اختراق صيني للملف الفلسطيني.. دعم جديد أم مناكفة للغرب؟
أعلنت الصين، اليوم الثلاثاء، عن استضافة محادثات بين حركتي حماس وفتح في إطار محاولة لدعم المصالحة الفلسطينية، بوصفها أحدث لاعب يدخل على خط القضية الفلسطينية، فهل يكون داعمًا جديدًا أم مناكفًا للغرب؟
وقالت وزارة الخارجية الصينية إن حركتي فتح وحماس أجرتا محادثات في بكين، و«عبَّرا عن رغبة سياسية في تحقيق مصالحة فلسطينية من خلال الحوار»، لافتة إلى أن «ممثلين عن الحركتين قدموا إلى بكين في الآونة الأخيرة، لإجراء حوار عميق وصريح لتعزيز المصالحة».
أفكار للحوار المستقبلي
وبحسب الخارجية الصينية، فإن الجانبين اتفقا على مواصلة الحوار لتحقيق وحدة فلسطينية في أقرب وقت، حيث عبَّرا عن تقديرهما البالغ لدعم الصين للشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن الطرفين توصلا إلى اتفاق بشأن أفكار للحوار المستقبلي، وأنهما اتفقا على مواصلة الحوار لتحقيق وحدة فلسطينية في أقرب وقت.
وأظهرت الصين في الآونة الأخيرة تأثيرًا دبلوماسيًا متزايدًا في الشرق الأوسط، حيث تتمتع بعلاقات قوية مع الدول العربية وإيران. وتوسطت بكين العام الماضي في التوصل إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الخصمين الإقليميين السعودية وإيران.
وخاضت فتح وحماس مفاوضات للمصالحة الوطنية في عدة عواصم عربية وأجنبية، على رأسها القاهرة والدوحة، قبل أن تتوقف تلك الجهود مع اندلاع أحداث السابع من أكتوبر.
وفي السابع من مارس الماضي، أعلنت الصين أنها تدعم عضوية كاملة لدولة فلسطينية في الأمم المتحدة، واصفة الحرب في غزة بأنها «وصمة عار على العالم المتحضر».
والجمعة الماضية، قال الناطق باسم الخارجية الصينية وانج وينبين: «ندعم تقوية السلطة الوطنية الفلسطينية، وندعم كل الفصائل الفلسطينية لتحقيق المصالحة، وزيادة التضامن عبر الحوار والتشاور».
اجتماعات فلسطينية في الصين
وكانت موسكو قد احتضنت اجتماعًا مماثلاً نهاية فبراير الماضي، لبحث تشكيل حكومة وحدة فلسطينية وإعادة إعمار قطاع غزة، وفق ما أعلن وقتها، إلا أنه لم يحقق تقدمًا كبيرا.
وكثف مسؤولون صينيون جهودهم في الدفاع عن الفلسطينيين في منتديات دولية خلال الأشهر القليلة الماضية، ودعوا إلى عقد مؤتمر سلام فلسطيني إسرائيلي واسع النطاق، ووضع جدول زمني محدد لتنفيذ حل الدولتين.
وعلى الرغم من أن المعلن هو ملف المصالحة، مع ضآلة فرص إحراز أي تقدم فيه، يقول متابعون إن الدعوة الصينية لا تقتصر عليه، إنما تأتي أيضًا ضمن مساعيها لدعم الموقف الفلسطيني في مجلس الأمن، والدفع للأمام باتجاه حل الدولتين، كما تتضمن رسالة أخرى لمواطنيها المسلمين ولمسلمي العالم.
كما لا تعتبر الصين حماس تنظيمًا إرهابيًا، ولم تدن عملية طوفان الأقصى، بل قالت إن «إسرائيل بالغت في رد الفعل على العملية»، كما استخدمت هي وروسيا حق الفيتو ضد مشروع قرار في مجلس الأمن لإدانة حماس على خلفية هجوم 7 أكتوبر 2023.
وتنافس الصين الدول الغربية في العديد من مناطق نفوذها، خاصة الشرق الأوسط، وهو ما يدفع المتابعين للاعتقاد بأن الموقف الصيني تجاه القضية الفلسطينية، مشفوع بهذه الأجندة.
اقرأ أيضًا:
القضية الفلسطينية على المائدة العربية الصينية في بكين
ليس إرهابا.. الصين أمام «العدل الدولية»: الكفاح الفلسطيني المسلح ضد إسرائيل حق مشروع