اسرائيل تدق طبول اجتياح رفح.. تحذير أوروبي شديد اللهجة
تزامنا مع طبول حرب إسرائيلية تدق إيذانا باجتياح برى لمدينة رفح الفلسطينية، حذر المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الأمنية والخارجية بيتر ستانو، من أن التصعيد الحالي في منطقة الشرق الأوسط يدفع المنطقة برمتها إلى حافة الهاوية ويهدد باندلاع صراع إقليمي ضخم يؤثر سلبا على شعوب المنطقة وعلى الاستقرار والأمن خارج المنطقة بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وأكد أن الاتحاد الأوروبي يسعى جاهدا لإيجاد حلول للأزمة.
وفي وقت سابق، قال متحدث باسم حكومة الاحتلال الإسرائيلي إن إسرائيل ماضية في شن هجوم على رفح المدينة الوحيدة في قطاع غزة التي لم تجتحها إسرائيل بريا في الحرب المستمرة منذ نصف عام. وتابع أن الحكومة ستعمل على إبعاد المدنيين المتواجدين هناك. وقالت مصادر حكومية إسرائيلية إنه بعد أسابيع من المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن الضمانات المدنية، اشترت وزارة الدفاع الإسرائيلية 40 ألف خيمة، تتسع كل منها لما بين 10 أشخاص و12 شخصا، للفلسطينيين الذين سيتم نقلهم من رفح.
مدينة خيام في خان يونس
وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي بدا أنها تظهر إقامة مدينة خيام في خان يونس التي تبعد عن رفح نحو خمسة كيلو مترات.
وقال المتحدث الأوروبي لوكالة أنباء العالم العربي اليوم الأربعاء «الصراع الدائر في غزة له تأثير مدمر للغاية على الناس في غزة وعلى الإسرائيليين، لأننا لا نستطيع أن ننسى الرهائن (الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس)، وله أيضا تأثير سلبي للغاية على استقرار المنطقة». وأضاف «منذ بداية الصراع في غزة.. .شهدنا تصعيدا إقليميا وهذا شيء مقلق للغاية، حيث رأينا الحوثيين يطلقون النار على السفن التجارية في البحر الأحمر ونرى مواجهة بين حزب الله وإسرائيل ورأينا الهجوم والهجوم المضاد الأخير بين إسرائيل وإيران».
وتابع «كل ذلك لا يؤدي إلا إلى دفع المنطقة برمتها إلى حافة الهاوية وينطوي على خطر نشوب صراع إقليمي ضخم لن يستفيد منه أحد، ولن يؤدي إلا إلى عواقب سلبية على شعوب المنطقة وعلى الاستقرار والأمن خارج منطقة الشرق الأوسط وعلى الاتحاد الأوروبي بكل تأكيد». ومضى يقول «لهذا السبب فإننا - كأوروبيين - مهتمون للغاية برؤية حل لهذا الصراع في أقرب وقت ممكن، ونبذل كل ما في وسعنا لتحقيق ذلك».
200 يوم من العدوان على غزة
وتخطى العدوان لإسرائيلي على غزة 200 يوم، وسط قصف متواصل واستهدافات جوية ومدفعية إسرائيلية على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة المنازل وتجمعات النازحين والشوارع. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية أمس الثلاثاء عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن جيش الاحتلال يستعد لاجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة في وقت «قريب جدا»، مشيرة إلى أن العملية البرية هناك تتضمن إجلاء أعداد كبيرة من السكان.
يأتي ذلك في ظل مواصلة جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه المكثف على مناطق عدة من وسط القطاع، إلى جانب توالي التحذيرات الدولية من شن إسرائيل عملية برية في رفح وتبعاتها الكارثية على المستويات كافة.
وعلق ستانو قائلا «نحث شركاءنا الإسرائيليين على عدم المضي قدما في الهجوم على رفح، حيث يوجد أكثر من مليون ومائتي ألف أو مليون وخمسمائة ألف شخص نزحوا بالفعل إلى هناك، والعملية العسكرية في مثل هذه الظروف ستكون لها عواقب إنسانية كارثية». وأشار إلى أن «عدد القتلى من المدنيين الأبرياء مرتفع للغاي»"، وحث «الشركاء الإسرائيليين على إعادة النظر» في قرارهم باجتياح رفح.
مساعدات أوروبية إلى غزة
ومضى ستانو قائلا «نعمل على تكثيف الجهود لضمان زيادة توصيل المساعدات الإنسانية إلى الأشخاص المحتاجين على الأرض، لأن ما يصل إلى غزة (من مساعدات إنسانية) غير كاف، ونحن منخرطون مع شركائنا الدوليين والإقليميين ومع إسرائيل لمنع شن عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح، ومن ناحية أخرى لتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة للأشخاص ليس في رفح فقط ولكن أيضا في مناطق أخرى من قطاع غزة».
في هذه الأثناء، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ضرورة عمل كل ما هو ممكن لمنع إسرائيل من شن هجوم بري على رفح في جنوب قطاع غزة. واعتبر الصفدي في مؤتمر صحفي مع نظيره الأيرلندي مايكل مارتن في عمّان أن شن هجوم بري على رفح سيكون بمثابة «مجزرة جديدة تضاف إلى المجازر الإسرائيلية» في غزة.
وحذر الوزير الأردني من أن الكارثة الإنسانية في غزة ما زالت تتفاقم رغم زيادة عدد شاحنات المساعدات التي تدخل القطاع. كما حذر الصفدي مما وصفها بالإجراءات الإسرائيلية «اللاشرعية» في القدس والضفة الغربية.