الدعم السريع يتهم الجيش بقصف محطة ضخ نفط شرق الخرطوم
اتهمت قوات الدعم السريع، يوم الثلاثاء طائرات مسّيرة تابعة للجيش السوداني بقصف محطة لضّخ النفط في منطقة العيلفون بشرق الخرطوم، والتي تنقل نفط دولة جنوب السودان.
وذكرت في بيان عبر منصة إكس أن الهجوم أسفر عن مقتل إثنين وجرح 14 آخرين من أفراد قوة حماية المنشآت الحيوية بقوات الدعم السريع.
كانت الحكومة السودانية قد أعلنت في مارس آذار الماضي عن توقف ضخ نفط جنوب السودان عبر الأراضي السودانية بسبب «القوة القاهرة».
وطمأن نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار في أواخر أبريل نيسان الماضي، المواطنين في السودان وجنوب السودان والشركاء في صناعة النفط بتحسن العمل في القطاع والمحافظة على المنشآت وإعادة إصلاح الخط الناقل لنفط جنوب السودان إلى ميناء التصدير بالبحر الأحمر في غضون شهرين.
الحكومة السودانية ممثلة بالخارجية ترفض ما تفوّه به احد الناشطين على وسائل التواصل وتمنعه من الظهور مجدداً بتلفزيون #السودان القومي بسبب توجيه إساءات للمملكة العربية #السعودية كما صاحب هذا الإعلان مطالبات من الأشقاء السودانيين بمحاسبته والأخذ على يد كل من يريد إفتعال الأزمات مع… pic.twitter.com/jYGOfrZXdL
— ياسين سالم (@Yaseensaz1) May 8, 2024
أزمة الازدواجية الغربية
يرصد محللون سياسيون ما وصفوه بـ«الازدواجية الغربية» في أزمة السودان، بتوجيه مزاعم بلا أدلة لدولة الإمارات العربية المتحدة، بأنها تساند طرفا دون آخر، بينما يتم التغاضي عن التدخل الإيراني «رغم وجود الأدلة».
ونفت الإمارات مرارا أنها تزوّد أيا من أطراف الصراع الدائر في السودان منذ 15 أبريل 2023، بالأسلحة والذخائر، مؤكدة موقفها الرسمي الداعي لإنهاء الصراع واحترام سيادة السودان.
ويعرض محللون سياسيون في تعليقاتهم لموقع «سكاي نيوز عربية»، الأسباب التي تدفع إلى نسج مزاعم ضد الإمارات في ملف السودان، رغم دورها «الإنساني» في إغاثة متضرري الصراع.
رسالة إماراتية
في 21 أبريل الماضي، وجّهت الإمارات رسالة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن ما يثار حول دورها في السودان، جاء فيها:
إن نشر المعلومات المضللة والروايات الزائفة بعد مرور عام على الصراع، يرمي إلى التهرب من المسؤولية، وتقويض الجهود الدولية الرامية لمعالجة الأزمة الإنسانية.
تؤكد الإمارات التزامها بدعم الحل السلمي، ومواصلة العمل مع جميع المعنيين لدعم أي عملية تهدف لوضع السودان على المسار السياسي للتوصل إلى تسوية دائمة، وتحقيق توافق وطني لتشكيل حكومة بقيادة مدنية.
الجيش السوداني:
*قوات العمل الخاص بمنطقة الكدرو العسكرية يواصلون قطع خطوط الإمداد عن مليشيا آل دقلو الإرهابية حيث نفذت عمليات ناجحة أسفرت عن تعطيل تانكر وقود وتدمير مركبات قتالية وقتل العشرات من الأطقم المرافقة* - *الكدرو - ٦ مايو ٢٠٢٤م* #السودان pic.twitter.com/ac0ihbrNI3— أحمد القرشي إدريس (@ahmadhgurashi) May 7, 2024
ما سبب الحملة؟
من بيروت، يُرجع أستاذ العلاقات الدولية والسياسات الخارجية خالد العزي، الحملة الممنهجة على الإمارات إلى ما يلي:
الأبواق الإعلامية الإخوانية تحاول تحميل أزماتها لدول راسخة بالمنطقة، وهذا ما يحدث في السودان من خلال اتهام الإمارات بمساعدة أحد طرفي النزاع على خلاف الحقيقة.
دور الإمارات التاريخي المناهض للحركات الإخوانية.
يتم التشويش على دور الإمارات ودول الاعتدال العربي، في نفس الوقت الذي يجري الصمت على التدخلات الإيرانية المباشرة.
التدخلات الإيرانية تهدف لتحويل السودان إلى سوريا جديدة، باستغلال طهران الصراعات الداخلية لزيادة نفوذها، كما أنها تنظر للسودان على أنه ساحة لتسوية حساباتها في المنطقة.
خطاب كراهية
من القاهرة، يرصد الباحث في الشؤون الإقليمية، هاني الجمل، أبعادا أخرى للحملة الجارية ضد الإمارات، ومنها:
اهتمام الإمارات بالتنمية وإقامة كيانات اقتصادية كبرى، حتى خارج حدودها، وزيادة وجهات الاستثمار، جعلاها في منافسة قوية مع الدول الكبرى، ما دفع بعضها لزيادة «خطاب الكراهية» ضدها.
حظي وفد الإمارات المشارك في قمة دول «الإيغاد» الخاصة بالأزمة السودانية، بترحيب كبير وشكر لدور الإمارات في حل الأزمة، ومن بعد ذلك تعالت أصوات غربية لتحجيم هذا الدور، باتهامها بدعم فصيل بعينه دون أسانيد واقعية.
ويلفت الجمل إلى أن هذا تسبّب في جدل داخل السودان بشأن تأثير ذلك على علاقات البلدين، والبعض هناك «يتهم السلطات السودانية بأنها تفتقر للكياسة».
وتحتضن الإمارات أكبر جالية سودانية في الخليج العربي بعد السعودية، كما وصل حجم التبادل التجاري بين الإمارات والسودان السنوات القليلة الماضية، إلى أكثر من ملياري دولار، وفق الجمل.
استعدادات مبكرة لـ«رئاسيات الجزائر»: موازين قوّة الأحزاب تُرجّح كفّة تبّون