مفاجأة خليجية في مؤشر «حرية الصحافة» العالمي.. تعرف على ترتيب دول «التعاون»

مفاجأة خليجية في مؤشر «حرية الصحافة» العالمي.. تعرف على ترتيب دول «التعاون»
مصور صحفي خلال إحدى التغطيات. (أرشيفية)
القاهرة: «خليجيون»

سجلت دولة قطر قفزة في المؤشر السنوي العالمي لحرية الصحافة، لتحتل المركز 84 عالميا مقابل 105 العام الماضي، وتتصدر قائمة الدول الخليجية والثالثة عربياً، متقدمة بذلك 21 مرتبة، وفق تقرير صادر عن منظمة «مراسلون بلا حدود»، ومقرها باريس.

ورغم التقدم القطري في الترتيب العالمي، إلا أن تصنيف منظمة «مراسلون بلا حدود» لحرية الصحافة لعام 2024، حذر من أن منطقة الشرق الأوسط والمغرب العربي هي «الأخطر».

خليجيا أيضا، حلت الكويت في المرتبة 131، متقدمة بـ23 مرتبة، وتحتل بذلك المرتبة الثانية خليجياً، والسادسة عربياً، أما سلطنة عُمان التي جاءت في المرتبة الثالثة خليجياً، والثامنة عربيا، فقد جاءت في المركز 137 عالمياً، متقدمة بـ 18مركزًا، مقابل العام الماضي

ورغم ترتيبها المتأخر خليجيا إلا أن المملكة العربية السعودية تقدمت 4 مراكز هذا العام محققة المركز 166 عالميا، مقابل 170 العام الماضي. وتذيلت البحرين قائمة الدول الخليجية في المؤشر السنوي لحرية الصحافة، فجاءت في المركز السادس خليجيا و في المركز 171 عالميا متقدمة بمركز واحد عن العام الماضي الذي سجلت فيه الترتيب رقم 172.

لكن الإمارات تراجعت هذا العام 15مركزًا إذ احتلت المرتبة الرابعة خليجياً، والـ160 عالمياً، مقابل 145 العام الماضي.

«خطر» الشرق الأوسط وإفريقيا

وأكدت المنظمة أن «منطقة المغرب العربي- الشرق الأوسط هي الأخطر» في 2024، تليها آسيا والمحيط الهادئ «حيث تختنق الصحافة تحت وطأة الأنظمة الاستبدادية». ويبقى الوضع «صعبا» في نحو نصف بلدان إفريقيا، وفق وكالة فرانس برس.

شعار منظمة مراسلون بلا حدود.(أ ف ب)
شعار منظمة مراسلون بلا حدود.(أ ف ب)

وبشأن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، صنّفت المنظمة الوضع «خطيرا للغاية» في نحو نصف بلدانها. وأوضحت «يُسجَّل تقهقر مهول على مستوى المؤشر السياسي لحرية الصحافة في الغالبية العظمى من بلدان المنطقة، حيث تواصل السلطات محاولاتها للسيطرة على وسائل الإعلام بكل الطرق والأساليب، من عنف واعتقالات وقوانين سالبة للحرية والضغوط المالية واستخدام للأعراف المجتمعية من أجل الضغط على الصحفيين ناهيك عن الإفلات المنهجي من العقاب على الجرائم» بحق الصحفيين.

وتطرقت المنظمة لتأثير النزاعات في المنطقة، وأبرزها العدوان الإسرائيلي على غزة، على الصحفيين. وقالت إنه منذ بداية هذه الحرب قبل نحو سبعة أشهر «تحاول إسرائيل (المرتبة 101) خنق المعلومات المتدفقة من القطاع المحاصر، بينما أصبحت المعلومات المضللة جزءاً من منظومتها الإعلامية، مما أفقدها مكانتها كدولة رائدة في المنطقة». وحمّلت المنظمة جيش الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية قتل ثلاثة صحفيين في جنوب لبنان الذي حلّ في المرتبة 140.

وحسب «مراسلون بلا حدود» غزة «اتَّسمت بعدد قياسي من الانتهاكات ضد الصحفيين ووسائل الإعلام.. .حيث قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 100 صحافي فلسطيني، علماً أن 22 منهم على الأقل لقوا حتفهم بإطار قيامهم بعملهم».

وأوضحت أنه «في ظل الاحتلال الإسرائيلي وما يصاحبه من قصف وعمليات عسكرية، أصبحت فلسطين (المرتبة 157) ضمن قائمة الدول العشر الأخيرة في العالم على مستوى أمن الصحفيين وسلامتهم».

وحلّ السودان حيث دخلت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع عامها الثاني، في المرتبة 149. أما سوريا التي تشهد نزاعا داميا منذ 2011 «فقد تقهقرت إلى المرتبة ما قبل الأخيرة من التصنيف».

