3 سيناريوهات كارثية حال اجتياح رفح.. وهدنة مؤقتة قد تؤجل «الكابوس»
بينما يتزايد الحديث داخل سلطات الاحتلال عن قرب اجتياخ رفح الفلسطينية، تتواصل الجهود العربية والدولية للتوصل إلى اتفاق هدنة، يوقف الألة العسكرية الصهيونية قبل دخولها المدينة المتاخمة للحدود المصرية، في سيناريو «كابوس» متوقع.
وتحمل عملية اجتياح رفح سيناريوهات كارثية للمنطقة، وسط اتفاق بين الخبراء على أن عقد الصفقة المحتملة قد يؤجلها ولكن لن يلغيها، مع توقعات بأنها ستكون محدودة وليست موسعة بضوء أخضر أميركي، وفق تقارير إعلامية عدة.
وقال مسؤول إسرائيلي إن سلطات الاحتلال ستنتظر حتى مساء الأربعاء، لمعرفة رد حركة حماس على مقترح الهدنة في قطاع غزة، قبل إرسال وفد إلى القاهرة لإجراء محادثات حول وقف إطلاق النار، فيما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، نقلا عن مصدر أن جيش الاحتلال يقدر أنه خلال الـ48 إلى 72 ساعة القادمة سيتم اتخاذ القرار الذي سيشكل نهاية الحملة في قطاع غزة، الساعات المقبلة ستكون حاسمة، «إما صفقة رهائن مع حماس، أو الدخول إلى رفح».
ووصفت الصحيفة «العرض الإسرائيلي»، بأنه سخي ومرن، ويتضمن تخفيض عدد الرهائن المقرر إطلاق سراحهم خلال المرحلة الأولى ليصل إلى 33 (بعدما كان 40)، محذرة من أن «أسوأ الفروض هو رفض حماس».
نتنياهو يتوعد حماس
من جانبه، توعد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بتدمير كتائب حماس في رفح «سواء كان ذلك باتفاق (هدنة) أو بدونه»، وأن «العملية ستحدث قريبا» في رفح وسط مخاوف دولية من كارثة إنسانية برفح، جنوبي التي تأوي أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني، فارين من الحرب.
الخبير الفلسطيني أستاذ النظم السياسية والقيادي بحركة، جهاد الحرازين، أكد أن الاحتلال متمسك بسيناريو تنفيذ عملية اجتياح رفح، وقد تنفذه بعد إتمام الصفقة لاعتبارات منها وعود نتنياهو لناخبيه، والحرص على عدم تفتيت ائتلافه الذي يصر على هذا الاجتياح.
وقال إن ذلك سيحدث «في ظل ضوء أخضر أميركي، لتنفيذ العملية بشروط، وهي عدم استهداف المدنيين، وتصريحات نتنياهو بهدف تحقيق مكاسب أكبر»، متابعا «ستخسر إسرائيل دوليا بهذا الاجتياح حال تم سواء بالاتفاق أو غيره، وقد يشجع محكمة العدل الدولية على إصدار مذكرات اعتقال لمسؤولين إسرائيليين».
وأوضح أنه على المستوى الفلسطيني، «سيكون السيناريو أكثر سوءا، إذ تأوي رفح التي لا تتسع إلى 200 ألف ما يصل إلى نحو 1.5 مليون شخص، ومع سيناريو الاجتياح المؤكد باتفاق أو غيره، سنشهد أكبر كارثة إنسانية، إذ أن الحرب لا تفرق بين مدنى وآخر».
أما مصريا وعربيا، فحسب الحرازين «سيكون السيناريو الأقرب هو الاستمرار في رفض قوي وصريح لأي احتياج والسعي لإنجاز اتفاق هدنة في أسرع وقت، ولكن حال تمت الاجتياح فستكون له تداعيات، بينما المنطقة ستشهد تصعيدا جديدا».
زيارة بلينكن للمنطقة
وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، خلال زيارته الأراضي المحتلة أن الولايات المتحدة «مصممة على التوصل الى اتفاق هدنة مرفق بالإفراج عن الرهائن، بين إسرائيل وحماس».
وصرح بلينكن خلال لقائه الرئيس الصهيوني اسحق هرتزوغ: «حتى في هذه الأوقات الصعبة، نحن مصممون على التوصل إلى وقف لإطلاق النار يعيد الرهائن إلى ديارهم والتوصل اليه الآن. السبب الوحيد لعدم حصول ذلك هو حماس»، مضيفا: «التركيز على توفير ما يحتاجون إليه من مساعدة أو غذاء أو دواء أو مياه أو مأوى هو أيضا في أذهاننا بشدة».
وحسب مراقبين، تأتي مباحثات بلينكن ونتنياهو بشأن المساعدات بعد مرور نحو شهر على إصدار الرئيس الأميركي جو بايدن تحذيرا صارخا لنتنياهو، بأن «سياسة واشنطن يمكن أن تتغير إذا لم تتخذ إسرائيل خطوات لمواجهة ما يتعرض له المدنيون من أضرار ومعاناة إنسانية وكذلك مشكلة سلامة موظفي الإغاثة».
وكان بايدن هدد أيضا بأن يربط دعم إسرائيل خلال الهجوم في غزة باتخاذها خطوات ملموسة لحماية موظفي الإغاثة والمدنيين، ساعيا للمرة الأولى لاستغلال المساعدات الأميركية في التأثير على السلوك العسكري الإسرائيلي.
اقرأ أيضا:
«خليجيون» تفكك سيناريوهات اجتياح رفح
اسرائيل تدق طبول اجتياح رفح.. تحذير أوروبي شديد اللهجة
«روح» معجزة فلسطينية من رحم الموت في رفح
وأعلنت سلطات الصحة في غزة إن الهجوم الذي تشنه قوات الاحتلال على قطاع غزة ردا على ذلك أسفر عن استشهاد أكثر من 34 ألف فلسطيني وحول القطاع إلى أرض مقفرة، فيما قالت الأمم المتحدة إن أكثر من مليون شخص يواجهون المجاعة مع استمرار العدوان الصهيوني منذ أكثر من ستة شهور.