«خليجيون» تستكشف أجندة زيارة أمير الكويت لمصر
في زيارة هي الأولى منذ توليه مقاليد الحكم في ديسمبر الماضي، يزور أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، اليوم الثلاثاء، مصر لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيرها وقضايا المنطقة وتطورات الأحداث الإقليمبة.
فيما يتوقع متابعون للشأن العربي أن تستكشف مباحثات مشعل والسيسي آفاق التعاون الاقتصادي بعد 5 أشهر من تولي أمير الكويت الحكم، علاوة على مشكلة وقف الكويت تأشيرات العمالة المصرية، وسط تساؤلات عن التهديد المتوقع الذي قد تواجهه قناة السويس وسد مبارك جراء مشروع «طريق التنمية».
تأثير مشروع طريق التنمية على قناة السويس وسد مبارك
ولم يستبعد المحلل السياسي الكويتي عايد المناع في تصريح إلى «خليجيون» أن تكون «التأثيرات السلبية التي قد تنتج عن مشروع طريق التنمية على مستقبل قناة السويس المصرية وميناء مبارك الكويتي على جدول أعمال المباحثات»، داعيًا إلى بحث مخارج لهذا الملف.
يوم الإثنين الماضي، أبرمت كل من الإمارات وتركيا والعراق وقطر مذكرة تفاهم رباعية للتعاون حول مشروع «طريق التنمية»، خلال اجتماع في العاصمة العراقية، بغداد.
ومشروع «طريق التنمية» عبارة عن طرق برية وسكة حديد تمتد من العراق إلى تركيا وموانئها، يبلغ طوله 1200 كيلومتر داخل العراق، ويهدف إلى نقل البضائع بين أوروبا ودول الخليج.
ويقول المحلل السياسي الكويتي عايد المانع إن «طريق التنمية الجديد يربط بين قطر والإمارات وميناء فاو العراقي ثم تركيا ومنها إلى أوروبا حيث نقل البضائع، وحتى الآن على الناحية النظرية له تأثير على ميناء مبارك وسيبدأ المشروع في 2028، لكن في نفس الوقت الكويت ستجد مخارج أخرى عبر تحالف سعودي تركي كويتي».
كما ينوه المانع إلى طريق آخر يمتد من الهند إلى الأراضي المحتلة عبر الإمارات والأردن متوقعا أن يزيد من تهديد نسبة حركة الملاحة في قناة السويس، في وقت تعاني من التوترات القائمة في البحر الأحمر بسبب العمليات الحوثية.
تأكيد للعلاقات الأخوية
زيارة أمير الكويت إلى مصر تتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة منذ أكتوبر الماضي، وبعد يوم واحد من زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ولقاءاته مع مسؤولين خليجيين لبحث التهدئة والتطبيع مع إسرائيل.
ويقول المحلل السياسي عايد المناع: «السياسة لم تكن بعيدة عن المنطقة العربية سواء في الخليج أو قطاع غزة ومن المتوقع أن تتضمن جانب من المحادثات بين الرئيس المصري وأمير الكويت».
ويتابع: «أمير الكويت زار مصر رسميا خلال مؤتمر القاهرة للسلام حينما كان نائبًا للأمير الراحل، إذ تحدث آنذاك عن رؤية الكويت لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وهو تنفيذ قرارات الشرعية الدولية بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1976 في أن تقوم حدود بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فضلا عن وجود سلطة فلسطينية تتولى شئون الفلسطينين لا دخل للاحتلال الإسرائيلي في شؤونها».
ويلفت إلى أن «الكويت ومصر علاقتهما بالقضية الفلسطينية تاريخية، إذ لا أحد ينكر أن الكويت شاركت في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973 وقدمت العديد من الشهداء في هذه المعارك والدم المصري والكويتي امتزج في هذه الحقبة».
زيادة العمالة المصرية
من جهة أخرى، من غير المستبعد أن يكون ملف العمالة المصرية في الكويت على أجندة مباحثات مشعل والسيسي، خصوصا بعدما أصدرت السلطات الكويتية الاسبوع الماضي، أوامر بإيقاف منح تأشيرات العمل للمصريين التي تمكنهم من دخول البلاد وقررت أيضا تعطيل إصدار تصاريح عمل جديدة، اعتبارا من منتصف الأسبوع.
القرار الكويتي جاء انطلاقا من الرغبة في وضع ضوابط جديدة ومشددة على عمليات استقدام العمالة المصرية، وأن تكون الأولوية لإصدار التصاريح لحملة الشهادات العليا والتخصصات المطلوبة لسوق العمل الكويتي. وتقول وسائل الإعلام المحلية إن أبرز أسباب الوقف هي الشكاوى التي تلقتها الجهات المعنية من أصحاب العمل.
ورغم ذلك يتنبأ المناع بزيادة العمالة المصرية، قائلا: « العمالة المصرية يمكن أن تقترب من المليون وهذا رقم كبير جدًا وقد يزداد العدد مع المشاريع التنموية القادمة»، لافتا إلى أن «الاستثمارات الكويتية ضخمة وتزيد في مشاريع البنية التحتية وتتطلب مزيدا من العمالة».