وأضافت «لا تدَّخر دول المنطقة أي جهد لتشديد قيودها على الحق في الوصول إلى المعلومات، حيث تلجأ الحكومات الخليجية إلى مختلف الأساليب للتجسس والسيطرة على الحقل الإخباري، ناهيك عن اعتماد تشريعات تقييدية وسالبة للحرية" خصوصا في الكويت (131) ولبنان، وفق "النموذج المعمول به في الأردن أو الجزائر (139) حيث باتت الصحافة المستقلة مهددة بالانقراض».

وأكدت أن «قائمة أكبر عشرة سجون للصحافيين في العالم» تضم خمسا من دول المنطقة هي إسرائيل والسعودية (166) وسوريا وإيران (176) ومصر (170).

الانتخابات وحرية الصحافة

وعلى نطاق أوسع، يظهر التقرير حماية أقل للصحايين من جانب الدول لا بل أن بعضها يضطلع بدور نشط في التضليل. ولاحظت المنظمة «تدهوراً مقلقاً في دعم واحترام استقلالية وسائل الإعلام»في حين أن "2024 هو أكبر عام انتخابي في التاريخ على صعيد العالم».

فنصف سكان العالم تقريبا معنيون باستحقاق انتخابي من الهند إلى الولايات المتحدة مرورا بانتخابات أوروبية فيما يسجل «ارتفاع في الضغوط التي تمارسها الدول أو الجهات السياسية الفاعلة الأخرى على مهنة الصحافة وأهلها». وتوقعت أن «تشهد جميع مناطق العالم ضغوطاً شديدة على الصحافيين في ظل مختلف الاستحقاقات الانتخابية التي تلوح في الأفق».

الوحوش السالبة لحرية الصحافة

دوليا، تبقى النرويج متربعة على صدارة التصنيف الثاني والعشرين لحرية الصحافة في حين تحتل إريتريا المركز الأخير (180) لتحل محل كوريا الشمالية التي كانت في هذه المرتبة في السنتين السابقتين.

وسجّلت المنظمة تراجع الأرجنتين 26 مركزاً لتحلّ في المرتبة السادسة والستين. وأعلن رئيسها الليبرالي المتطرف خافيير ميلي، في مارس إغلاق وكالة الأنباء الرسمية "تيلام" متهما إياها بالترويج "الدعائي». وأشارت إلى أن «الوضع مقلق جدا» في هذا البلد الذي يديره أحد «(الوحوش) السالبة لحرية الصحافة».

من جهتها، تأثرت منطقة إفريقيا جنوب الصحراء بالعنف السياسي الذي شهدته مختلف بلدانها خلال الأحداث الانتخابية الكبرى في عام 2023، وفق المنظمة. وأضافت المنظمة «أصبح تدهور الوضع الأمني عنوانَ المرحلة في العديد من دول الساحل - ولا سيما النيجر (80) وبوركينا فاسو (86) ومالي(114)» حيث هيمن العسكريون على السلطة.

الصين «أكبر سجن»

وأشارت المنظمة الى أن الكثير من السلطات تعمل «على فرض سيطرة أكبر على منصات التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت عموماً"، ويكون السجن مصير الصحفيين الذين يدلون بآرائهم على هذه المنصات، مثل فيتنام (174)». وأوضحت أن الصين (172) هي «أكبر سجن للصحفيين في العالم»، وتواصل «فرض قيود صارمة على القنوات الإخبارية».

وتطرقت الى «ترسانة المعلومات التضليلية المسخَّرة لأغراض سياسية، ولا سيما في ظل تنامي ظاهرة استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في سياق يفتقر إلى التنظيم"، مشيرة الى أن «تقنية التزييف العميق (Deepfake) أصبحت تلعب دوراً بارزاً في التأثير على مسار الانتخابات».

ورصدت المنظمة أكبر التراجعات في أفغانستان تحت حكم طلبان (178 بتراجع 26 مرتبة)، وتوغو (113 بتراجع 43) والاكوادور (110 بتراجع 30). في المقابل، كان التقدم الأبرز المحقق في تشيلي (+31 وصولا الى المرتبة 52)، والبرازيل (+10 الى المرتبة 82).

وتؤكد المنظمة أن تنصيفها هدفه «المقارنة بين درجة الحرية التي يتمتع بها الصحفيون ووسائل الإعلام في البلدان الـ180 التي يشملها» استنادا لإجابات خبراء على نحو 100 سؤال.

اقرأ المزيد:

حملة اعتقالات في السعودية بحق منتقدي إسرائيل على منصات التواصل

بشرى للمصريين.. 3408 فرص عمل جديدة

للشهر الثاني.. موجة غلاء جديدة تضرب أسعار الغذاء العالمية

«الفاشر».. أخر معاقل الجيش السوداني بدارفور على أعتاب معركة دامية

أهم الأخبار