خليجيون| هل تخشى إسرائيل خوض مغامرة الموت في رفح؟
تسود حالة من الاهتمام والترقب الدولي بشأن عملية اجتياح رفح المحتملة، والمصحوبة بتحذيرات غربية وأميركية نظرا لخطورتها على حياة نحو مليون ونصف نازح، في حين أجلت سلطات الاحتلال موعد التحرك نحو رفح 3 مرات أملا في إتمام صفقة الهدنة التي لم ترد عليها حماس حتى الساعة، بينما يرى متابعون للشأن الفلسطيني أن هناك تخوف لدى جيش الحرب الإسرائيلي من الدخول في معركة غير متوقع نتائجها في رفح خاصة بعد فشل قوات الاحتلال في القضاء على المقاومة في غزة.
المرة الأولى التي تم الإعلان عن موعد اجتياح رفح كانت في فبراير الماضي، إذ أبلغ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مجلس الحرب بتاريخ اكتمال عملية رفح وذلك بحلول بداية شهر رمضان الموافق لـ10 مارس المقبل، بحسب مسؤول إسرائيلي لـCNN، في حين أن يوم 10 مارس ولم تتقدم قوات الاحتلال الإسرائيلية نحو رفح.
وكانت المرة الثانية في إبريل الماضي، إذ أفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأنّ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قرر تأجيل موعد العملية البرية في رفح جنوبي قطاع غزة، وذلك بعد أسبوع فقط من إعلانه أن الموعد قد تم تحديده بالفعل.
أما المرة الثالثة كانت في الأول من مايو إذ حدد بنيامين نتنياهو الأربعاء الماضي كمهلة أخيرة لحركة المقاومة حماس للرد على الصفقة.
إسرائيل تجس النبض
الخبير العسكري المصري اللواء محمد علي بلال يرى أن الاحتلال الإسرائيلي يجس نبض حماس، كما إنه يخشى خوض عملية عسكرية في رفح، خوفًا من السقوط في كمين كبير يتحول إلى مقبرة هائلة لجنوده، خاصة وأن تجربته خلال الشهور الماضية في غزة أضحت إلى انتكاسة في صفوف جيشه.
ويقول بلال في تصريح إلى «خليجيون» «إنه من السهل دخول رفح لكن من الصعب التمركز فيها أيام كما كان في وسط غزة وخان يونس، خاصة وأن المقاومة الفلسطينية نجحت في الحفاظ على وجودها رغم العتاد العسكري الإسرائيلي الهائل».
ويرجح قائد القوات المصرية في حرب الخليج الثانية، أن «يتهور مجلس الحرب الإسرائيلي ويشن عملية برية في رفح يروح ضحيتها الآلاف من المدنيين دون تحقيق جزء من الأهداف المعلنة وهي القضاء على حماس»، لافتا إلى أن حماس لن تتراجع عن شروطها التي تعتبرها مسألة وجود.
تحذير أميركي
وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قد أكد أن أي عملية إسرائيلية برية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، ستؤدي إلى أضرار «تتخطى حدود المقبول"، متهما حركة حماس بأنها «العقبة الوحيدة» أمام التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار.
وأوضح بلينكن في منتدى سيدونا، الذي ينظمه معهد ماكين في ولاية أريزونا، أنه في ظل غياب خطة إسرائيلية واضحة لحماية المدنيين، فإنه لا يمكن لبلاده أن تدعم عملية عسكرية كبيرة في رفح، "لأن الضرر الذي ستُحدِثه يتجاوز حدود المقبول".
وزعم الوزير الأميركي أن حركة حماس الفلسطينية، «هي العقبة الوحيدة» التي تحول دون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يفضي إلى هدنة وإلى إطلاق سراح الرهائن المختطفين في القطاع. وتابع: «ننتظر لنرى ما إذا كان بإمكانهم فعلا قبول الإجابة بـ (نعم) بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن».
نتنياهو يحاول تبرير فشله
ويعتبر المحلل السياسي الفلسطيني رأفت النبهان أن رئيس الوزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مأزق الفشل بين الفشل العسكري والضغوط الداخلية الإسرائيلية من قبل عائلات الأسرى.
ويقول النبهان في تصريح إلى «خليجيون» إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي استخدمت كل المحاولات الإجرامية لتحسين صورة نتنياهو أمام العالم من الناحيتين السياسية والعسكرية»، لافتاأن «عملية طوفان الأقصى هزت عرش الغرور الإسرائيلي وكشفت نقاط ضعفه أمام الجميع رغم امتلاك قدرات حربية ضخمة».
ويتنبأ المحلل السياسي الفلسطيني أن يقتحم جيش الحرب الإسرائيلي رفح مرجعًا ذلك إلى رفض المقاومة الفلسطينية أي صفقة تسمح للاحتلال الإسرائيلي بالتواجد على أرض غزة.
اقرأ المزيد
هدنة اللحظات الأخيرة.. أنظار العالم تتجه إلى القاهرة مالم تحدث مفاجآت