خليجيون| ما مخاطر التصعيد بين الغرب والإمارات بورقة «حميدتي»؟
حذر محللون من خطورة التصعيد المتبادل بين الإمارات العربية والمتحدة والغرب، على خلفية اتهامات أميركا وبريطانيا لأبوظبي بدعم قوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) ضد الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان في الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.
وفي تصريح مفاجئ، أطلقت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد ما قالت إنها مناشدة إلى جميع الدول، (بما في ذلك الإمارات)، التوقف عن تقديم الدعم لطرفي الحرب في السودان، وعلى المسار نفسه ذكرت صحيفة «ذا تايمز» البريطانية أن الإمارات الغت اجتماعات مع وزراء بريطانيين بعد اتهامها بتمويل جماعات شبه عسكرية في السودان
•السودان🇸🇩
•الإمارات🇦🇪
رسميًا وأمام مجلس الأمن السودان يتهم الإمارات:قال مندوب السودان لدى مجلس الأمن، الحارث إدريس، بأن السودان تواجه حالياً حربًا دفاعية ضد هجوم متعدد الجوانب. بمشاركة عدة دول، متهمًا الإمارات بتقديم الدعم المالي والعسكري للمتمردين..
pic.twitter.com/95k9ufbfkB— Idriss C. Ayat 🇳🇪 (@AyatIdrissa) January 29, 2024
اتهامات تحتاج لدليل
لكن الدكتورة ليلي الحسيني المتخصصة في الشأن السوداني تقلل من الاتهامات الموجهة لدولة الإمارات. وتشرح الحسيني في تصريح لـ «خليجيون» أن الصراع السوداني «مفتوح» وهناك أطراف خارجية كثيرة تعبث في السودان، مستطردة «لكن الأمر يحتاج إلى دليل قاطع تثبته الأمم المتحدة أكبر منه اتهامات مرسلة».لكنها تقول « اجراءات دولية يتخذها مجلس الأمن والأمم المتحدة حيال الدولة أو الجهة التي يثبت ضلوعها».
الحرب أكلت الأخضر واليابس
واندلعت الحرب في السودان قبل عام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، مما أدى إلى أكبر أزمة نزوح في العالم. وعبرت الأمم المتحدة في الأيام الماضية عن قلقها من هجوم وشيك محتمل لقوات الدعم السريع على الفاشر عاصمة ولاية شمال دافور السودانية، فضلا عن المجاعة التي تزحف على مئات الاف من السكان المحاصرين في مناطق الصراع المباشر.
وحسب سكان ووكالات إغاثة ومحللون «القتال من أجل السيطرة على الفاشر، وهي العاصمة التاريخية لمنطقة دارفور، قد يطول ويؤجج التوترات العرقية التي ظهرت على السطح خلال الصراع الذي دار في بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين في المنطقة».
وتتخوف الأمم المتحدة من أن «التاريخ يعيد نفسه في دارفور بأسوأ طريقة ممكنة»، وأضافت أن الفاشر «على شفا مذبحة واسعة النطاق».
اتهامات سودانية ونفي إماراتي قاطع
وفي رسالة وجهها مندوب السودان إلى رئيسة مجلس الأمن الحالية، فنيسا فرازير، قال المندوب إن «دعم الإمارات لميلشيا الدعم السريع الإجرامية التي شنت الحرب على الدولة والمواطنين يجعل الإمارات شريكة في كل جرائمها وفظائعها بما تترتب عليه من مسؤولية دولية وفقًا لأحكام القانون الدولي».
في المقابل رفض المندوب الإماراتي في الأمم المتحدة، محمد أبو شهاب، أمام مجلس الأمن الاتهامات السودانية وقال في رسالة للمجلس الدولي يوم 22 أبريل الجاري « نرفض رفضًا قاطعًا الادعاءات التي أدلى بها المندوب الدائم للسودان، والتي لا أساس لها من الصحة، وتتعارض مع العلاقات الأخوية الراسخة بين بلدينا، ويبدو للأسف أن هذه ليست أكثر من مجرد محاولة لصرف الانتباه عن الصراع وعن الحالة الإنسانية المتدهورة الناجمة عن استمرار القتال».
مدام الولايات المتحدة مصرة على تسمية "طرفي الصراع" و ما دايرة تتهم الإمارات ب صورة مباشرة رغم العارفاه
ما يلومونا على اي جهة تدعمنا
بعدين ليندا دي مش الكانت بترفع يدها في كل مرة ضد قرار مجلس الامن لصالح غزة!! https://t.co/TvGhjHLtCV— Talk about Sudan (@MohammedCeaser) April 30, 2024
الدكتور صفي الدين البربري الباحث في الشأن الخليجي، يعتبر زج الولايات المتحدة صراحة باسم الإمارات في خطاب أمام الأمم المتحدة «رسالة خطيرة خاصة في ضوء عدم وجود دليل قاطع على الاتهامات السودانية للدولة الخليجية». ويتساءل الباحث في اتصال مع «خليجيون» عن «أسباب عدم إظهار السودان لأدلة حقيقية وموثقة عن تورط أبو ظبي في القتال رغم النفي الرسمي».
ويرجح البربري أمورا خفية «في العلاقات الأميركية الإماراتية في ظل ظروف المنطقة أدت إلى الموقف الأميركي الأخير»، لافتا أن «هناك احتمال ضعيف أن تكون مندوبة الولايات المتحدة ناشدت الإمارات بعدم التدخل «بحسن نية» وانسياقا مع الاتهامات السودانية».
اقرأ أيضا:
تصريحات أميركية تورط الإمارات «علنا» في حرب السودان
اعتداء جنسي وضرب حتى الموت.. تفاصيل مروعة في وفاة مراهقة على يد الشرطة الإيرانية