خليجيون| أزمة ليبيا في عُهدة الأميركية «خوري».. ما سقف التوقعات؟
تبدأ الدبلوماسية الأميركية ستيفاني خوري في غضون أيام مباشرة مهامها كرئيسة بالوكالة للبعثة الأممية بعد استقالة المبعوث السابق عبد الله باتيلي في مارس، وسط غموض يخيم على مهام الأجندة التي تحملها الوسيطة الأممية الجديدة.
وحسب مصادر قريبة من البعثة الأممية، من المقرر أن تجري خوري خلال الأيام المقبلة لقاءات مع رئيس مجلس الدولة محمد تكالة، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس عبد الحميد الدبيبة، ورئيس مفوضية الانتخابات عماد السايح، وعدد من السفراء العرب والأجانب قبل الاتجاه إلى بنغازي لملاقاة رئيس مجلس النواب عقيلة صالح والقائد العام للجيش خليفة حفتر.
وفي الأول من مارس الماضي، أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تعيين خوري نائبة للممثل الخاص «للشؤون السياسية» في البعثة، لكن استقالة باتيلي غيرت المعطى الوظيفي لتتحول إلى رئيس بالوكالة للبعثة ومكلفة بالإشراف على نشاطها إلى حين التوصل إلى توافق في مجلس الأمن حول تعيين مبعوث جديد.
توافق الأطراف الليبية؟
ولا يتوقع جلال حرشاوي المتخصص في الشؤون الليبية والباحث المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن جلال حرشاوي
« اختلافا كبيرا لتوجهات خوري عن سلفها باتيلي»، لكنه يرجح في تصريح إلى «خليجيون» «محاولات من جانب الدبلوماسية الأميركية لإيجاد توافق بين الأطراف السياسية الليبية، وإيلاء اهتمام أكبر بالأزمة الاقتصادية».
وجاء تعيين خوري في هذا المنصب، بعد أن شغل باتيلي المبعوث الأممي منذ سبتمبر 2022، حيث التقى بمختلف الأطراف الليبية لإقناعهم بالجلوس حول مبادرة الطاولة الخماسية التي أعلن عنها في نوفمبر 2023، وتجمع القادة الكبار وهم رؤساء المجلس الرئاسي ومجلس النواب والدولة وقائد القيادة العامة ورئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة، غير أن جهوده باءت الفشل في رسم خارطة طريق تصل بالبلاد إلى الانتخابات وتنهي المراحل الانتقالية منذ تأجيل آخر استحقاق في ديسمبر 2021.
لكن الأكاديمي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة يوسف الفارسي يعتقد أن «خوري لن تتبع نهج باتيلي خصوصا بعد فشل مبادرة الحوار الخماسي»، ويرجح في تصريح إلى «خليجيون» أن «تشكل خوري لجنة حوار تضم المجتمع المدني والأحزاب السياسية والمكونات الثقافية والاجتماعية والمجموعات الأمنية»، ويقول «هذا النهج سيقلب الموازين، المشهد السياسي».
ولا تزال سلطتان تتنازعان الحكم في ليبيا، هما حكومة الوحدة الوطنية (برئاسة عبد الحميد الدبيبة) انبثقت في العام 2020 عن اتفاق رعته الأمم المتحدة ومقرها في طرابلس، وحكومة موازية في الشرق (برئاسة أسامة حماد) تهيمن عليها قوات المشير خليفة حفتر.
من هي ستيفاني خوري؟
حاصلة على درجة الدكتوراه في الفقه القانوني ودرجة البكالوريوس في الآداب في الحكومة من جامعة تكساس بالولايات المتحدة، وتتحدث اللغتين العربية والإنجليزية، حيث أنها من اصل لبناني.
وشغلت خوري مؤخرًا منصب مديرة الشؤون السياسية في بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، إضافة لشغلها سابقًا منصب القائم بأعمال بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة في الفترة الانتقالية في السودان- 2021، وممثلة عن مكتب المستشار الخاص للأمم المتحدة بصنعاء، ومديرة لمكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في بيروت، وممثلة لمبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا.
وقبل انضمامها إلى الأمم المتحدة، عملت خوري كزميلة باحثة في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية ومع عدد من المنظمات غير الحكومية، بما في ذلك منظمة «البحث عن أرضية مشتركة».
اقرأ المزيد:
الحكومة المصرية: اتخذنا إجراءات جريئة لضمان الاستغلال الأمثل لموارد الدولة