مصر تختبر «الفرصة الأخيرة» لوقف العدوان على غزة
تجري مصر محاولات مكثفة خلال الأسابيع الأخيرة لإنقاذ "الفرصة الأخيرة" أمام إمكانية وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتوقف إلى هدنة تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار، بالإضافة إلى إثناء الاحتلال عن شن عملية عسكرية برية في رفح.
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، السبت، أن الأولوية القصوى لبلاده هي وقف نزيف الدم الفلسطيني من خلال العمل المكثف مع مختلف الأطراف لوقف إطلاق النار، وذلك بالتزامن مع مشاركة وزير الخارجية سامح شكري في الاجتماع التشاوري الوزاري للمجموعة العربية السداسية الذي عقد في الرياض، وأكد في بيانه الختامي ضرورة إنهاء الحرب في قطاع غزة والتوصل إلى وقف فوري وتام لإطلاق النار.
أسفر اجتماع الرياض السداسي عن النتائج التالية:
1- ضرورة ضمان حماية المدنيين في غزة، وفقًا للقانون الإنساني الدولي.
2- رفع كافة القيود التي تعرقل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
3- دعم كافة الجهود الرامية إلى الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة.
4- اتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين.
5- الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.
6- قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة.
7- الرفض القاطع لأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه.
8- الرفض القاطع لأي عملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية.
9- التحذير من استمرار الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة التي تقوض حل الدولتين.
10- تنسيق المواقف العربية والرسائل التي يجرى توجيهها إلى الشركاء الدوليين.
تهديد لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل
من جانبه، يرى عضو المجلس المصري للشئون الخارجية السفير رخا أحمد حسن أن تأكيدات السيسي في كافة المناسبات على ضرورة وقف إطلاق النار ورفض اجتياح رفح تعد رسائل تحذيرية إلى إسرائيل وكافة القوى الفاعلة بشأن خطورة الموقف.
وقال حسن لوكالة «أنباء العالم العربي «إن إسرائيل تبدو جادة في القيام بعملية عسكرية لاقتحام رفح، وهو ما يهدد بشكل كبير اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، الأمر الذي تخشاه إسرائيل وكافة القوى الداعمة لها».
لكن على نحو مغاير، تبدو أميركا تبدو جادة هذه المرة في الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار، بسبب وصول تداعيات الحرب في غزة إلى الداخل الأميركي وانتشار المظاهرات المناهضة للحرب في الجامعات الأميركية، بحسب عضو المجلس المصري للشئون الخارجية.
وتابع السفير رخا: «أميركا تريد حماية إسرائيل بعد الإدانات الدولية للحرب واحتمال مثول قادة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وحتى الآن لم تحقق إسرائيل أية نتائج سوى تدمير القطاع وهدم البنية التحتية».
على هذا النحو سيشكل اللقاء المقرر لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وأعضاء المجموعة العربية في الرياض، خطوة مهمة على طريق الوصول لوقف إطلاق النار.
تفاهمات سريعة حول ورقة مصرية
ونقلت وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر أمني رفيع المستوى قوله إن مصر تعمل على التواصل مع قيادة حركة حماس في قطاع غزة بشكل مباشر من أجل الوصول إلى «تفاهمات سريعة" حول ورقة جديدة تطرحها القاهرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وذكرت وسائل إعلام مصرية أن تقدمًا ملحوظًا حدث في محاولات تقريب وجهات النظر بين الوفدين المصري والإسرائيلي بشأن الوصول إلى هدنة بغزة.
الانسحاب القطر التكتيكي
أما أستاذ العلوم السياسية الدكتور طارق فهمي فيقول إن مصر تبذل جهودًا كبيرة لوقف الحرب، خاصة أن هذه التحركات قد تكون الفرصة الأخيرة لمنع إسرائيل من اجتياح رفح، لافتا إلى أن مصر أصبحت الطرف الوحيد في الوساطة خلال الفترة الأخيرة بعد «الانسحاب القطر التكتيكي» من الوساطة، حسب تعبيره.
ونجحت الوساطة المصرية القطرية بدعم أميركي في 24 نوفمبر الماضي، في إقرار أول هدنة بالقطاع، والتي دامت أسبوعا واحدا، وجرى خلالها إطلاق سراح 105 من المحتجزين في قطاع غزة مقابل 240 أسيرا فلسطينيا في السجون الإسرائيلية.
وقال طارق فهمي إن «مصر تضع كافة الأطراف سواء حماس أو إسرائيل والقوى العالمية أمام مسؤولياتها، لمنع تدهور الأوضاع في القطاع حال قيام إسرائيل باجتياح رفح»، مشيرًا إلى أن القاهرة تتحرك في الاتجاهين وتنتظر ردود الطرفين على الورقة المصرية باعتبارها الفرصة الأخيرة لمنع المزيد من التدهور في الأوضاع.
تتركز محددات الموقف المصري في:
- عدم السماح بتهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء.
- التحذير من العواقب الخطيرة لاجتياح إسرائيل رفح واحتلال محور فيلادلفيا.
- ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في القطاع.
- الممارسات الإسرائيلية قد تتسبب في اتساع رقعة الصراع في المنطقة.
- ضرورة التهدئة وخفض التصعيد ونزع فتيل التوتر حفاظا على أمن واستقرار المنطقة.
ويعد محور فيلادلفيا الذي يمتد على طول الحدود المصرية مع القطاع بطول 14 كيلومترا، منطقة عازلة بموجب اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979.
وانسحبت إسرائيل من تلك المنطقة في عام 2005 بموجب خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، أرئيل شارون، التي غادرت فيها القوات الإسرائيلية كل قطاع غزة وتم تفكيك المستوطنات. ووقعت إسرائيل مع مصر في ذلك العام «اتفاق فيلادلفيا» ليكون ملحقاً لاتفاقية السلام.
اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية
وفي يسباق متصل، شارك وزير الخارجية المصري سامح شكري اليوم الأحد بالرياض في اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية بشأن التطورات في قطاع غزة، وذلك برئاسة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وحضور نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الأردنية أيمن الصفدي، ووزير خارجية تركيا هاكان فيدان، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، ووزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية الدكتور محمد بن عبد العزيز الخليفي.
وبحث الاجتماع، آليات تكثيف العمل العربي والإسلامي المشترك للتوصل إلى وقف فوري لإنهاء الحرب على قطاع غزة، وضمان حماية المدنيين وفقاً للقانون الإنساني الدولي، وإيصال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة لجميع أنحاء القطاع، بالإضافة إلى مواصلة كافة الجهود الرامية إلى الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة، بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني، بحسب بيان للخارجية المصرية.
وناقش الاجتماع العمل على اتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذ حل الدولتين، والاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو لعام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة، مؤكدين أن قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، ورفضهم القاطع لأية محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه، وأية عملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية.
فرض عقوبات فاعلة على إسرائيل
وأكد الوزراء ضرورة فرض المجتمع الدولي عقوبات فاعلة على إسرائيل، بما في ذلك وقف تصدير السلاح إليها ردًا على خرقها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وجرائم الحرب التي ترتكبها في غزة والضفة الغربية المحتلة، مشددين على ضرورة تفعيل الأدوات القانونية الدولية لمحاسبة المسؤولين الإسرائيلين عن هذه الجرائم، وضرورة وقف إرهاب المستوطنين واتخاذ مواقف واضحة وصارمة ضده.
اقرأ أيضًا:
«السداسي العربي» يتفق على 10 ثوابت بشأن غزة
لاعبون دوليون في السعودية لوقف العدوان على غزة.. ونصيحة أميركية لإسرائيل بشراء «خاطر» الرياض