«خليجيون»| ما تأثير «طريق التنمية» على قناة السويس؟
استبعد محللون أي تأثير لمشروع «طريق التنمية» الذي تعتزم تنفيذه تركيا والعراق وقطر الإمارات العربية المتحدة، على قناة السويس المصرية، باعتبارها أهم ممر مائي عالمي.
وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد وقعا الاثنين، مذكرة تفاهم رباعية بين العراق وتركيا وقطر والامارات للتعاون في مشروع طريق التنمية».
ما هو مشروع «طريق التنمية»؟
ومشروع «طريق التنمية» عبارة عن طرق برية وسكة حديد تمتد من العراق إلى تركيا وموانئها، يبلغ طوله 1200 كيلومتر داخل العراق، ويهدف إلى نقل البضائع بين أوروبا ودول الخليج.
شراقي: لن يؤثر على قناة السويس
ويعتبر أستاذ الموارد المائية الدكتور عباس شراقي، أن مشروع «طريق التنمية» لا تأثير له على حركة الملاحة التجارية في قناة السويس، لافتا إلى أن ذلك المشروع هو وسيلة ممر بحرية برية ذات نطاق ضيق.
ويقول شراقي في تصريح إلى «خليجيون»: «قناة السويس تستحوذ على 12% من حركة التجارة البحرية في العالم، ولا غنى عنها لأنها توفر أضعاف التكاليف التي قد تتكبدها شركات العقل في حالة اللجوء إلى مسار آخر ».
وعن «مشروع طريق التنمية»، علق شراقي: «ذلك الطريق أوروبي آسيوي يتم استخدام فيه البحر والسكك الحديد المحلية ليصبح أشبه بالعبارة ولا علاقة له بالممرات المائية الكبرى».
تحذير من تأثر قناة السويس
وكان البنك الدولي قد كشف في تقرير حديث، حجم الخسائر التي ستتعرض لها قناة السويس المصرية خلال العام الجاري، إذا استمرت هجمات الحوثيين، ضد سفن شحن تابعة للاحتلال الإسرائيلي في مضيق باب المندب والبحر الأحمر.
وقال البنك الدولي في تقرير بعنوان «الصراع والديون في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا» في 16 من ابريل الجاري، إن «استمرار الأزمة وانخفاض حركة عبور قناة السويس بنسبة 40% خلال عام 2024، »يعني خسائر بقيمة 3.5 مليار دولار، والتي تمثل نسبة 10% من صافي الاحتياطيات الدولية في البلاد».
وعن تأثر قناة السويس بأحداث البحر الاحمر والهجمات الحوثية على السفن المارة المتجهة إلى الأراضي المحتلة، أو السفن الإسرائيلي، قال شراقي: «هناك عشرات الشركات قررت اللجوء إلى طريق رأس الرجاء الصالح الاكثر تكليفا لضمان العبور بشكل آمن وهو ما أثر على معدل نسبة السفن المارة عبر قناة السويس».
وتُعد قناة السويس مصدرا رئيسيا للعملات الأجنبية لمصر، حيث بلغت إيراداتها 8.8 مليار دولار (25 بالمئة من صافي الاحتياطيات الدولية) في السنة المالية الماضية، كما كانت مسؤولة عن حوالي ثمن تجارة الشحن العالمية، بما في ذلك حوالي 30% من حركة الحاويات في العالم، وفق التقرير.
وتابع: «في الوقت نفسه ارتفعت أسعار السلع عالميا يسبب زيادة تكلفة النقل».
التعاون المشترك
وصرح رئيس الوزراء العراقي في لقاءه مع أردوغان إن «المذكرة التي تم توقيعها «تهدف إلى التعاون المشترك بشأن مشروع طريق التنمية الاستراتيجي».
ووقع المذكرة عن الجانب العراقي وزير النقل، رزاق محيبس، وعن الجانب التركي وزير النقل والبنية التحتية، عبد القادر أورال أوغلو، ومن قطر، وزير المواصلات، جاسم بن سيف السليطي، ومن الإمارات وزير الطاقة والبنية التحتية، سهيل محمد المزروعي.
وأكد بيان أن «مشروع طريق التنمية الاستراتيجي، سيسهم في تحفيز النمو الاقتصادي وتعزيز علاقات التعاون الإقليمي والدولي من خلال تحقيق التكامل الاقتصادي والسعي نحو اقتصاد مستدام بين الشرق والغرب، كما سيعمل على زيادة التجارة الدولية وتسهيل التنقل والتجارة، وتوفير طريق نقل تنافسي جديد، وتعزيز الرخاء الاقتصادي الإقليمي».