«خليجيون»| اجتياح رفح.. كيف يفكر نتنياهو؟
بات اجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي لرفح الفلسطينية (آخر ملاذ آمن) للفلسطينيين قاب قوسين أو أدنى، عقب منشورات من جيش الاحتلال تدعو المدنيين للمغادرة لأماكن أخرى على الرغم من التحذيرات الدولية الشديدة من الإقدام على هذه الخطوة.. «خليجيون» يستعرض سيناريوهات القادم.
تحذير بالإخلاء وإبلاغ مصر
في وقت سابق اليوم صدر تحذير عاجل من جيش الاحتلال الإسرائيلي لسكان مناطق شرق رفح جنوب قطاع غزة إلى إخلائها والتوجه نحو المواصي وخان يونس، زعم الجيش الإسرائيلي أنه أبلغ مصر الليلة الماضية ببدء عملية إجلاء شرق المدينة الفلسطينية المكتظة بالنازحين.
كما أشار إلى أنه يعمل على عدم توجه سكان رفح نحو الحدود المصرية، وفق ما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين، بعدما أوضح أن عملية إخلاء المناطق الشرقية لرفح ستشمل نحو 100 ألف شخص.
الآلاف ينزحون مجددا
بالتزامن، بدأ الآلاف يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة، وفق ما أفاد شهود لوكالة أنباء العالم العربي.
وأكدوا أن حالة ارتباك سادت في أوساط النازحين في ظل الدعوة الإسرائيلية المفاجئة، التي جاءت بعد يوم واحد من أنباء إيجابية عن تقدم في صفقة تهدئة وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل.
وقال شاهد عيان: «حاولنا أن نأخذ خيامنا معنا وبعض ما يمكن نقله من أمتعة في رحلة نزوح جديدة ولا نعرف كيف ستكون نهايتها».
سيناريو الاجتياح
ويعتقد الدكتور سامح عباس أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة قناة السويس، أن الاجتياح الإسرائيلي لرفح «لن يكون كاملاً»، معللا الأسباب في مداخلة مع نشرة «خليجيون» التليفزيونية أن الضغوط الدولية والإدانات لسياسة العنف والقتل التي يمارسها جيش الاحتلال والرفض الدولي سيمنع عمليات الهجوم الشامل، بجانب سلامة الرهائن الإسرائيليين.
وتوقع عباس سيناريو الهجوم، قائلاً: «ستكون هجمات انتقائية لأهداف معينة لتجنب الغضب الدولي» وتحذيرات أميركية من وقوع خسائر بشرية كبيرة، مدللا على رأيه باصطحاب قوات جيش الاحتلال لـ «وحدة المستعربين» وعناصر من الشاباك لمعرفة أماكن الأسرى الإسرائيليين في رفح وفق زعمهم.
وأكد أستاذ الدراسات الإسرائيلية أن نتنياهو هو أخر شخص يمكن أن يمتثل للضغوط الدولية ويوقف الحرب على الغزة أو مهاجمة رفح، لافتًا أن أهم هدفين لرئيس وزراء الاحتلال الآن هما تحرير الرهائن والقبض على قادة بارزين من حماس ليعود بشي للفلسطينيين.
اتحاد القبائل العربية يحذر من خطورة اجتياح رفح
صرح المتحدث الرسمي باسم اتحاد القبائل العربية بأن الاتحاد يتابع تطورات الأحداث الجارية في منطقة رفح القريبة من الحدود المصرية والتهديدات الموجهة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء المناطق الشرقية للمدينة تمهيدًا لاجتياحها
وإذ… pic.twitter.com/zCp6BYquwf
— ON (@ONTVEgy) May 6, 2024
خطورة التهجير لمصر
وحول مدى إمكانية لجوء النازحين في رفح إلى الحدود المصرية، قال الدكتور أسامة عباس إنه يبدو أن هناك تنسيقا أمنيا بين دولة الاحتلال ومصر، وإبلاغ إسرائيل للقاهرة أنها لن تقوم بعملية اجتياح كامل لرفح حتى لا يؤدي إلى هروب جماعي للأراضي المصرية، وعزا ذلك إلى المواقف المصرية الحاسمة من مسألة تهجير الفلسطينيين منذ بداية العدوان على غزة.
