«الفاشر».. أخر معاقل الجيش السوداني بدارفور على أعتاب معركة دامية

«الفاشر».. أخر معاقل الجيش السوداني بدارفور على أعتاب معركة دامية
سوق مدمرة في مدينة الفاشر عاصمة دارفور أرشيفية
القاهرة: خليجيون

دفعت ميليشيا «الدعم السريع» بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور في السودان وسط مؤشرات على هجوم وشيك، وسط تحذيرات دولية وإقليمية.

والفاشر هي المدينة الوحيدة الخارجة عن سيطرة قوات الدعم السريع في الإقليم في الحرب التي تدور رحاها مع الجيش السوداني منذ أبريل نيسان من العام الماضي.

وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي كشف النور أحمد، القائد في قوات الدعم السريع في الفاشر، عن وصول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى عاصمة ولاية شمال دارفور «لحماية حقوق المواطنين والحق والعدالة».

وفرضت ميليشيا «الدعم السريع» حصارا محكما على ولاية شمال دارفور عقب سيطرتها على بلدة مليط في الولاية التي تبعد 65 كيلومترا عن الفاشر بعد معارك ضارية مع الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش.

بلدة مليط

وتعد بلدة مليط بوابة إقليم دارفور وتمر عبرها الشاحنات القادمة من ليبيا، كما تربط مسار بورتسودان-الدبة الفاشر المقرر إدخال المساعدات الإنسانية إلى دارفور من خلاله.

وشهدت ولاية شمال دارفور في الأيام القليلة الماضية معارك طاحنة في ولاية شمال دارفور، آخر معاقل الجيش السوداني والحركات المسلحة المتحالفة معه في الإقليم، وسط مؤشرات على اقتراب اجتياح الدعم السريع للمدينة.

ميليشيا الدعم السريع

وسيطرت ميليشيا الدعم السريع على أربع ولايات من أصل خمس في إقليم دارفور، في حين يحتفظ الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه بمدينة الفاشر في شمال دارفور.

وحذرت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي من «عواقب وخيمة» على المدنيين في الفاشر في حال أقدمت قوات الدعم السريع على اجتياح المدينة.

وقال مكتب مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الأسبوع الماضي إن ما لا يقل عن 43 شخصا لقوا حتفهم في الفاشر ومحيطها بشمال دارفور جراء القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ 14 أبريل.

ومن جانبه، أبلغ قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للسودان رمطان لعمامرة يوم الأحد الماضي بأن قواته ستواصل الدفاع عن نفسها في كافة الجبهات، بما في ذلك الفاشر.

وقالت لجان مقاومة الفاشر، التي تتكون من متطوعين، إن الولاية تعاني أوضاعا إنسانية متردية جراء الغارات الجوية التي قتلت المئات ودمرت المنازل على رؤوس ساكنيها.

ويتبادل الطرفان المتحاربان في السودان الاتهامات حول المسؤولية في عدم إيصال المساعدات الإنسانية في بلد تقول الأمم المتحدة إن نحو 25 مليونا من مواطنيه، أي نصف عدد السكان، بحاجة لمساعدات وإن ما يقرب من ثمانية ملايين نزحوا داخل البلاد وخارجها.

وقال برنامج الأغذية العالمي يوم الأحد إن 90 بالمئة ممن يواجهون مستويات حرجة من الجوع في السودان محاصرون في مناطق القتال.

هجوم وشيك

في مطلع الأسبوع الحالي، عبر مجلس الأمن الدولي عن «قلقه العميق» إزاء هجوم وشيك لقوات الدعم السريع والفصائل المتحالفة معها على الفاشر، التي يعيش بها مئات الآلاف ممن فروا من العنف في مناطق أخرى بالسودان، ودعا الطرفين المتحاربين إلى وقف حشد القوات واتخاذ خطوات لخفض تصعيد الوضع.

وقالت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامنثا باور إن هجوم قوات الدعم السريع المحتمل على الفاشر سيفاقم الوضع الإنساني "الكارثي" بالفعل في السودان.

وأضافت «الهجوم سيؤدي على الأرجح لارتكاب فظائع ضد المدنيين في دارفور».

وجاءت التحذيرات الدولية من اندلاع معركة في الفاشر وسط انقسامات تضرب الحركات المسلحة في إقليم دارفور، والتي كونت قوة مشتركة مع بداية الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع وأعلنت حيادها، قبل أن تعلن بعضها الانضمام إلى الجيش في معركته ضد الدعم السريع.

مقتل إثنين من سائقي الصليب الأحمر

وفي سياق آخر، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الخميس، مقتل اثنين من سائقيها وإصابة ثلاثة من موظفيها بإطلاق نار من مسلّحين في ولاية جنوب دارفور بغرب السودان، بحسب وكالة «فرانس برس».

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان أن فريقها «كان في طريق العودة.. .لتقييم الوضع الإنساني في المجتمعات المتضررة من العنف المسلّح في المنطقة».

وتشهد السودان منذ أكثر من عام قتالا بين القوات المسلحة بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو «حميدتي»، ولم تنجح جهود الوساطة بين الطرفين في وقف القتال.

وتسبب القتال الدائر في السودان في نزوح آلاف المواطنين إلى المناطق الآمنة داخل البلاد وكذلك لجوء آخرين إلى دول الجوار مثل مصر وليبيا وتشاد وإثيوبيا وأفريقيا الوسطى وإريتريا وجنوب السودان.

اقرأ المزيد

شاهد: حارة نجيب محفوظ في أبوظبي

مرحلة حوثية رابعة من التصعيد في البحر الأحمر (فيديو)

أهم الأخبار