسرائيل والولايات المتحدة وأطراف دولية كثيرة، ومن ثم قد تُستبعد من أي تسوية سياسية مقبلة».

أما على المستوى العسكري، فجرى «إلحاق ضرر كبير بقدراتها وأفرادها، جراء الضربات العسكرية الواسعة على القطاع، وهناك احتمالية ألا تعود إلى حكم غزة مستقبلا أو تشارك فيه على الأقل»، وفق تقديرات رئيس مركز القدس للدراسات.

وأكمل قائلا: "شعبية حماس بين الفلسطينيين بات عليها جدل كبير، كما أن دخول الحركة تحت بوتقة منظمة التحرير الفلسطينية ليس منجزا لها، لأن هذا كان مطروحا قبل 7 أكتوبر، وبالتالي من الصعوبة بمكان إيجاد ما حققته حماس حتى هذه اللحظة"

لكن مع ذلك، يعتقد عوض أن "حماس لم تعلن انهيارها ولا تزال تتفاوض معها للإفراج عن الرهائن، وساهمت في زيادة الوعي العالمي بالقضية الفلسطينية، وبات هناك حديث دولي عن ضرورة إقامة دولة فلسطينية وحل سياسي لهذا الصراع التاريخي».

خسائر الحرب

في نفس الشأن أشارت مصادر طبية بغزة، إلى مقتل 34183 شخصا وإصابة ما يزيد عن 77 ألفا أخرين منذ اندلاع الحرب.

في المقابل، قدرت صحيفة «نيويورك تايمز» مقتل 260 إسرائيلياً وإصابة أكثر من 1500 منذ بدء هجومها البري عقب هجمات السابع من أكتوبر.

ويقول مسؤولون إسرائيليون إن نحو 133 من الرهائن المحتجزين لا يزالون في غزة.

كما أسفرت الحرب عن خروج 32 مستشفى ومركزًا صحياً عن الخدمة.

ووفقا لمنظمة «يونيسيف» قُتل أكثر من 13 ألف طفل في غزة منذ بداية الحرب.

قدرت الأمم المتحدة عدد النازحين داخل غزة وخارجها بـ 2 مليون نازح.

قرب اجتياح رفح

زادت المؤشرات حول اقتراب تنفيذ إسرائيل عملية عسكرية في رفح جنوب قطاع غزة، رغم كل التحذيرات الدولية.

فقد أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، يوم الاثنين، أن الجيش الإسرائيلي بات يوسّع بشكل كبير المنطقة الآمنة في قطاع غزة.

وأضافت أن هذه الخطوة أتت تمهيداً للعملية العسكرية البرية في مدينة رفح.

كما تابعت أن هذه المنطقة ستمتد من المواصي وحتى النصيرات، حيث بإمكان هذا الحيز استيعاب قرابة مليون نازح، كما أقيمت فيه 5 مستشفيات ميدانية.

اقرأ أيضًا:

وفاة التيك توكر صاحبة سلسلة Club Rat بشكل مفاجئ

محمد البرادعي يطالب بـ«الاعتذار» لشعوب الغرب

أهم الأخبار