«خليجيون»| طموح محمد بن سلمان أمام ضغوط غربية لـ«تطبيع مجاني»
يرصد مراقبون إلحاحًا غربيًا على المملكة العربية السعودية لقبول التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي دون شروط، وربما تحت ضغوط اقتصادية في الكواليس، لكبح طموحات الأمير الشاب محمد بن سلمان، رغم رهن الرياض مسبقًا تلبية هذا الأمر بحل الدولتين وإنهاء الصراع بين فلسطين والاحتلال.
ومؤخرا، كشفت تقارير صحفية غربية أن السيناتور الجمهوري الشهير ليندسي جراهام كثف الضغوط على البيت الأبيض، وحث المسؤولين على تسريع الجهود للتوسط في اتفاق تطبيع تاريخي بين السعودية والأراضي المحتلة، حسبما ذكر في مقابلة مع شبكة «سي إن إن».
ضغوط اقتصادية
ويربط الدبلوماسي المصري سابقًا السفير أحمد القويسني، هذه الضغوط السياسية بضغوط أخرى في (المكاتب المغلقة)، تنخرط في تحييد رؤية المملكة السعودية في الخروج من عباءة الاقتصاد النفطي، عبر عرقلة خططها وطموحاتها المستقبلية.
ويقول القويسني في تصريح إلى «خليجيون»: «هناك تحدٍ سعودي في القبول بالتطبيع دون شروط، فيما جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن عدوانًا على قطاع غزة أو بالإصرار على موقفها الذي يشترط الاعتراف بحل الدولتين في مقابل التطبيع وهو ما لا تقبله إسرائيل».
ويرجع السفير المصري الحيرة السعودية إلى حالة الانقسام العربي الذي صنّف البلدان العربية حسب اقتصادها ومدى علاقاتها مع أميركا، وهو ما جعل كل بلد في خندق منفرد، على حد قوله.
التأثير التحويلي المحتمل
ويحاول الغرب التسويق للتطبيع وفق أجندة، عبَّر عنها جراهام بالحديث عن التأثير التحويلي المحتمل لمثل هذا الاتفاق، مؤكدا أنه يمكن أن ينهي الصراع العربي الإسرائيلي بشكل فعال، ويعزل إيران، ويقدم الأمل للفلسطينيين بينما يعزز أمن الاحتلال الإسرائيلي.
الدفاع المشترك
وفي هذا السياق يرى السيناتور الأميركي أهمية معاهدة الدفاع المشترك بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية لتسهيل الاعتراف السعودي بإسرائيل، وهو جانب حاسم من الصفقة المقترحة. وأكد جراهام أنه من دون مثل هذا الاتفاق، سيكون التقدم في حل القضية الفلسطينية بعيد المنال.
وبالنظر إلى المستقبل، حثَّ جراهام البيت الأبيض على اغتنام الفرصة وحشد الدعم من الحزبين للمعاهدة، مشيرًا إلى أن ترامب سيحصل على الائتمان المستحق إذا جرى تنفيذ الصفقة على أساس الأساس الذي وضعته اتفاقيات أبراهام لعام 2020.
الخيار الصعب
لم يكن جراهام وحده على هذا المسار، ففي مقال كتبه الصحفي الأميركي توماس فرايدمان حول «الخيار الصعب» الذي أصبح أمام رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو بين اجتياح رفح للسيطرة عليها أو تطبيع العلاقات مع السعودية، وسط مساعٍ دبلوماسية لإنهاء الحرب على غزة في وقت يزداد فيه التقارب مع الرياض.
ويرى فريدمان أن «التطبيع مع السعودية، وتشكيل قوات حفظ سلام عربية وتحالف أمني تقوده الولايات المتحدة في المنطقة ضد إيران، سوف يكون له ثمن مختلف يتضمن التزام الحكومة الإسرائيلية بالعمل في اتجاه دولة فلسطينية وسلطة فلسطينية، بالإضافة إلى دمج الاحتلال الإسرائيلي في التحالف الأمني العربي الإسرائيلي بقيادة أميركية».
بدعوة من المملكة العربية السعودية.. عقد الاجتماع الوزاري للمجموعة العربية السداسية في الرياض لبحث تطورات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة
— وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) April 27، 2024
ويراهن مراقبون على مطالب جديدة من واشنطن تجاه الرياض، تزامنًا مع زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى السعودية في أول محطة من جولة أوسع في الشرق الأوسط، تهدف إلى مناقشة الوضع في غزة بعد الحرب مع الشركاء العرب.
وربما يكون التطبيع على رأس مطالب بلينكن ليس للسعوديين فقط، بل أيضًا سيعقد اجتماع أشمل مع نظرائه من خمس دول عربية هي قطر ومصر والسعودية والإمارات والأردن لإجراء المزيد من النقاش حول شكل الحكم في قطاع غزة بعد الحرب.