وزير لبناني يتحدث عن «رشوة أوروبية» لحكومة ميقاتي
اعتبر وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عصام شرف الدين أن حزمة مساعدات مالية بقيمة مليار يورو أعلنت المفوضية الأوروبية تقديمها إلى لبنان الأسبوع الماضي هي عبارة عن "رشوة" لعدم إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وأبلغ شرف الدين وكالة أنباء العالم العربي اليوم الاثنين «هذه العروض التي تقدر بمليار يورو من قبل المفوضية الأوروبية هي عبارة عن رشوة لإبقاء النازحين في لبنان وعدم الحديث عن حل لإرجاعهم إلى سوريا».
وقف الزوارق المطاطية
وقال «أنا كوزير تحفظت وطلبت إدراج بند في جدول أعمال مجلس الوزراء للمطالبة بوقف الزوارق المطاطية التي تشكل خطرا، وتشريع ترحيل النازحين بواسطة سفن كبيرة آمنة إلى كافة المعمورة، لا سيما أن كل الدول في منظمة حقوق الإنسان تخضع لقوانين وأعراف دولية تحتم قبولها لأي نازح من أي بلد فيه حرب أهلية».
وأضاف «أطالب أن يرحلوا بسفن كبيرة آمنة فيها مواصفات الأمان البحري، ونطالب كذلك بتنفيذ خطة وزارة المهجرين التي هي نقل 15 ألف كل شهر إلى خارج لبنان، لأن الوضع الاقتصادي بسوريا متداع ومتهالك نتيجة الحصار الجائر».
وأثارت حزمة المساعدات المالية التي أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تقديمها إلى لبنان يوم الخميس الماضي جدلا واتهامات بأنها رشوة لعدم إعادة النازحين إلى سوريا، وهي مزاعم نفاها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يوم السبت، ووصفها بأنها اتهامات لا أساس لها من الصحة.
وأفاد بيان لمجلس الوزراء اللبناني بأن مساعدات الاتحاد الأوروبي هي «مساعدة غير مشروطة للبنان واللبنانيين حصرا». وتقدر السلطات اللبنانية عدد اللاجئين السوريين على أراضيها بحوالي 1.5 مليون.
دعم دولي للبنان
تحدث وزير المهجرين عن طلب لبنان الحصول على دعم دولي لإعادة النازحين إلى سوريا، وقال «في مؤتمر بروكسل الماضي طلبنا تشكيل لجنة ثلاثية تتابع عن كثب وضع العائدين للتأكد من صحة وضعهم الاجتماعي والأمني والغذائي، لكن المفوضية رفضت بضغط من الاتحاد الأوروبي، وطلبنا أيضا تسديد المساعدات عند عودة النازح إلى قريته في سوريا، والمفوضية رفضت».
وأضاف «هناك عرقلة وواضحة من الغرب وعلى رأسه أميركا، وبالتالي نحن نضطر للعمل بشكل ثنائي بيننا وبين وسوريا، وسوريا طبعا مرحبة بالأمر، ولكن لديها وضع اقتصادي بحاجة لإعادة إعمار، وهي بحاجة إلى تعويضات حرب و إلى رفع الحصار عنها فورا».
وقال شرف الدين إنه إذا كان الأمر بيده فسيدعو إلى «مؤتمر عربي طارئ ومؤتمر دولي طارئ، لأن الوضع يعني من وجهة إنسانية ما عاد محمودا تجاه النازح المسكين، ومن وجهة لبنانية سورية الوضع الاقتصادي والانهيار المالي (لا يتحمل) أكثر من ذلك، يوجد (في لبنان) ثلاثة ملايين نازح يشكلون عبئا اقتصاديا واجتماعيا وتربويا وصحيا وحتى أمنيا».
وتابع متحدثا عن المؤتمرات المقترحة «أولا تشكيل لجنة ثلاثية بين لبنان وسوريا والمفوضية. ثاني شيء تسديد المساعدات العينية والمادية والاستشفائية والطبية بداخل الأراضي السورية عند عودة النازح، وثالث شيء البدء بالترحيل بواسطة سفن آمنة إلى دول العالم قاطبة».
وأردف «هناك 194 دولة بمنظمة حقوق الإنسان.. .إذا وزعنا 2.2 مليون نازح عليها، سيكون نصيب كل بلد جزء بسيط. القرار السياسي، الموضوع عند الأمم المتحدة وعند الغرب تحديدا».
اقرأ المزيد:
«حمـ.ـاس» توافق على المفترح المصري لوقف إطلاق النار