تحذير من انخراط القبائل السودانية في المعارك الدائرة
حذر المتحدث باسم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية في السودان (تقدم)، عمار حمودة من تمدد الحرب في بلاده لمساحات جديدة تشمل الفتنة بين المكونات القبلية أمر يمثل منزلقا خطيرا يهدد مستقبل السودان السياسي ووحدة أراضيه.
وقال عمار «وقوف أي جهة مع أي من طرفي الحرب»، لافتا إلى أن ذلك التصرف يزيد من تمدد الحرب في الجغرافيا وفي المجموعات الوالغة فيها، وذلك ردا على إعلان بعض حركات الكفاح المسلح في دارفور الخروج عن الحياد والانضمام للجيش في قتال الدعم السريع، حسب وكالة أنباء العالم العربي.
وقال المتحدث باسم تنسيقية (تقدم) إن «إعلان الحركات المسلحة هو نهاية لاتفاقية جوبا مرة وللأبد وكل ما سبق الحرب هو الآن في مهب الريح متضمنا بالطبع اتفاق جوبا وغيره من الاتفاقيات».
وحول مقترحات أو خطة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية لإيقاف تدهور الوضع ودخول المزيد من الحركات والتشكيلات العسكرية والقبلية في القتال الدائر في السودان قال حمودة إن "الخطة الأساسية لتقدم هي التي طرحت لطرفي الصراع العسكري لإيقاف الحرب وفتح المسارات ومن ثم مناقشة المشكل في جذره السياسي".
وأضاف «هذه الخطة تحتاج رغبة جادة من طرفي الصراع والمزيد من الإجماع المدني»
مستقبل (تقدم)
وبخصوص مستقبل ودور تنسيقية (تقدم) وغيرها من الكيانات السياسية غير الفاعلة في الحرب قال حمودة «إن مستقبل تقدم وكل الفاعلين المدنيين يكمن في إنجاز انتقال سياسي مدني حقيقي يضع السودان في المسار الديمقراطي ويبتعد به عن الشموليات الدكتاتورية».
ونفى حمودة، وجود أي مانع لمشاركتهم في أي مفاوضات سلام مستقبلية، قائلا إن "من المطلوب استصحاب الرؤية المدنية لمستقبل السودان، فرسم المستقبل السياسي السوداني هو بالأساس مسؤولية الجهات السياسية السودانية".
جاءت تصريحات المتحدث باسم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية في السودان (تقدم) بعد أن أعلنت «القوة المشتركة» التي تجمع عددا من الحركات المسلحة في إقليم دارفور، خروجها عن الحياد والقتال إلى جانب الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع "أينما وُجدت".
وأعلن رئيس مجلس الصحوة الثوري وزعيم قبيلة المحاميد في إقليم دارفور بغرب السودان، موسى هلال، انحيازه الكامل للجيش السوداني في القتال ضد قوات الدعم السريع.
وهلال هو مؤسس ميليشيات الجنجويد التي تكونت من قبائل عربية في إقليم دارفور وقاتلت الحركات المسلحة هناك إلى جانب الجيش السوداني في الحرب الأهلية التي اندلعت بالإقليم في عام 2003.
وتثير الحرب بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع تحذيرات من مجاعة، وشردت الملايين وقتلت الآلاف في تبادل إطلاق النار وأفسحت المجال لعمليات قتل عرقية على يد قوات الدعم السريع وميليشيات متحالفة معها.
و من المرجح أن تمتد الحرب لمدينة الفاشر، آخر معقل للجيش في منطقة دارفور، وسط تحذير كثيرين من كارثة إنسانية.
اقرأ المزيد
الجيش السوداني يتصدى لـ «ثالث هجوم مسيرات» منذ اندلاع الحرب (فيديو)