دراسة تكشف أسباب تخوف الخليج من ضرب إيران

دراسة تكشف أسباب تخوف الخليج من ضرب إيران
علم إيران. (أرشيفية)
القاهرة: خليجيون

سلطت دراسة أجراها مركز «ستيمسون» الأميركي للأبحاث الضوء على أبعاد العلاقة بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران والتي تحمل تخوفًا خليجيا من خوض معركة عسكرية مستقبلية، فضلا ودور روسيا والصين في تعميق التفاهمات بينهما.

وأشارت الدراسة إلى أن الفترة المليئة بالتوتر من عام 2016 إلى عام 2020 هجمات في عام 2019 على ناقلات قبالة سواحل الفجيرة وهجمات بطائرات دون طيار وصواريخ على منشآت النفط السعودية والتي نُسبت إلى حد كبير إلى طهران ووكلائها، إذ يدرك أعضاء مجلس التعاون الخليجي أن أياً من المشاريع الضخمة التي يتصورونها من غير الممكن أن تتحقق في ظل المواجهة العسكرية مع إيران.

وعادت العلاقات الدبلوماسية الطبيعية بين إيران والمملكة العربية السعودية بعد بعد قمة العلا في يناير 2021 التي أنهت حصار قطر، واتفاق بكين في مارس 2023.

ويرى مركز الأبحاث أن «المواجهة المباشرة الأخيرة بين إيران وإسرائيل ضاعفت من أهمية إشراك إيران بشكل بناء» متوقعًا أن «تؤدي عزلة إيران إلى عرقلة أي تقدم نحو التنمية والسلام».

وتنبأ المركز، في الدراسة التي أعدها قبل التغيرات السياسية الأخيرة في إيران، بأنه لو لم تتصالح طهران والمملكة العربية السعودية في عام 2023، لكانت المنطقة في وضع أسوأ بكثير اليوم.

تعزيز العلاقات الخليجية الإيرانية

و منذ اتفاق بكين، حدثت تطورات إيجابية عديدة في العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران، وكذلك في العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وبين دول مجلس التعاون الخليجي والعراق، و استضافت المملكة العربية السعودية رئيسًا إيرانيًا لأول مرة منذ 11 عامًا وسمحت للحجاج الإيرانيين بالسفر إلى مدينتي مكة والمدينة المقدستين.

وعززت الإمارات العربية المتحدة وقطر وعمان علاقاتها الاقتصادية مع إيران. كما كان هناك تدفق لاستثمارات دول مجلس التعاون الخليجي إلى العراق، كما انخفضت التوترات بين قطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين.

و لقيت هذه الارتباطات الدبلوماسية والاقتصادية تشجيعاً من قِبَل اللاعبين الأوروبيين والآسيويين، وخاصة الصين.

العائق

ولا يزال العائق الرئيسي أمام توسيع العلاقات الإقليمية هو العقوبات الأميركية التي أعيد فرضها على إيران بعد انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، فضلاً عن الجهود الأميركية لتطبيع علاقات الخليج مع إسرائيل مع عزل طهران. وفي حين أيد البعض في البداية نهج واشنطن، فإن اللاعبين الإقليميين لم يعودوا يسعون إلى نفس الأهداف اليوم.

رؤى أخرى للأمن والتكامل الإقليميين

وسعت مبادرة مسعى هرمز للسلام (HOPE) الإيرانية، التي تم تقديمها في عام 2019، إلى الاستفادة من التفويض الممنوح للأمين العام للأمم المتحدة بموجب القرار 598 (1987) الذي أنهى في نهاية المطاف الحرب الإيرانية العراقية.

ووفرت «المظلة الدولية اللازمة» للمناقشات بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران والعراق حول أمن الطاقة، وحرية الملاحة، ومنع الانتشار، وإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، وخطوط ساخنة وأنظمة إنذار مبكر، وآليات حل النزاعات مثل كمعاهدات عدم الاعتداء.

وواجه الاقتراح عقبات وسط تصاعد التوترات في عام 2019 وحملة «الضغط الأقصى» التي شنتها إدارة ترامب ضد إيران، والتي كانت مدعومة في ذلك الوقت من قبل بعض دول مجلس التعاون الخليجي.

ونوهت الدراسة الأميركية إلى أن روسيا استخدمت رئاستها لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في أكتوبر 2020 لإعادة تقديم «مفهوم الأمن الجماعي لمنطقة الخليج العربي» لعام 2019.

و تصورت روسيا إنشاء منظمة للأمن والتعاون في الخليج العربي تضم الدول الساحلية الثماني، إلى جانب روسيا والصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والهند والأطراف المهتمة الأخرى كمراقبين أو أعضاء منتسبين.

وتهدف هذه المبادرة إلى بناء الثقة وتعزيز التعاون بطريقة تدريجية بشأن الحد من الأسلحة، بما في ذلك إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية، ومكافحة الإرهاب، مع تشجيع التعاون الاقتصادي والإنساني والبيئي أيضًا، لكن الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022 دفع موسكو إلى التخلي عن جهودها للمضي قدماً في هذا الاقتراح، حسب «ستيمسون»

دور الصين

كما دعت الصين، منذ عام 2020، إلى بذل جهد متعدد الأطراف لتحويل الخليج الفارسي إلى «واحة استقرار». وتتمثل الأسباب الرئيسية في الأهمية الاستراتيجية للمنطقة بالنسبة لمبادرة الحزام والطريق الصينية، إلى جانب احتياجاتها المتزايدة من الطاقة. إن إدراج إيران والمملكة العربية السعودية في منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس يمكن أن يزيد من تسهيل الوساطة الصينية.

اللاعب الأوروبي

كما ضاعف الأوروبيون جهودهم لإشراك المنطقة، وفي عام 2023، عين الاتحاد الأوروبي ممثلًا خاصًا جديدًا للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج، لويجي دي مايو، لتوسيع العلاقات الأوروبية مع دول مجلس التعاون الخليجي، وكذلك مع إيران والعراق.

العرقلة الأميركية

وبينما تقيم العواصم الأوروبية والاتحاد الأوروبي علاقات دبلوماسية مع طهران وجميع اللاعبين الإقليميين الآخرين، لا تزال الولايات المتحدة تحاول تشكيل تحالفات إقليمية لمواجهة إيران أو احتوائها، إذ واجهت مبادرات مثل التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط، وتحالف وارسو، ومختلف التدريبات الجوية والبحرية المشتركة صعوبات بسبب طبيعتها الإقصائية وتركيزها على القضايا الأمنية الصعبة، حسب «ستيمسون».

اقرأ المزيد

خطر يهدد الأمن المائي في تونس.. خبير يوضح

«الحذر» و«الحق الراسخ».. تفاصيل مكالمة ستارمر مع نتنياهو وعباس

برنامج حكومة مدبولي أمام البرلمان المصري غدا.. تعرف على موعد منح الثقة

أهم الأخبار