مرشح إسلامي لرئاسة موريتانيا.. «حلم العودة» من نواكشوط
أعلن الحزب الإسلامي المعارض في موريتانيا الدفع بمرشح في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 29 يونيو المقبل، وهي الخطوة الأولى للحزب منذ 15 عامًا، في مسعى لبروز دور الإسلاميين في الحياة السياسية بالبلد الذي شهد استقرارًا خلال السنوات الأخيرة.
وقال حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية «تواصل» أن رئيسه حمادي ولد سيد المختار، سيخوض الانتخابات الرئاسية، وذلك «بعد التداول والنقاش المستفيض»، على ضوء «تعلق المواطن الموريتاني الكبير بالتغيير».
حزب «تواصل» الإسلامي يطمح في رئاسة موريتانيا
وكان الحزب قاطع الانتخابات الرئاسية، التي جرت في عام 2014، بينما دعم مرشحًا من خارج صفوفه في الانتخابات التي تلتها في عام 2019. وحصل حزب «تواصل» على ترخيص، في عام 2007، وأصبح منذ ذلك الحين أول حزب معارض في البرلمان الموريتاني، ولديه حاليًا 11 نائبًا من أصل 176.
وأوضح الحزب، في بيانه، أن قرار ترشيح رئيسه بهدف «تغيير الواقع المزري الذي تعيشه البلاد على مختلف الصعد، وانسداد آفاق الإصلاح الذي بشّر به النظام المواطنين في بداية انتخابه واستحال سرابا ووعودا فارغة».
المرشح الأوفر حظًا في في موريتانيا
وتشير التقديرات إلى أن المرشح الأوفر حظًا في الانتخابات المقبلة هو الرئيس المنتهية ولايته، محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي انتخب في عام 2019، وفق ما أوردت وكالة «فرانس برس».
وأعلن الغزواني صاحب الـ67 عاما، في 24 أبريل الماضي، ترشحه لولاية ثانية، بعدما شهدت موريتانيا- الدولة الشاسعة في غرب أفريقيا- في عهد الغزواني استقرارًا رغم تصاعد العنف بدول مجاورة.
ووصل عدد المرشحين للانتخابات الرئاسية في موريتانيا 10سياسيين، من بينهم خصوصًا المعارض والناشط ضد الرق، بيرام ولد الداه اعبيد، الذي حل في المركز الثاني في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وشهدت موريتانيا سلسلة انقلابات، من عام 1978 إلى 2008، قبل أن تشكل انتخابات 2019 أول انتقال ديمقراطي بين رئيسين منتخبين.
وتبدأ الحملات الانتخابية منتصف ليل 14 يونيو وتنتهي منتصف ليل 27 يونيو. ومن المقرر أن تجري الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، في 29 يونيو، على أن تجري جولة ثانية إذا ما اقتضى الأمر ذلك، في 14 يوليو.
الفساد في موريتانيا
ومؤخرًا عاد الحديث عن الفساد في موريتانيا، مع احتلال البلاد مركزًا متقدمًا في مؤشر عالمي للفساد تصدره منظمة الشفافية الدولية، وسط جدل حول طرق مكافحته وتأثيره على اتجاهات الانتخابات الرئاسية المقبلة. واحتلت موريتانيا المركز 130 بين 180 دولة في 2023 في مؤشر عالمي للفساد تصدره منظمة الشفافية الدولية.
ويحاول الإسلاميون استغلال حالة التردي الاقتصادي والمجتمعي والفساد الذي يستشري في موريتانيا للوصول إلى الحكم، خاصة أنهم أصبحوا قوة سياسية مهمة هناك، منذ أن ظهرت الجمعيات الإسلامية الرسمية للمرة الأولى في السبعينيات، ساعد على ذلك طبيعة المجتمع الموريتاني المتدين.
وأصبح حزب التجمع الوطني للإصلاح و التنمية «تواصل»، أقوى حزب إسلامي في موريتانيا، وأقام علاقات مع الإسلاميين في أماكن أخرى في العالم العربي.
وخسر الإسلاميون نفوذهم في البلدان التي شهدت موجة انتفاضات في العام 2011، خاصة بتونس ومصر ومؤخرًا في المغرب، والحال كذلك في ليبيا والسودان. وبالتالي فإن الرغبة في العودة لسدة الحكم من العاصمة الموريتانية نواكشوط يبقى قائمًا، وإن كانت حظوظه ضئيلة بالنظر إلى المنافسين الأكثر شعبية في البلاد.
اقرأ أيضًا:
رئيس موريتانيا يتحدى دعوات مضادة لـ «ترشحه للرئاسة»
رئيس البرلمان العربي: موريتانيا جسر العلاقات العربية الأفريقية