إشارات إيجابية حول هدنة غزة المحتملة
بدت خلال الساعات الماضية مؤشرات إيجابية بشأن قرب التوصل على اتفاق لإقرار هدنة تقضي بوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين، وذلك في ضوء مناقشات استضفتها القاهرة مؤخرًا واتصالات هاتفية للرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد.
تفاؤل مصري
وبعد انتهاء جولة المفاوضات وتسليم ممثلي حماس اقتراح الهدنة، صدر عن القاهرة تصريحات إيجابية تشير إلى تفاؤل بشأن الوصول إلى اتفاق هدنة، حيث قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن بلاده متفائلة إزاء اقتراح للهدنة وإطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة، لكنها تنتظر ردًا على الاقتراح من إسرائيل وحماس.
وفي حين تشعر القاهرة بقلق من احتمال قيام الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ عملية برية في رفح على الحدود مع مصر، فإنها بذلت جهودًا حثيثة في الأيام القليلة الماضية لإحياء المفاوضات المتوقفة لإقرار هدنة.
وقال شكري خلال جلسة ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض: «نأمل بأن يكون الاقتراح قد أخذ في الاعتبار موقف الجانبين وتوخى كسب الاعتدال من الجانبين ونحن في انتظار القرار النهائي».
تعديلات على شروط حماس
ونقلت وكالة رويترز عن مصدرين أمنيين مصريين، أن «وفدًا من حماس غادر القاهرة في وقت متأخر الإثنين، للتشاور مع قيادة الحركة بشأن الاقتراح الأحدث المعدل، ومن المتوقع أن يعود بالرد خلال يومين».
وقال المصدران الأمنيان إنه «جرى إدخال بعض التعديلات على شروط الوقف النهائي لإطلاق النار في غزة الذي طالبت به حماس، وكذلك مطلب الحركة الانسحاب الإسرائيلي من القطاع».
وأعلنت حماس، السبت، تلقيها رد إسرائيل الرسمي على أحدث مقترح لها بخصوص وقف إطلاق النار، مضيفة أنها ستدرسه قبل أن تسلم ردها.
وخلال مناقشات الرياض قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن الحكومة الإسرائيلية «مسؤولة عن معارضة حل الدولتين لإسرائيل والفلسطينيين، الذي يمكن أن يحقق السلام الدائم»، مضيفًا: «(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو يقول إنه يريد النصر في غزة، لكنه لم يجلب إلا الهزيمة الكاملة لإسرائيل.. وجعل إسرائيل دولة منبوذة».
اتصالات بايدن والسيسي وتميم
في الأثناء أجرى الرئيس الأميركي، جو بايدن، الإثنين، اتصالين هاتفيين مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، حيث حث على بذل كل الجهود لضمان إطلاق سراح المحتجزين.
وقالت الرئاسة المصرية إن السيسي وبايدن بحثا آخر التطورات بخصوص المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار في غزة، ومخاطر التصعيد العسكري المحتمل في رفح، مضيفة أن الاتصال تناول آخر مستجدات المفاوضات الجارية والجهود المصرية للتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة ووقف لإطلاق النار وتبادل الرهائن.
وذكرت الرئاسة المصرية، في بيان، أن الرئيسين شددا خلال الاتصال على «خطورة التصعيد العسكري في مدينة رفح الفلسطينية، لما سيضيفه من أبعاد كارثية للأزمة الإنسانية المتفاقمة بالقطاع فضلا عن تأثيراته على أمن واستقرار المنطقة».
وأكد السيسي ضرورة النفاذ الكامل والكافي للمساعدات الإنسانية، مستعرضا الجهود المصرية المكثفة في هذا الصدد، كما أكد الزعيمان ضرورة العمل على منع توسع دائرة الصراع، وجددا تأكيد أهمية حل الدولتين باعتباره سبيل تحقيق الأمن والسلام والاستقرار بالمنطقة.
في حين قال الديوان الأميري في قطر في بيان، إن بايدن وأمير قطر بحثا «تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وجهود البلدين من أجل التوصل لاتفاق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة».
صفقة خلال أيام
ونقلت وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر مطلع على مفاوضات الهدنة قوله اليوم الثلاثاء إن صفقة بين الطرفين باتت وشيكة وقد يجرى التوصل إليها خلال بضعة أيام إذا جرى الانتهاء سريعًا من بعض الإشكاليات التي تعيق التنفيذ.
وكشف المصدر المقرب من الوسطاء أن المقترح المصري يحظى بقبول لدى الطرفين إلا أن الإشكالية تتعلق في عدد المحتجزين لدى حركة حماس من الفئة العمرية والطبيعة الوظيفية المطلوب الإفراج عنهم ضمن المقترح.
وقال إن «هذه العقبة يمكن تجاوزها من خلال عدد أيام التهدئة التي يمكن التوافق عليها، حيث إن المطروح ستة أسابيع وقد يتم تقليص هذه الأيام إذا لم تتمكن حماس من إطلاق سراح أكثر من 20 محتجزًا».
وأوضح المصدر أن حركة حماس لم تتخل حتى الآن عن مطلبها السابق بإعلان انتهاء الحرب على قطاع غزة، لكنها باتت مستعدة لبحث هذا الأمر خلال فترة الهدنة وتنفيذ الجزء الأول من الصفقة.
وتوقع أن يتضمن رد حركة حماس مطالبة بإيضاحات حول قضية عودة المدنيين إلى شمال غزة وأعدادهم، وما إذا كانت عودتهم محدودة وستتم في إطار ضوابط.
وذكر تلفزيون القاهرة الإخبارية الليلة الماضية أن وفد حماس غادر العاصمة المصرية وسيعود مرة أخرى برد مكتوب على مقترح صفقة التهدئة.