النفط يسجل أكبر ارتفاع فصلي منذ 15 عاما
ارتفعت أسعار النفط نحو 1% اليوم الجمعة مسجلة أكبر زيادة فصلية في عشر سنوات، إذ طغت العقوبات الأميركية على إيران وفنزويلا وكذلك تخفيضات الإمدادات التي تقودها أوبك على المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت لشهر مايو، والتي انتهى أجلها يوم الجمعة، 57 سنتا، أو 0.8%، لتستقر عند 68.39 دولار للبرميل، مسجلة مكاسب في الربع الأول بنسبة 27%. وارتفع سعر التسوية لعقد يونيو حزيران الأكثر نشاطا 48 سنتا عند 67.58 دولارا للبرميل.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 84 سنتا، أو 1.42%، إلى 60.14 دولارا للبرميل، وسجلت ارتفاعا بنسبة 32% في الفترة من يناير إلى مارس. وبالنسبة للخامين القياسيين، كانت الزيادة الفصلية هي الأكبر منذ الربع الثاني من عام 2009، عندما ارتفع كلاهما نحو 40%.
عززت العقوبات الأميركية على إيران وفنزويلا الأسعار هذا العام. قال مسؤول عقوبات أميركي، اليوم الجمعة، إن واشنطن حريصة على أن تكون ماليزيا وسنغافورة ودول أخرى على علم تام بشحنات النفط الإيرانية غير المشروعة والأساليب التي تستخدمها إيران للتهرب من العقوبات.
ضعوط أميركية مكثفة على إيران
وقالت سيجال ماندلكر، وكيلة وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، للصحفيين في سنغافورة إن الولايات المتحدة مارست «ضغوطا مكثفة» إضافية على إيران هذا الأسبوع. في غضون ذلك، قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن الولايات المتحدة أصدرت تعليمات لشركات تجارة النفط ومصافي التكرير بخفض التعاملات مع فنزويلا بشكل أكبر أو مواجهة العقوبات بأنفسهم، حتى لو لم تكن التجارة محظورة بموجب العقوبات الأمريكية المنشورة.
وقال أندرو ليبو، رئيس شركة «ليبو أويل أسوشييتس»: «مع العقوبات الأمبركية التي تؤدي إلى إخراج النفط الإيراني والفنزويلي من السوق، يريد المنتجون من أوبك وخارجها رؤية أسعار أعلى ويترددون حاليا في تعويض أي كميات مفقودة».
كما ارتفعت الأسعار هذا العام بفضل اتفاق بين منظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفاء مثل روسيا لخفض الإنتاج بنحو 1.2 مليون برميل يوميا، والذي بدأ رسميا في يناير. ومن المقرر أن تجتمع الدول المنتجة في يونيو، لكن بعض الخلافات بدأت تظهر. وقالت ثلاثة مصادر مطلعة إن السعودية، أكبر منتج في أوبك، تواجه صعوبات في إقناع روسيا بالبقاء لفترة أطول في الاتفاق، وإن موسكو قد توافق فقط على تمديد لثلاثة أشهر.
باطؤ إنتاج النفط الأميركي
كما تلقت السوق الدعم من تباطؤ نمو الإنتاج في الولايات المتحدة، حيث استقر الإنتاج منذ منتصف فبراير. وذكرت الحكومة الأمريكية يوم الجمعة أن الإنتاج المحلي في أكبر منتج للخام في العالم انخفض في يناير كانون الثاني إلى 11.9 مليون برميل يوميا. قالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة التابعة لشركة جنرال إلكتريك إن شركات الطاقة الأميركية خفضت هذا الأسبوع عدد منصات النفط العاملة إلى أدنى مستوياتها في نحو عام، لتسجل أكبر عدد من الحفارات في ربع خلال ثلاث سنوات.
تعرضت العقود الآجلة لضغوط بسبب المخاوف من أن تباطؤ الاقتصاد العالمي قد يؤثر على الطلب على الطاقة.
وفي مكان آخر، سجلت ثلاثة من أكبر البنوك التي تسيطر عليها الدولة في الصين أضعف نمو في أرباحها الفصلية منذ أكثر من عامين. ومع ذلك، يتوقع بنك باركليز أن أسعار النفط «من المرجح أن تتحرك نحو الأعلى في الربع الثاني بمتوسط 73 دولارًا للبرميل (65 دولارًا غرب تكساس الوسيط)، و70 دولارًا لهذا العام».
ويتوقع مسح شهري أجرته «رويترز» لاقتصاديين ومحللين أن يبلغ متوسط سعر برنت 67.12 دولارا للبرميل في 2019، بارتفاع نحو 1%عن متوسط سعر برنت في الاستطلاع السابق الذي بلغ 66.44 دولارا. قالت لجنة تداول العقود الآجلة للسلع الأميركية (CFTC) إن صناديق التحوط ومديري الأموال الآخرين رفعوا صافي عقودهم الآجلة للخام الأميركي ومراكز الخيارات إلى 243209 في الأسبوع المنتهي في 26 مارس.
اقرأ المزيد:
«وظيفة أحلامك هناك».. تعرف على أقل دولة أوروبية في معدلات البطالة