نائب قطري يثير غضبا داخل أروقة مجلس النواب الأميركي

نائب قطري يثير غضبا داخل أروقة مجلس النواب الأميركي
النائب القطري عيسى النصر
القاهرة: خليجيون

أثارت تصريحات عضو مجلس الشورى القطري عيسى النصر التي اعتبر فيها أن «هجوم حماس في السابع من أكتوبر هو بداية النهاية للاحتلال الإسرائيلي»، غضب عضو مجلس النواب الأميركي.

ودعا عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي الديمقراطي براد شيرمان قطر إلى التنصل رسميا من تصريحات عضو مجلس الشورى القطري عيسى النصر.

وقال النائب الأميركي في تغريدة على موقع «X»: «تحدثت مع سفير قطر لدى الولايات المتحدة الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني. أعلم أن السفير لا يتفق مع التصريحات الفاضحة للنائب القطري عيسى النصر».

وقال عيسى أمام جلسة بالجامعة العربية، إنه «لن يكون هناك سلام أو تفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي»، وبرر ذلك بالقول: «لأن عقيدتهم أصلا لا تعترف بالتفاوض، بل بالمراوغة ونقض العهود والكذب».

وتابع النائب القطري قائلا عن الاحتلال الإسرائيلي: «لقد مضى على المبادرة العربية 22 عاما ولم يعترفوا بها، هم يعترفون بشيء واحد فقط وهو القتل».

ورأى النصر أن عملية «طوفان الأقصى» وهو الاسم الذي أطلقته حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) على هجومها على مدن ومناطق الأراضي المحتلة في 7 أكتوبر، هي «مقدمة للقضاء على فساد الكيان الصهيوني الثاني في الأرض، وبداية إن شاء الله لنهاية دولتهم» على حد قوله.

ومنذ أشهر، تقود الدوحة التي تستضيف مكتبًا سياسيًا لحماس منذ 2012 بمباركة واشنطن، جهود وساطة مع مصر والولايات المتحدة، للتوصل إلى هدنة في غزة والإفراج عن رهائن إسرائيليين محتجزين في القطاع مقابل تحرير أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

لكن مع تعثّر المفاوضات في الآونة الأخيرة وتوجيه مناشدات أميركية وإسرائيلية لقطر للضغط على حماس، أعلنت الدولة الغنية بالغاز أنها تعيد تقييم دورها كوسيط خصوصًا بسبب انتقادات وجهها إليها وزراء في حكومة بنيامين نتنياهو.

ويقول الخبير في شؤون الطاقة والجيوسياسة في معهد «تشاتام هاوس» البريطاني نيل كويليام لوكالة فرانس برس إن «الوسطاء لا يردّون عادةً». ويضيف أن القطريين «تلقوا الكثير من الانتقادات من الإسرائيليين، من نتنياهو بشكل مباشر، وكذلك من أعضاء في الكونغرس» الأميركي مشيرًا إلى أن «الطريقة التي أرى فيها الأمر هي أنهم (القطريون) طفح كيلهم».

في مؤتمره الصحفي هذا الأسبوع، انتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري تصريحات مسؤولين إسرائيليين بشأن قطر مشيرًا إلى أنها واحد من الأسباب التي دفعت الدوحة إلى إعادة النظر في دورها في الوساطة. فقال «ليس سرًا أن هناك تصريحات على لسان عدد من المسؤولين الإسرائيليين بينهم وزراء في حكومة نتانياهو تحدثوا بشكل سلبي عن الوساطة القطرية، وهؤلاء يعلمون جميعًا ما هو الدور القطري وطبيعته وتفاصيله خلال المرحلة السابقة».

واتّهمهم بـ «اختلاق أكاذيب.. .من باب فقط التموضع السياسي في إطار الدورة الانتخابية في بلادهم» مشيرًا إلى أن ذلك «لا يبرر بأي شكل من الأشكال الاعتداء على الوسيط».

قطر تتصدى لمنتقديها

ويصف خبير الجيوسياسة جيمس دورسي رد فعل قطر بأنه حملة «تصد» لمنتقديها. ويرى أنه «من المدهش أيضًا أن يقوم أحد الأطراف الذي يفترض أنه يحتاج الى تلك الوساطة، بمهاجمة الوسيط»، في إشارة إلى الانتقادات الإسرائيلية.

في يناير، قالت قطر إن نتنياهو أضرّ بالمفاوضات، ردًا على تسجيلات صوتية مسرّبة اعتبر فيها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الدوحة وسيطًا يمثل «إشكالية»، بسبب علاقتها بحماس. بعد شهر، قال نتانياهو أمام قادة أميركيين يهود إنه ينبغي مطالبة قطر بالضغط على حماس للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، معتبرًا أن الحركة تتلقى تمويلًا من الدولة الخليجية.

الشيخ تميم بن حمد أمير قطر. (الإنترنت)
الشيخ تميم بن حمد أمير قطر. (الإنترنت)

وردّ الأنصاري آنذاك على منصة «إكس» قائلًا إنّ قطر ترفض «الاتهامات الخاوية» مؤكدًا أن المساعدات القطرية تقدم إلى فلسطينيي غزة وليس لحركة حماس، وأن ذلك يتمّ بالتنسيق مع إسرائيل والولايات المتحدة ومصر والأمم المتحدة، "كما هو معلوم" لنتانياهو شخصيًا.

واندلعت الحرب في غزّة في السابع من أكتوبر الماضي، إذ تشنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات قصف وهجوم بري واسع على قطاع غزة ما أدى إلى استشهاد أكثر من 34 ألف شخص معظمهم نساء وأطفال، بحسب وزارة الصحة في القطاع.

اقرأ المزيد

بث مباشر.. شاهد مباراة الزمالك و دريمز في الكونفدرالية

الوساطة القطرية «تحت المراجعة»: سيناريو أميركي متوقع بعد أن «طفح الكيل»

أهم الأخبار