رئيس موريتانيا يتحدى دعوات مضادة لـ «ترشحه للرئاسة»
في وقت تبنت فيه المعارضة الموريتانية حملة ضد ترشحه لفترة رئاسية جديدة، أعلن الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني في رسالة موقّعة باسمه يوم الأربعاء ترشّحه للانتخابات الرئاسيّة المنتظر إجراؤها في 29 يونيو حزيران المقبل.
ولفت ولد الشيخ الغزواني في الرسالة التي وجهها للموريتانيين إلى قرار خوض الانتخابات لنيل ثقة الشعب لولاية جديدة، قائلا إنه عمل «منذ اليوم الأول لتولي الرئاسة بكل قوة وصدق ودون كلل على التنفيذ الأمين لمقتضيات العقد الانتخابي» الذي على أساسه تم انتخابه، حسب وكالة أنباء العالم العربى.
تعهدات
وتعهد ولد الشيخ الغزواني بأنّه سيواصل العمل خلال ولايته الثانية على دمج الفئات الهشّة اقتصاديّا واجتماعيّا وتحسين ظروفها المعيشيّة وتعزيز نفاذها إلى الخدمات الأساسية.
وكانت أحزاب وتشكيلات معارضة قد استنكرت في فبراير الماضي دعوات أحزاب الأغلبية في موريتانيا لإعادة ترشيح الرئيس محمد ولد الغزواني لعهدة رئاسية ثانية، «في ظل ما عرفته عهدته المنتهية من ضعف في الإنجاز، وتزوير للانتخابات، وقمع للحريات»
وقالت 6 أحزاب سياسية، في مقدمتها التجمع الوطني للإصلاح والتنمية و تواصل، إنه «في ظل ما يعيشه عامة الشعب الموريتاني من ظروف صعبة، نتيجة التصاعد المتواصل لأسعار المواد الأساسية، وتهاوي قيمة الأوقية، وانتشار الفساد والمحسوبية، وشبح الجفاف الذي يخيم على مناطق واسعة من البلاد، ويثير مخاوف وقلق السكان، وفي ظل فشل مزمن للحكومة، وما أظهره تقرير الوزير الأول أمام البرلمان من عجز وانعدام للإنجاز، وضبابية في الرؤية والتخطيط، ومع ما تعيشه الحريات العامة في البلاد من تدهور خطير، بدءا من منع ترخيص الأحزاب للقوى السياسية الراغبة في الترخيص، مرورا بقمع النواب البرلمانيين داخل قبتهم وخارجها، بعد أن أطبق هذا القمع على الشعب وقواه الحية من طلاب، ومنقبين، وعمال، ونشطاء حقوقيين، وإعلاميين ومدونين، ومع إصرار الحكومة وتماديها في تجاهل هذا الواقع، وما يحيط بالبلاد من أزمات خطيرة، وإصرارها على المضي في أجنداتها الأحادية في كل المجالات، وتجاهل واقع الشعب، ومطالبه، وأولوياته، وتطلعات قواه الحية” فإنها تجدد رفضها لوثيقة الميثاق الجمهوري وللمسار الأحادي الذي اعتمدت من خلاله»
وتابع البيان:« ندين دعوات أحزاب الأغلبية لإعادة ترشيح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لعهدة ثانية، في ظل ما عرفته عهدته المنتهية من ضعف في الإنجاز، وتزوير للانتخابات، وقمع للحريات».
فشل تنموي مزمن
وجدد البيان «التأكيد على أن تقرير الحكومة المقدم من الوزير الأول أثبت ما يعيشه المواطن يوميا، من ترد للخدمات المعيشية، وفشل تنموي مزمن، وفساد متسيد، وإهمال حكومي شامل»
الدعوة إلى حوار وطني شامل
ودعت الأحزاب إلى «حوار وطني شامل، يجنب البلاد المخاطر التي عرفتها بلدان مجاورة ومشابهة لا يختلف عنها بلدنا في شيء، ويضمن التوصل إلى حلول توافقية لكل مشاكل البلاد، ويحقق تنظيم انتخابات رئاسة شفافة، تمنع تكرار التزوير الفج وغير المسبوق، الذي عرفته الانتخابات التشريعية والجهوية والبلدية العام الماضي».
وأعلنت اتفاقها على الدخول في مسار مشترك في الانتخابات المقبلة، سواء عبر خيار موحد، أو خيارات متعددة، وفق نص البيان.
أوساط مطلعة تشير إلى أن الإخوان في موريتانيا فقدوا الكثير من قدراتهم على التأثير، ولم تعد أصواتهم مسموعة