ووفقا لما أوردته المحطة الإذاعية، فإن عمليات الإجلاء تتركز الآن على عدد قليل من المناطق المحيطة برفح والتي سيتم توجيه الأشخاص الذين يتم إجلاؤهم منها إلى مدينتي الخيام في خان يونس والمواصي القريبتين.
وبعد مرور سبعة أشهر من الهجوم الإسرائيلي على غزة، تزعم إسرائيل أن رفح تؤوي الآلاف من مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإن من المستحيل تحقيق النصر دون السيطرة على المدينة.
#عاجل في الدقائق الأخيرة ألقى جيش الدفاع فوق الأحياء الشرقية لرفح مناشير يدعو فيها السكان في الاحياء الشرقية لرفح باخلاء المنطقة بشكل مؤقت إلى المنطقة الإنسانية الموسعة حيث تتم عملية الإجلاء من خلال المناشير والرسائل النصية والاتصالات الهاتفية والمواد الإعلامية بالعربية pic.twitter.com/RngS7LshIM
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) May 6, 2024
ولكن مع لجوء أكثر من مليون ونصف فلسطيني إلى رفح فإن من شأن أي هجوم كبير عليها أن يؤدي إلى وقوع خسائر كبير وهو ما يثير قلق القوى الغربية ومصر المجاورة.
ويتفق الدكتور أيمن الرقب الخبير في الشأن الفلسطيني على أن اجتاح رفح سيكون «تكتيكيا»، وليس شاملا، لكنه استدرك أن ذلك بطلب أميركي صارم لتخفيف حدة الخسائر البشرية في صفوف المدنيين وخوفا من اتساع الضغط الداخلي الشعبي الأميركي على إدارة بايدن واخرها الاحتجاجات في الجامعات الأميركية والغير مسبوقة.
ويزيد الرقب في اتصال لـ «خليجيون» أن نتيناهو تعمد إفشال محادثات القاهرة بعد موافقة حماس على كل الشروط والبنود الواردة، مفسرا ذلك بأن أي اتفاق هدنة طويل ووقف للحرب كما اشترطت حماس هو بمثابة حكم بالإعدام على رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية والذي يجد في اجتياح رفح «طوق نجاة» من العزل والمحاكمة في الداخل الإسرائيلي.
بداية النزوح
وزاد شهود عيان اليوم الاثنين أن الآلاف يغادرون أطراف رفح الفلسطينية باتجاه مناطق في وسط غزة بعد إعلان الجيش الإسرائيلي عزمه بدء عملية بالمنطقة.
وأفاد شهود أن حالة ارتباك سادت في أوساط النازحين في ظل الدعوة الإسرائيلية المفاجئة والتي جاءت بعد يوم واحد من أنباء إيجابية عن تقدم في صفقة تهدئة وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل.
وقال شاهد عيان لوكالة العالم العربي: «حاولنا أن نأخذ خيامنا معنا وبعض ما يمكن نقله من أمتعة في رحلة نزوح جديدة ولا نعرف كيف ستكون نهايتها».
وأفاد شاهد آخر بأن طائرات إسرائيلية ألقت منشورات على منطقة رفح تدعو السكان للمغادرة بشكل فوري باتجاه ما سمته «المنطقة الإنسانية الموسعة في المواصي».
وتضمنت المنشورات تهديدا بأن الجيش «سوف يعمل بقوة شديدة ضد المنظمات الإرهابية في مناطق مكوثكم مثلما فعل حتى الآن.. كل من يتواجد بالقرب من المنظمات الإرهابية يعرض حياته وحياة عائلته للخطر»
اقرأ أيضا:
غلق معبر رفح.. مصر ترد وجيش الاحتلال ينشر خريطة لتهجير الفلسطينيين للداخل
اجتياح رفح.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يمهد للمجزرة ببيان إجلاء للفلسطينيين